لبنانيات >أخبار لبنانية
حفلَي تخرجهم في ثانوية رفيق الحريري: طلاب الخامس جسّدوا حق الأطفال بالعيش بسلام، وتلامذة الروضة الثالثة استعادوا زمن اللعب الجميل


احتفلت ثانوية رفيق الحريري بتخريج طلاب "الروضة الثالثة والخامس الأساسي"، بمناسبة انتقالهم من مرحلة إلى مرحلة أعلى، حيث نهاية كل مرحلة بداية لأخرى، بعدما اكتسبوا المعارف والمهارات التي سترافقهم إلى المرحلة التالية مع ما راكموه من قيم تعليمية وذكريات جميلة من مرحلتي الدراسة الأولى والثانية.
تخرج تلامذة الروضة الثالثة
فقد احتفلت الثانوية بتخريج تلامذة صفوف الروضة الثالثة وانتقالهم إلى مرحلة التعليم الأساسي، في أمسية توهجت بإبداعاتهم. اختارت لها إدارة قسم الروضات موضوعًا: "تطور الألعاب وأثرها في حياة الطفل وتنمية مواهبه ومهاراته وشخصيته وحس السؤال والاكتشاف لديه"، وجسدها تلامذة الـ"Kg3A - Kg3B - Kg3C - Kg3D" في لوحات تعبيرية راقصة وغنائية قدموها على مسرح الثانوية.
واختبر أهاليهم للمرة الأولى لحظات التأثر التي امتزجت فيها دموع الفرح بمشاعر الفخر وهم يواكبون بنظراتهم وقلوبهم فلذات أكبادهم يعبرون بشهادات أول تخرج لهم نحو الصف الأول الأساسي. تشاركهم هذه اللحظات حضورًا، رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري ومديرة الثانوية السيدة نادين زيدان وأسرة قسم الروضات ولجنة الأهل وأهالي الخريجين.
من خلال العرض الذي قدموه، اصطحب الأطفال الحضور في رحلة إلى زمن ألعاب الطفولة الجميل، فنقلت براءة الصغار وعفويتهم الحضور إلى زمن اللعب الجميل قبل أن تعيدهم إلى زمن ألعاب التكنولوجيا والأجهزة الذكية وتحدي الاستخدام السليم لها. من عيش المغامرة على شاشة صغيرة وجهاز تحكم، إلى زمن الألعاب التي كانت تشجع الأولاد على التفكير السريع، إلى تلك التي تساعدهم على التعلم والابتكار والإبداع والعمل كفريق.
استحضروا ساحات اللعب الواسعة خارج المنزل وألعابًا مثل الركض والتسابق وقفز الحبل وغيرها، متحدثين بلسان الجيل الذي عرف قيمة الأشياء والذي كان يتقبل الخسارة قبل الربح.. الجيل الذي كان يفرح ويضحك من قلبه. فبقدر ما كانت وسائل الترفيه بسيطة، بقدر ما كان الفرح حقيقيًا.
استعرضوا زمنًا لم يكن جيله بحاجة لا لطاولة ولا لكهرباء ولا إنترنت، إلى زمن أصبح فيه العالم كله بين أيدينا. كما تخلل العرض مقطع تمثيلي يحكي واقع العائلة وهي تعيش أجواء العيد قديمًا، وتجسيد للعبة شد الحبل و"طاق طاق طاقية"، واختتم برقصة فرحة العيد.
خياط
وألقت رئيسة قسم الروضات السيدة غادة خياط كلمة اعتبرت فيها أنها "لحظة فرح وفخر، تحمل في طياتها بداية جديدة وبصمة مرحلة لا تُنسى".
وأوضحت أن "سنوات مرحلة الروضة كانت غنية ليس فقط بالألوان والضحكات، بل باللعب الذي كان مدخلًا للحياة". وقالت: "كان أطفالنا يلعبون، لكنهم في الحقيقة كانوا أيضًا يكتشفون ذواتهم ويجربون العالم. فحين كانوا يلعبون بيت بيوت كانوا يتعلمون الأدوار الاجتماعية، وحين كانوا يبنون برجًا من المكعبات كانوا يكتشفون مبادئ التوازن، وحين كانوا يختلفون ثم يتواصلون، كانوا يتعلمون مهارات الصبر وإيجاد الحلول وتقبل الآخر المختلف".
وتابعت: "اليوم، ومع انتقالهم إلى الصف الأول الأساسي، نعلم أن نظام الحياة المدرسية سيأخذ منحى آخر، وأن الكتب والتطبيقات والتمارين ستأخذ حيزًا أكبر. لكن دعونا لا ننسى أن هذا الطفل ما زال يحتاج إلى اللعب الهادف. فاللعب ليس مجرد استراحة من التعلم، بل هو التعلم ذاته. اللعب لا ينافس الدراسة، بل يتكامل مع المهارات الدراسية".
وتوجهت إلى الأهل بأن يمنحوا أطفالهم الوقت والمساحة للعب، معتبرةً أن مرحلة الروضة هي مساحة لبناء قاعدة المهارات والعادات والقيم التي سترافق الطفل في كل المراحل القادمة. وأكدت أن هذا يتعزز بالتواصل الفعال والشراكة المتينة بين المدرسة والأهل.
تخرج طلاب الخامس الأساسي
احتفلت الثانوية بتخريج تلامذة صفوف الخامس الأساسي (دفعة العام 2025)، لمناسبة انتقالهم إلى الصف الأول المتوسط بعدما أنهوا دراستهم وفق منهج السنوات الابتدائية لبرنامج البكالوريا "PYP"، انطلاقًا من رؤية المدرسة: "تمكين مجتمع من المتعلمين المستقلين والمواطنين العالميين المسؤولين"، وهو ما يتماشى مع جوهر رسالة البكالوريا الدولية.
أقيم الحفل في حديقة الثانوية بحضور السيدة الحريري والمديرة زيدان وأسرة القسم الابتدائي من إداريين ومعلمين ولجنة الأهل وأهالي الخريجين.
وقدم خلاله الطلاب لوحات راقصة من وحي شعار الحفل لهذا العام وهو: "السلام: أجمل ما يمكن أن يحلم به الإنسان، وأن نعيشه في بيوتنا وفي مدارسنا وفي قلوبنا".
كانت أولى فقرات الحفل مع طلاب "الصف الخامس الإنجليزي - ب"، الذين قدموا رقصة على أنغام أغنية "If You Believe"، جسدت الإيمان بالحلم والإصرار على صنع المستقبل الذي يستحقونه.
كما قدم متعلمو "الصف الخامس الإنجليزي - أ" رقصة على أنغام أغنية "Bridge of Peace"، تجسيدًا لفكرة أن "السلام يبدأ من داخلنا، ولا يتحقق إلا عندما تتحد القلوب والأيادي، وأن الوحدة ليست حلمًا، بل خيارًا نبنيه معًا، خطوة بخطوة".
واستكمالًا لرؤية السلام، قدم طلاب "الصف الخامس الفرنسي - أ" رقصة تجسد حلم السلام الذي يمنح كل طفل مكانًا آمنًا وبيتًا دافئًا ومستقبلًا مضيئًا.
بينما قدم طلاب "الصف الخامس الإنجليزي - ج" رقصة تُعبر عن الفرح والأمان الذي يستحقه كل طفل، مؤكدين أن السلام يبدأ من قلوبنا.
درزي
ألقت مسؤولة القسم الابتدائي السيدة سمر درزي كلمة قالت فيها: "اليوم نحتفل بإنجازات طلابنا وطالباتنا الذين أنهوا مرحلة السنوات الابتدائية، وها هم اليوم يقفون على أعتاب مرحلة جديدة من رحلتهم التعليمية، أكثر نضجًا، وأكثر وعيًا، وأكثر استعدادًا لصنع الفرق في هذا العالم".
وتوجهت إلى الخريجين قائلة: "ملامح المتعلم نراها تتجلى فيكم: مطلعين، باحثين، مفكرين، متواصلين، مهتمين، منفتحين، متقبلين وجهات النظر المختلفة، ذوي مبادئ، تتصرفون بأمانة ومسؤولية. أنتم متعلمون مستقلون، قادرون على قيادة تعلمكم بأنفسكم. وأنتم أيضًا مواطنون عالميون، تدركون أهمية دوركم في بناء عالم يسوده السلام، والعدالة، والتفاهم".
واختتم الحفل برسائل شكر للأهالي "الشركاء الحقيقيين في رحلة أبنائنا وبناتنا التعليمية"، على دعمهم وثقتهم التي كان لها الأثر الكبير في نجاحهم.











