لبنانيات >أخبار لبنانية
في الذكرى 41لاستشهاد المناضل معروف سعد التنظيم الشعبي الناصري كرم المطران المناضل عطالله حنا
في الذكرى 41لاستشهاد المناضل معروف سعد التنظيم الشعبي الناصري كرم المطران المناضل عطالله حنا ‎الأحد 28 02 2016 10:50
في الذكرى 41لاستشهاد المناضل معروف سعد التنظيم الشعبي الناصري كرم المطران المناضل عطالله حنا

جنوبيات

في الذكرى الحادية والأربعين لاستشهاد المناضل معروف سعد، وبدعوة من التنظيم الشعبي الناصري واللجنة الوطنية لإحياء الذكرى، أقيم في مركز معروف سعد الثقافي حفل تكريمي لسيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، تقديراً  لمواقفه الوطنية والنضالية دفاعا عن القدس وفلسطين. وقد حضر الاحتفال الى جانب أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد،  وسفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور ممثل دولة رئيس مجلس النواب اللبناني بسام كجك، وممثلو الأحزاب اللبنانية  والفصائل الفلسطينية، ورجال دين، وشخصيات اجتماعية ونقابية، وحشد جماهيري كبير.
 وكانت كلمات في المناسبة لكل من الدكتور أسامة سعد، والسفير أشرف دبور، وسيادة المطران حنا، أكدت على أهمية المناسبة،  ودعت للوقوف بوجه الاحتلال الصهيوني الغاصب.
وفي نهاية الحفل قدم سعد درعاً تكريمية لسيادة المطران تسلمها عنه سفير دولة فلسطين الأستاذ أشرف دبور كتب عليها: " درع معروف سعد، تحية وفاء وتقدير لسيادة المطران المناضل عطالله حنا، المدافع الصلب عن القدس وعروبة فلسطين، الذكرى 41 لاستشهاد المناضل معروف سعد، 26 شباط 2016 ".
افتتح الحفل بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، وكانت كلمة لعريف الحفل خليل المتبولي أكد فيها أننا نحيي ذكرى  الشهيد معروف سعد اليوم وكل آن ونهتدي بفكره ومواقفه، لا النسيان ولا الفراق ولا الموت يمكن أن يهدّد وجوده بيننا، لأنّه كان مشروع حياة، وخاض كلّ نضالاته من أجل الحياة نفسها. ومن نضالاته، دفاعه عن فلسطين بكل ما أوتي من عزم وقوة وصلابة. كما أشاد المتبولي بالمطران حنا وبمواقفه ونضاله من أجل القدس وفلسطين.
ومما جاء في كلمة العريف:
صيدا بشموخها ... وعزّتها ... وكرامتها ... وصمودها ... وإبائها ... ومقاومتها ... ترحبّ بكم  كما نحن أكبرترحيب في هذا الصرح الثقافي الكبير الذي يحمل إسم المجاهد معروف سعد ىوالذي نحن اليوم نجتمع لنحيي ذكرى استشهاده الحادية والأربعين ولنستذكره من خلال مواقفه البطولية والعروبية ودفاعه عن المظلومين ووقوفه مع العدالة الإجتماعية وحرية الفرد ... واحد وأربعون عاماً مضت ، ومازال يوم السادس والعشرين من شباط 1975 في ذاكرة الصيداويين حاضراً مفجعاً وغير محتمَل ، واحد وأربعون عاماً مضت ولم يؤثّر الزمن على صورة الشهيد المجاهد معروف سعد التي بقيت مشعّة في أذهاننا بصفاء لا يزول . إننا نحيي ذكراه اليوم وكلّ آن ونهتدي بفكره ومواقفه ، لا النسيان ولا الفراق ولا الموت يمكن أن يهدّد وجوده بيننا ، لأنّه كان مشروع حياة ، وخاض كلّ نضالاته من أجل الحياة نفسها ... ومن نضالاته ، دفاعه عن فلسطين بكل ما أوتي من عزم وقوة وصلابة ، فقد كان من أول المقاومين المجاهدين  على أرض فلسطين ، حمل رايتها وراية شعبها وطالب باسترجاع حقهم وأرضهم ، وآمن بالثورة والثوار ، ورفض كل سياسات الذل والخنوع ، فكان للشعب الفلسطيني مكانة خاصّة في قلبه ، دافع عنه وعن كرامته ، وعن حقه في الوجود وفي العودة إلى أرض فلسطين فكم نحن بحاجة إليه اليوم كي يرى ماذا يحصل بالشعب الفلسطيني في الداخل وفي بلاد الشتات ؟ وكيف أنّ الأونروا الشاهد على معاناة الشعب الفلسطيني اللاجئ في الشتات وفي داخل فلسطين ، تقرّر تهجير الشعب الفلسطيني مجدّداً وذلك بتخفيضها للتقديمات الإجتماعية مؤقتاً ، وهي بذلك تتجه إلى إلغائها نهائياً ... عارٌ علينا أن نرى ماذا يحصل ؟ ونقف مكتوفي الأيدي ، لانتحرك ساكناً ...
يسعدنا اليوم وفي هذه الذكرى ، ذكرى المجاهد والمناضل الشهيد معروف سعد أن نكرّم مناضلاً داخل الأراضي الفلسطينية ، يدافع عن الحق ويرفض الظلم ، ويعتبر فلسطين للعرب وللفلسطينين وليس لغيرهمومن حق الشعب الفلسطيني أن يعيش على أرض فلسطين بسلام وأمان وحرية إنّه سيادة المطران الأرشمندريت عطالله حنا الذي نكنّ له كلّ الإحترام والتقدير ... مغيّبٌ عنّا بالجسد قسراً إلا أن روحه ووجدانه وعقله معنا ، ورغم الحصار والضغط الذي يمارس عليه داخل فلسطين المحتلة إلا أنه أصرّ إلا أن يكون معنا من خلال الشاشة بنقل مباشر مع قناة الميادين التي نتوجهبالشكر الجزيل لها ولصاحبها ولكل العاملين فيها  لما قدّموه من تحضيرات واتصالات ومتابعة لإنجاح هذا التكريم  

أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد أكد في كلمته على أهمية تكريم سيادة المطران المناضل عطا الله حنا في الذكرى الحادية والأربعين لاستشهاد معروف سعد ولا سيما بن سيادة المطران حنا كبير من كبار فلسطين، ومناضل مقدام في الدفاع عن حرية الشعب الفلسطيني، وعن عروبة فلسطين وعروبة القدس عاصمة فلسطين، وعلم من أعلام الكنيسة العربية الفلسطينية ، وأحد أبناء الشعب الفلسطيني البررة.  وأن روح الشهيد معروف سعد ستشعر بالغبطة والارتياح لهذا  التكريم، فالقضية الفلسطينية كانت على رأس القضايا التي ناضل من أجلها الشهيد. كما أكد سعد على أهمية الوحدة العربية وعلى أهمية العروبة الديمقراطية المنفتحة بأنها الإطار الوحيد القادر على مواجهة دعوات التقسيم والتفتيت على أسس طائفية ومذعبية وعرقية... وهي الحصانة لشعوبنا العربية في مواجهة الفتن والتقاتل والحروب التدميرية.
ومما جاء في كلمة سعد:
نلتقي اليوم في الذكرى الحادية والأربعين لاستشهاد المناضل معروف سعد لتكريم كبير من كبار فلسطين... ومناضل مقدام في الدفاع عن حرية الشعب الفلسطيني... وعن عروبة فلسطين وعروبة القدس عاصمة فلسطين... نلتقي لتكريم علم من أعلام الكنيسة العربية الفلسطينية ... وأحد أبناء الشعب الفلسطيني البررة... سيادة المطران المناضل عطا الله حنا.
لقد أحسنت اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى الشهيد معروف سعد صنعاً حين قررت تقديم درع الشهيد معروف سعد، هذا العام، إلى سيادة المطران عطا الله حنا.
ونحن نعتقد أن روح الشهيد معروف سعد تشعر بالغبطة والارتياح لهذا الاختيار الموفق. فالقضية الفلسطينية كانت على رأس القضايا التي ناضل من أجلها الشهيد معروف سعد. وقد شارك في الثورة الفلسطينية منذ العام 1936، وساهم في كفاح الشعب الفلسطيني إلى جانب قادته الأوائل الكبار، ومن بينهم: عبد القادر الحسيني، وأبو حسن سلامة، وغيرهما... كما حارب دفاعا عن المالكية والجليل عام 1948 ... مسجلاً مع رفاقه آيات من الصمود والبطولة... الشهيد معروف سعد الذي واصل حتى لحظة استشهاده تقديم العون لثوار فلسطين لا بد لروحه أن تسعد بتكريم المطران عطا الله حنا المدافع الصلب عن الشعب الفلسطيني، وعن القدس وكل فلسطين... والمتصدي بكل شجاعة وإقدام للاستيطان الصهيوني ومصادرة الأرض الفلسطينية ... والمواجه بكل جرأة لتعديات الصهاينة على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
في مواجهة الاحتلال والعنصرية والاستعمار الاستيطاني  يقف المطران المناضل في مقدمة الصفوف... متحدياً القمع والقتل والاغتيال والمجازر... يقف مع أبناء الشعب الفلسطيني الثائر المنتفض.. مع الرجال والنساء والشباب والأطفال الذين يواجهون باللحم الحي الآلة الحربية الصهيونية الفتاكة... مع المناضلين الذين عقدوا العزم على تقديم أنفسهم قرابين على مذبح الحرية... ومن أجل تحرير القدس وتحرير فلسطين.
وقال سعد:
"في هذا الزمن العربي الرديء ... وفي ظل استنزاف الطاقات والثروات العربية في صراعات وحروب عبثية تدميرية... وفي وقت تستفحل فيه الدعوات والفتن الطائفية والمذهبية... وتتفاقم ظواهر التعصب والظلامية والإرهاب... في مواجهة كل ذلك يدعو المطران المناضل الوحدوي إلى رفع راية العروبة المنفتحة فوق كل راية... كما يدعو إلى إعادة توجيه البوصلة نحو فسطين... لأن فلسطين هي القضية المركزية، ولأن فلسطين أيضاً هي المعبر نحو الوحدة.
وسيادة المطران يلتقي بذلك مع قادة حركة النهوض العربي في القرن الماضي، ومن بينهم الزعيم جمال عبد الناصر... كما يلتقي أيضاً مع دعوات الشهيد معروف سعد. فالعروبة الحضارية المنفتحة هي وحدها القادرة على استيعاب كل التنوع والغنى في الوطن العربي دينياً ومذهبياً وعرقياً وفكرياً...والعروبة الديمقراطية المنفتحة هي الإطار الوحيد القادر على مواجهة دعوات التقسيم والتفتيت على أسس طائفية ومذعبية وعرقية... وهي الحصانة لشعوبنا العربية في مواجهة الفتن والتقاتل والحروب التدميرية.
وفي المقابل فإن الدعوات الطائفية والمذهبية تشكل رديفاً للصهيونية، كما أن إنشاء كيانات دينية ومذهبية إنما يستهدف تبرير الكيان الصهيوني ومزاعمه الدينية.
وأضاف سعد:
"سيادة المطران عطا الله حنا هو أيضاً، وقبل أي شيء آخر، مناضل من أجل الإنسانية، ومدافع عن الإنسان وحقه بالحرية والعدالة والكرامة... يقف إلى جانب المعتقلين والمضطهدين والمظلومين، وإلى جانب الذين تدمر بيوتهم وتصادر ممتلكاتهم ومصادر رزقهم... وهو بذلك يسير على خطى السيد المسيح، وينتهج نهج القادة الإنسانيين الكبار.
ومما لا شك فيه أن الشهيد معروف سعد الذي قدم حياته من أجل مطالب الصيادين والكادحين في مواجهة الاستغلال والاحتكار، سيكون فخوراً بتقديم الدرع الذي يحمل اسمه إلى مطران مناضل من أجل حقوق أبناء الشعب وحريتهم وكرامتهم.
وختم سعد  موجهاً تحية الشراكة والتضامن إلى أبناء الشعب الفلسطيني الصامد والمنتفض والثائر، وإلى الأسرى والمعتقلين والجرحى والمصابين.
وتحية الإجلال والإكبار إلى شهداء فلسطين ولبنان وسائر الشهداء.
ومؤكداً  على الثقة بقدرة شعب فلسطين، وشباب فلسطين، وأطفال فلسطين، على تحرير القدس وكل حبة تراب من أرض فلسطين.
وموجهاً ألف تحية إلى سيادة المطران عطا الله حنا، المناضل الفلسطيني العروبي الإنساني، والمكافح من أجل القدس وفلسطين والأمة العربية والإنسانية جمعاء".

بدوره سفير دولة فلسطين أشرف دبور أكد في كلمته أن مسيرة معروف سعد مستمرة وأن الإرث الوطني والثوري الذي تركه إلتزم به مناضلون استمروا في كفاحهم.  كما أكد على اعتزازه بسيادة المطران وبنضاله ضد العدو الصهيوني الغاشم، ولفت الى العلاقة اللبنانية الفلسطينية الاستثنائية، مؤكداً على أهمية  تعزيز وتطوير العلاقة مع جميع مكونات المجتمع اللبناني وعلى كافة المستويات. كما دعا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأنروا" للاستمرار بتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.
ومما جاء في كلمة السفير:
واحد وأربعون عاماً، ومسيرة مستمرة، في نهج نضالي متجدد لجيل بعد جيل، وتنظيم شعبي ناصري، إرث معروف، أبو الفقراء، آمن بعدالة القضية الفلسطينية وإلتزم بها، قائد مناضل قومي من صيدا، تشهد له المالكية، قاتل في فلسطين وصمد على أرضها، إستشهد وترك إرثاً وطنياً وثورياً، إلتزم به مناضلون واستمروا في كفاحهم ونضالهم بمسيرة برنامجها وأساسها ووجهتها فلسطين وقضيتها.
فلسطين بأبنائها تتحد بها السواعد المسيحية والإسلامية لترسم الإستقلال والحرية، أحدهم المطران عطالله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأورثوذكس، عضو مجلس الهيئة الإسلامية-المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، مطلق وثيقة المناشدة للغرب من مسيحيي الأراضي المقدسة إلى كافة مسيحيي العالم من أجل الدفاع والتحرك لحماية المقدسات في فلسطين، ومطالبة المجتمع الدولي بوقفة حق تجاه ما يواجهه شعبنا الفلسطيني من ظلم وتشريد ومعاناة وتمييز عنصري.
المطران عطالله، إبن بلدي، مهد الأديان السماوية، مسرى سيدنا محمد (صلعم) ومهد سيدنا عيسى عليه السلام، فلسطين العهدة العمرية، نعتز بك وبنضالك وبرفضك للإحتلال وجيشه الذي يفرغ مئات الرصاصات في جسد طفلة، إحتلال ينتهك الحقوق المدنية والثقافية، والإنسانية والدينية، ويعمل على تغيير ممنهج لفلسطين ولهوية القدس وطابعها التاريخي والديمغرافي، ويطلق قطعان مستوطنيه المتطرفين للإعتداء على مدننا وقرانا وأطفالنا وشيوخنا ونسائنا، ويسمح للعصابات الإرهابية المسلحة بإرتكاب جرائم القتل والحرق، وبتنفيذ الإعدامات الميدانية بحق الأطفال والمدنيين الفلسطينيين العزل في خرق لأبسط قواعد ومبادئ القانون الدولي والإنساني، ويقوم بنقل المستوطنين للسيطرة على الأرض لتثبيت إستيطان إحلالي وفرض أمر واقع قائم على التمييز العنصري.
لبنان
إننا ومن منطلق حرصنا على لبنان الحبيب الذي احتضن قضيتنا العادلة، ودعمها ووقف إلى جانبها  واستضاف لاجئيها، وللأخوّة التي تجمعنا في وحدة الهدف والمصير، نؤكد تمسكنا بتعزيز وتطوير علاقتنا مع جميع مكونات المجتمع اللبناني وعلى كافة المستويات، وإلتزامنا بالحفاظ على الأمن والإستقرار في المخيمات، وإحترام سيادة القانون اللبناني. وندرك ما تمر به المنطقة من مرحلة دقيقة، ولنا ثقة بإخوتنا القيادات اللبنانية وبوعيهم وحكمتهم في التغلب على المصاعب والظروف التي يمر بها لبنان الشقيق، كما استطاعوا سابقاً تجاوز ظروف صعبة وحساسة من خلال تغليب المصلحة الوطنية العليا.
نحن اليوم في حضرة ذكرى من كانت هموم المواطنين وإحتياجاتهم أولى إهتماماته وعمله، الشهيد معروف سعد، ومن منبره، ندعو وكالة غوث وتشغيل اللجئين الفلسطينيين " الأنروا" بالاستمرار بتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين والغاية التي أنشأت من أجلها وهي إغاثة ورعاية وتشغيل اللاجئين، والمظلة الدولية للجوئهم وحق عودتهم.
للأكرم منا جميعاً الشهداء، ياسر عرفات، معروف سعد، والجميع الجميع، التحية والمجد، التحية لشعبنا الذي يقاوم المحتل الغاشم، وللأسرى البواسل الحرية، وللبنان التحية، لفلسطين العهد بالاستمرار بالثورة حتى النصر".
سيادة المطران عطا الله حنا شارك في الحفل  على الهواء مباشرة من بيت لحم ، حيث تولت قناة الميادين مشكورة نقل كلمة سيادته من القدس للمجتمعين في صيدا.  وقد أكد سيادة المطران في كلمته على أهمية الوحدة بوجه العدو الغاصب،موجهاً رسالة من فلسطين ومن القدس الى الأمة العربية:
 " توحدوا يا أيها العرب، توحدوا من أجل فلسطين ومن أجل القدس، شهداؤنا يسقطون في كل يوم، قبل قليل كان هنالك شهيد وبعد قليل سيكون هناك شهيدآخر. شهداؤنا يسقطون في كل يوم من أجل الحرية والكرامة من أجل القدس... فكونوا إلى جانب أسرانا ومعتقلينا وإلى جانب شعبنا المقاوم المناضل الذي لن يتنازل عن حقه في فلسطين... كل فلسطين التي هي لنا وليست للاحتلال وليست للاستعمار وليست للصهيونية.
ومما جاء في كلمته :"
وأنا أخاطبكم من قلب فلسطين، أحمل لكل واحد منكم تحية المحبة والأخوة من أرض القداسة والقيامة والفداء، أحييكم أيها الأعزاء، وأنا لا أشاهدكم، وكنت أتمنى أن أحييكم فرداً فرداً بأسمائكم وألقابكم. ولكن اسمحوا لي أن أحييكم جميعاً مع حفظ الألقاب والمسميات. وأحيي بشكل خاص الدكتور أسامة سعد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري وسعادة سفير دولة فلسطين في لبنان الأستاذ أشرف دبور.
أحييكم من قلب فلسطين وأنتم تلتقون في صيدا المدينة الصامدة، المدينة المقاومة، المدينة الأبية  إلى جانب بيروت وكل المدن والبلدات اللبنانية.
 تلتقون في الذكرى الحادية والأربعين لاستشهاد القائد المناضل معروف سعد، وقد ارتأيتم في هذا اليوم أن تقوموا بتكريمي، فأنا أشكركم على هذا التكريم، وأشكركم على هذه المحبة، وأشكركم على هذه المبادرة الطيبة، ولكني أقول لكم بأن هنالك من يستحقون هذا التكريم أكثر مني، وهم أسرانا ومعتقلينا في سجون الاحتلال، هو الأسير المناضل محمد القيق،هم أولئك القابعون خلف القبضان وينتظرون يوم الحرية والكرامة والاستقلال، من يستحق التكريم حقيقة هم شهداؤنا ،أولئك الذين يقدمون دماءهم من أجل فلسطين، ومن أجل قضية فلسطين، دفاعاً عن القدس ومقدساتها، دفاعاً عن وجهها العربي الفلسطيني الذي يسعىالاحتلال لطمس معالمه وتشويهه وتزويره. من يستحق التكريم هو المناضل الشهيد عمر النايف الذي أغتيل في بلغاريا، ونحن نعرف أن الموساد الاسرائيلي هو الذي قام بهذا العمل الإجرامي كما سبق له في الماضي أن اغتال شخصيات فلسطينية ورموز وطنية. أنهم يقتلون رموزنا الوطنية ويستهدفون المناضلين والمجاهدين، ظناً منهم أن شعبنا سيخاف، وسيتراجع، وسيتنازل عن حقوقه. ما أود أن أقوله لكم من قلب فلسطين من بيت لحم،من القدس، والناصرة، ومن يافا، وعكا، وغزة، ومن كل أرجاء فلسطين، بأنهم مهما استهدفونا، ومهما قتلوا شبابنا، ومهما اعتقلوا من مناضلينا، ستبقى قضيتنا هي قضية شعب حي يناضل من أجل تحقيق أمنياته وتطلعاته الوطنية.
 رسالتي إليكم إلى لبنان هي رسالة التضامن، نحن متضامنون مع لبنان، نحن نحب لبنان، ونتمنى لبنان العربي الشقيق المقاوم بأن يبقى مقاوماً عربياً بأن يبقى لبنان نفتخر به وبوطنيته وانسانيته ورقيه وحضارته. لبنان بلد عربي شقيق نعتز به.
 من قلب فلسطين أوجه رسالة الوفاء والتقدير للبنان وللشعب اللبناني والمقاومة اللبنانية ولكل مناضل لبناني عربي وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وإلى جانب القضية الفلسطينية.
أيها الأعزاء أن مدينة القدس مدينة محاصرة ومتألمة وجريحة، ولكنها في نفس الوقت هي مدينة الحياة والعروبة والانتماء الصادق، والتي تجسد لحمتنا وأخوتنا الإنسانية والوطنية مسيحيين ومسلمين. أود أن أقول لكم باسم القدس أيضاً بأن سياسات الاحتلال الغاشمة التي هدفت إلى تفريقنا وشرذمتنا وإثارة الفتن في صفوفنا قد فشلت ولم ينجح الاحتلال في ذلك ولن ينجح في جعلنا أن ننسى أن البوصلة، يجب أن تكون البوصلة نحو القدس نحو المقدسات ونحو فلسطين.
يؤلمنا ويحزننا أن ما يحدث في محيطنا العربي، هذا الإرهاب المنظم، هذا التشرذم، والتفكك الحاصل في منطقتنا، والذي لا يستفيد منه حقيقة إلا الاحتلال، الذي يقول دعوا العرب يتقاتلون فيما بينهم، أما اسرائيل تواصل مشروعها العنصري الإقصائي في مدينة القدس. نحن نتمنى أن ينتهي هذا الواقع المأساوي التي تمر به منطقتنا العربية. فلسطين قوية عندما يكون العرب أقوياء وموحدين، عندما يكونوا على قلب رجل واحد، ومتضامنين مع بعضهم البعض، دفاعاً عن قضيتهم الأولى قضية العرب الأولى فلسطين، التي دافع عنها جمال عبد الناصر، هذه القضية التي دافع عنها القادة والمناضلين، هذه القضية التي يحملها كل إنسان آمن بالعروبة وودافع عنها. قضية فلسطين هي ليست قضيتنا نحن الفلسطينيين فحسب وإنما هي قضيتكم قضية العرب إنها قضية المسلمين والمسيحيين وأحرار العالم في كل مكان.
في هذا اليوم الذي فيه تكرمون المناضل المعروف معروف سعد حقيقة أود أن أقول لكم بأن رسالة فلسطين ورسالة القدس للأمة العربية توحدوا يا أيها العرب توحدوا من أجل فلسطين من أجل القدس شهداؤنا يسقطون في كل يوم ، قبل قليل كان هنالك شهيد وبعد قليل سيكون هناك شهيدآخر. شهداؤنا يسقطون في كل يوم من أجل الحرية والكرامة من أجل القدس فكونوا إلى جانب أسرانا ومعتقلينا وإلى جانب شعبنا المقاوم المناضل الذي لن يتنازل عن حقه في فلسطين كل فلسطين التي هي لنا وليست للاحتلال وليست للاستعمار وليست للصهيونية.
أشكركم أيها الأحباء على هذا التكريم وعلى هذه المحبة  وأبادلكم المحبة بالمحبة والوفاء بالوفاء . ما أجمل أن أخاطبكم من القدس وما أحلى أن أكون معكم مشاركاً من قلب القدس حيث نسمع أجراس كنائسنا وأصوات مآذن مساجدنا في تناغم يعبر عن لحمتنا ومحبتنا وتلاقينا ووحدتنا ولحمتنا في مقاومة المحتل وعنصريته وهمجيته.
إلى اللقاء في ربوع القدس عاصمة فلسطين