عام >عام
"كانت مكشرة قلتلها اضحكي".. تفاصيل مؤثرة لقصة حب بدأت في مجمع الشفاء الطبي بغزة وانتهت بالتبرع بالكِليَة
"كانت مكشرة قلتلها اضحكي".. تفاصيل مؤثرة لقصة حب بدأت في مجمع الشفاء الطبي بغزة وانتهت بالتبرع بالكِليَة ‎الأحد 10 09 2017 10:29
"كانت مكشرة قلتلها اضحكي".. تفاصيل مؤثرة لقصة حب بدأت في مجمع الشفاء الطبي بغزة وانتهت بالتبرع بالكِليَة
صفاء الحرازين وأمير براش

جنوبيات

"كانت مكشرة قلتلها اضحكي مش مستاهلة"، هكذا بدأ الشاب أمير براش يروي قصة حبه التي أثارت مشاعر أهل مدينة غزة بعد أن ذاع صيتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ولا يزال أمير (32 عاماً) مصدوماً من تلك الضجة، فهو يعتبر ارتباطه بالشابة صفاء الحرازين (25 عاماً) والمُصابة بفشل كلوي، أمراً عادياً جداً لا يستحق هذا الجدل.

لكن قصة " أمير وصفاء" خلقت ضجة عكست نظرة المجتمع في ارتباط الشاب بفتاة مريضة، كما أنها عكست نظرتهم لمُصاب الفشل الكلوي بأنه إنسان لا يفعل شيئاً في حياته سوى انتظار الموت.

فقد أثبت "أمير" للعالم أنه لا يُفكر بهذه الطريقة، وأثبتت "صفاء" أنها كباقي فتيات جيلها تُحب الحياة وتعيش أجمل تفاصيلها الآن بقصة حبهما الرائعة.

هذه القصة التي نبتت جذورها في مجمع الشفاء الطبي في غزة، حيث يعمل "أمير" كعامل نظافة في قسم " الكلية الصناعية"، رغم أنه حصل على دبلوم إدارة سياحية وفنادق، ودرس تعليماً أساسياً في جامعة الأقصى لمدة ثلاث سنوات، ولكن سوء الأوضاع الاقتصادية في غزة حال بينه وبين إكمال تعليمه الجامعي.

لمح "أمير" في القسم حيث يعمل شابةً جميلة، بدا على وجهها ملامح التعب التي اختصرت خمس سنوات من المعاناة مع مرض الفشل الكلوي، حين بدأت أعراض المرض عليها، وسافرت إلى مصر بعدما تبرعت لها والدتها بإحدى كليتيها، وبدأت حالتها في التحسن إلى حين الحرب الأخيرة على غزة، حيث انتكست مرة أخرى وأخبرها الأطباء أنه لا أمل إلا في زراعة جديدة، وغسيل كلى دائم.

يقول "أمير": حين رأيتها ورأيت ملامح الحزن باديةً على وجهها أخبرتها بأن الحزن لا يليق بها، وأن تبتسم".

ويبدو أن سهام الحب أصابت من المرة الأولى، حيث شعرت "صفاء" بأن اهتمام أمير بها ليس شفقةً مثلما اعتادت ممن يعلمون بحالتها، وقالت: "رأيته ينظر إلي وتركيزه معي فشعرت أنه لا يُشفق علي كالآخرين الذين يعتقدون أنني صغيرة في السن على هكذا مرض، وطلب مني أن أضحك وأنسى آلامي، يمكنك أن تُطلقي عليه حب من النظرة الأولى".

جمال "صفاء" وثقافتها العالية جعلت أمر قبولها لدى عائلة "أمير" أمراً سهلاً، يقول أمير: "رفضت عائلتي الموضوع في البداية، ولكنهم حين عرفوا تفاصيل أكثر عن صفاء ورأتها والدتي وافقوا فوراً".

أما عائلة "صفاء" فتفاجأت بهذا الارتباط لدرجة أن والدتها اعتقدت أنه يكذب حين طلب موعداً للتقدم لخطبتها، وبعد أن تم الموضوع أمس الجمعة، تعيش العائلتان سعادةً لا تُوصف.

أما المُفاجئ في القصة أن "أمير" قرر التبرع بكليته لمحبوبته "صفاء"، ويُرافقها الآن في رحلة علاجها وغسيل الكلى في كل مرة.

يقول أمير:"سنتزوج بعد زراعة كليتي في جسدها لنبدأ حياة جديدة خالية من الألم والمعاناة، أما إذا لم تتطابق أنسجتنا فسأبقى معها للأبد وأرعاها وأتحمل كامل المسؤولية".

أما "صفاء"، فقد وجدت في "أمير" مصدراً للحياة والتفاؤل، تقول: "ينظر المجتمع لمريض الفشل الكلوي نظرةً سلبية، وكأنه ميتٌ على قيد الحياة، لكنَّنَا عكس ذلك، فنحن نُمارس حياتنا بشكل طبيعي جداً، فقد درست تربية إنجليزي وعملت في العديد من المراكز".

وأضافت: "أمير لا يجعلني أشعر بأنني مريضة أبداً ولا يعاملني على هذا الأساس، ويطلب مني أن أضحك دائماً".

والآن ينتظر "أمير" و"صفاء" عملية الزراعة ودعوات المُحبين لهما بالسعادة الدائمة، ورسالتهما معاً: " عُقبال العزابية".

المصدر : دنيا الوطن