أخبار عربية >اخبار عربية
متحدية الحصار ومنددة بالإبادة... "حنظلة" تبحر نحو غزة!
متحدية الحصار ومنددة بالإبادة... "حنظلة" تبحر نحو غزة! ‎الأربعاء 23 07 2025 23:08
متحدية الحصار ومنددة بالإبادة... "حنظلة" تبحر نحو غزة!

جنوبيات

أبحرت سفينة "حنظلة" من السواحل الإيطالية في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، حاملةً على متنها 21 ناشطًا دوليًا من دول مختلفة، بينهم نائبة فرنسية وطبيب كندي وناشطة نرويجية، وذلك ضمن تحالف "أسطول الحرية" الهادف إلى إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للفلسطينيين في غزة، والتنديد بالإبادة الجماعية والتجويع الممنهج المستمر منذ نحو 22 شهراً.

السفينة انطلقت في 13 تموز من ميناء سيراكوزا الإيطالي، وتوقفت في ميناء غاليبولي في 15 من الشهر نفسه لمعالجة مشكلات تقنية، قبل أن تعاود الإبحار باتجاه غزة يوم الأحد. وتأتي هذه الرحلة بعد سلسلة من الهجمات والاعتراضات الإسرائيلية التي طالت سفن التحالف، منها استهداف السفينة "الضمير" بطائرة مسيّرة في 2 أيار، ما أدى إلى أضرار جسيمة، بالإضافة إلى استيلاء الجيش الإسرائيلي على السفينة "مادلين" في 9 حزيران واعتقال 12 ناشطًا دوليًا كانوا على متنها، قبل ترحيلهم بشروط تعهدت بموجبها بعدم العودة.

وقالت النائبة الفرنسية غابرييل كاتالا إن المشاركة في "حنظلة" تهدف إلى إثبات إمكانية كسر الحصار المفروض على القطاع، مضيفة: "نريد إيصال رسالة واضحة بأن هذه الإبادة يجب أن تتوقف، وأن هناك من يتحرك رغم صمت العالم". وانتقدت كاتالا دعم الدول الغربية لإسرائيل بذريعة "الدفاع عن النفس"، معتبرة ذلك "هراء"، وداعية إلى فرض عقوبات دبلوماسية ومالية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية. كما شددت على ضرورة التدخل الأوروبي والأميركي لوقف الانتهاكات المستمرة بحق الفلسطينيين، معتبرة أن ما يجري هو "انتهاك وحشي للقانون الدولي وسط صمت مريب".

من جهته، أوضح الطبيب الكندي يي بينغ جي أن مشاركته في الرحلة تأتي ضمن مهمة طبية وإنسانية لإيصال أطراف اصطناعية إلى الأطفال في غزة، مشيرًا إلى أن القطاع يسجل أعلى نسبة من الأطفال المبتوري الأطراف في العالم مقارنة بعدد السكان، وأن أكثر من 4 آلاف طفل بحاجة ماسة لأطراف اصطناعية. وأضاف أن الهدف لا يقتصر على إيصال المساعدات، بل يشمل أيضًا التعبير السياسي عن التضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه في الحرية وتقرير المصير.

الناشطة النرويجية فيدغيس بيورفاند وصفت بدورها ما يحدث في غزة بأنه "أسوأ من الهولوكوست"، وقالت: "لا توجد كلمات تصف حجم الكارثة. نحن هنا لنؤكد وقوفنا إلى جانب أهل غزة، ولنفضح الجرائم التي ترتكب بحقهم". ودعت الأوروبيين إلى رفع أصواتهم وممارسة الضغط من أجل وقف الإبادة، مضيفة: "ما يجري إبادة جماعية... والأطفال يموتون جوعاً. هذا يفوق الوصف".

يُذكر أن إسرائيل أغلقت منذ 2 آذار جميع المعابر المؤدية إلى غزة ومنعت دخول المواد الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة ووفاة العشرات من المدنيين. ومنذ 7 تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة شاملة على القطاع تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، في تجاهل تام للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العمليات العسكرية. وأسفرت هذه الحرب عن أكثر من 200 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين.

المصدر : الجزيرة نت