لبنانيات >أخبار لبنانية
سحب السلاح: المعالجة غير مستحيلة ولكن..
سحب السلاح: المعالجة غير مستحيلة ولكن.. ‎الخميس 17 04 2025 07:39
سحب السلاح: المعالجة غير مستحيلة ولكن..

جنوبيات

لعل الديبلوماسية الخفية للموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان في لبنان تعكس مدى حساسية ودقة المسائل التي تم طرحها في لقاءاته مع المسؤولين والشخصيات السياسية اللبنانية.

وما تسرب من هذه المعلومات ان القرار "الاسرائيلي" الذي يحظى بالدعم الكامل من البيت الابيض، بازالة اي اثر لايران سواء كان في الاطار العسكري والجيوسياسي. في حين يتوجس "الاسرائيليون" من المفاوضات بين الاميركيين والايرانيين قد تفضي الى اتفاق ينزع الاسلاك الشائكة التي تحيط الان بايران.

ونقل المبعوث السعودي الى بعض المسؤولين اللبنانيين معلومات تؤكد ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي عاود الحرب في غزة، جاد في تهديداته باعادة تفجير الجبهة مع لبنان، وهو الذي يمتلك تصورا محددا لمستقبل لبنان وسوريا، انطلاقا من خلفية توراتية باتت معلومة للجميع.

وعلى هذا الاساس، وحسب المعلومات، فإنه لا بد من نزع "الذريعة" التي يتمسك بها نتنياهو ، اي تسليم سلاح "حزب الله" في جميع المناطق اللبنانية وليس فقط جنوب لبنان وبقاعه.

من جانب "حزب الله" الذي ابدى الاستعداد لاجراء الحوار الثنائي مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون حول سلاحه، لا يعتبر ان معالجة هذه المسألة مستحيلة.

في الوقت ذاته، لا يمكن تجاهل الوقائع الميدانية، إذ إن نتنياهو، الذي بات واضحًا إلى أين تمضي سياساته المتهورة في المنطقة، لن يكتفي بالمطالبة بتخلي الحزب عن سلاحه، بل يسعى أيضًا إلى ترحيل قياداته وعناصره، الى الخارج، تأثرا بما فعله الثنائي رئيس حكومة الكيان المحتل السابق مناحيم بيغن وارييل شارون في صيف 1982 حين اشترطا بترحيل الرئيس ياسر عرفات، والالاف من المقاتلين الفلسطينيين من بيروت الى بلدان عربية بعيدة عن الكيان.

من جهة اخرى، تساءلت مصادر سياسية اذا كانت الدولة اللبنانية تمتلك الوسائل اللازمة للحيلولة دون بقاء جيش الاحتلال على ارض اللبنانية، وحتى تكرار ما يحصل حاليا في الجنوب السوري.

وتشير هذه المصادر الى ان مسؤولي "حزب الله" الذين ابلغوا من يعنيهم بالامر بان لا تخلي عن السلاح تحت النار، لا يؤمنون بجدوى العملية الديبلوماسية، ولا بصدقية الوعود الاميركية، حيث ان "اسرائيل" القت بقرار مجلس الامن الدولي رقم 425 الصادر عام 1978 في سلة القمامة واحتلت لبنان حتى عام 2000 ولم تخرج الا بفعل المقاومة الشرسة، وبعد اعتراف رئيس الحكومة انذاك ايهود باراك بالحرف الواحد قائلاً: "ان كلفة بقائنا في لبنان لم تعد تحتمل".

المصدر : الديار