في ظل التصعيد الإسرائيلي الأخير، يجد لبنان نفسه في مواجهة واقع مثير للقلق. الغارات الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت تلال النبطية والمحيط يوم الخميس الماضي جاءت لتبرز ترابطًا عملانيًا بين التحركات الإسرائيلية في لبنان والمواجهات الإقليمية الأخرى. هذه التطورات تعزز المخاوف من امتداد التصعيد إلى مناطق جديدة، بما في ذلك شمال الليطاني، وسط غياب أي تحرك دبلوماسي جدي للجم التوتر.

بالتزامن، أنجزت وزارة الداخلية والقوى الأمنية والعسكرية استعداداتها لإجراء الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي لبنان الشمالي وعكار غدًا الأحد. وأكد وزير الداخلية أحمد الحجار أن التحضيرات سارت كما هو مخطط لها، مشددًا على أن هذه الانتخابات تمثل رسالة جادة من العهد الجديد للمجتمع الدولي، وتأكيدًا على التزام الدولة بالحياد والنزاهة.

الجنوب: تصعيد خطير ودور اليونيفيل

الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الجنوب اللبناني أثارت قلقًا داخليًا ودوليًا. وفي هذا الإطار، التقى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي قائد بعثة قوات اليونيفيل، اللواء أرولدو لاثارو، الذي استعرض طبيعة مهام البعثة ورصدها للانتهاكات الإسرائيلية لقرار مجلس الأمن رقم 1701. وأكد الوزير رجّي تمسك لبنان بدور اليونيفيل، مشددًا على أهمية دعمها في تنفيذ مهامها، خاصة مع اقتراب موعد تمديد ولايتها في آب المقبل.

الاستحقاق الانتخابي: تحدٍ تنظيمي وأمني

رغم التوترات الإقليمية، تسير الاستعدادات الانتخابية بوتيرة منتظمة. وزير الداخلية أشار إلى أن الجولة الأولى من الانتخابات في جبل لبنان كانت نموذجية، وأعرب عن تصميمه على تحقيق نجاح مماثل في الجولة الثانية في الشمال وعكار. وأكد أن العملية الانتخابية تمثل فرصة لتعزيز الثقة بالدولة ومؤسساتها.

على الصعيد الأمني، دعت قيادة الجيش المواطنين إلى التجاوب مع التدابير الاستثنائية التي تشمل إقامة حواجز وتسيير دوريات بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة. كما دعت إلى الإبلاغ عن أي محاولة للإخلال بالأمن عبر الرقم 117.

قلق إقليمي: تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران

إلى جانب التصعيد في الجنوب، انعكست المخاوف الإقليمية على الساحة اللبنانية، مع تسارع شركات الطيران العالمية إلى تعليق رحلاتها إلى إسرائيل، مما ينذر بتطورات حربية قد تشمل مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران.

في هذا السياق، تستعد المنطقة لتحديات متزايدة في ظل غياب أي مؤشرات تهدئة أو تحرك دولي لاحتواء الأوضاع، مما يضع لبنان في دائرة التأثير المباشر للتوترات الإقليمية.