لبنانيات >أخبار لبنانية
كيف جنّد "الموساد الاسرائيلي" مستشاراً يمنياً في بيروت؟


جنوبيات
في خطوة أمنية لافتة، أسقطت الأجهزة الأمنية اللبنانية خلية تجسس جديدة في قلب العاصمة بيروت، حيث أوقفت مواطناً يمنياً يشغل منصب مستشار في السفارة اليمنية التابعة لحكومة عدن، بتهمة العمل لصالح جهاز "الموساد" الإسرائيلي. وأتى التوقيف بعد سلسلة تحريات دقيقة كشفت عن شبكة معقدة من الأنشطة الاستخباراتية التي طالت أهدافاً حيوية في اليمن ولبنان، ما يسلّط الضوء مجدداً على اختراقات "الموساد" للمنطقة، حتى داخل البعثات الدبلوماسية.
وأفادت مصادر أمنية لبنانية لوكالة "يونيوز" الإخبارية أن المواطن اليمني المقبوض عليه يُدعى "مقبل ب. ع. ح." (مواليد 1992)، وقد دخل الأراضي اللبنانية بتاريخ 4 آذار/مارس 2025، حاملاً كتاباً رسمياً من حكومة عدن يعيّنه مستشاراً في السفارة اليمنية في بيروت، التابعة لوزارة الخارجية في الحكومة المدعومة من السعودية.
وبحسب التحقيقات، جرى توقيفه في الغرفة 406 بأحد فنادق منطقة الحمرا في بيروت، وذلك بعد تنقله بين عدة فنادق منذ وصوله إلى لبنان. وخلال الاستجواب، أقرّ بأنه جُنّد من قبل جهاز "الموساد" الإسرائيلي أثناء وجوده في مصر، مقابل تسهيلات تتعلق بالحصول على إقامة في فرنسا، وشرع منذ ذلك الحين بتنفيذ مهام استخباراتية، بينها تحديد أهداف حيوية في اليمن، من أبرزها مصنع عمران للإسمنت، الذي استُهدف لاحقاً بغارة جوية إسرائيلية بتاريخ 6 أيار/مايو الماضي.
وأوضحت المصادر أن الموقوف اشترى سيارة من نوع "مرسيدس ML" موديل 2011 لاستخدامها في تنقلاته خلال إقامته في لبنان.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية اليمنية في صنعاء أن الموقوف تابع لحكومة عدن وقد تم تعيينه مستشاراً في السفارة اليمنية في بيروت التي تديرها حكومة عدن. واعتبرت أن الربط بينه وبين حركة "أنصار الله" يندرج في إطار "محاولات التشويش الإعلامي الممنهجة" ضد مواقف صنعاء السياسية، وخصوصاً في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وأشارت المصادر الأمنية إلى أن عملية توقيف المشتبه به جرت بدايةً من قبل مفرزة الاستقصاء المركزية، قبل أن يُحال إلى شعبة المعلومات التي تتولى التحقيق بإشراف القضاء المختص.