لبنانيات >صيداويات
موقف سياسي اسبوعي لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود
موقف سياسي اسبوعي لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود ‎الجمعة 23 02 2018 22:26
موقف سياسي اسبوعي لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود

جنوبيات

 

لو ان الانسان يتعلم من تجاربه

ثلاثة اسئلة ينبغي ان يسألها الانسان لنفسه مرة بعد مرة امتحانا لصدق ايمانه:

  1. هل سيكون جاهزا اذا ما رأى أمامه ملك الموت يدعوه للآخرة، هل سيكون مرحبا مسرورا ام سيقول امهلني الى وقت آخر؟.
  2. هل يقوم احدنا من وقت لآخر بعمل ولو صغير يحرص على ألا يراه احد على الاطلاق ليصحح نيته وليؤكد لنفسه انه يريد لعمله ان يكون خالصا لله لا يهمه رضا الناس او شخصهم؟.
  3. كم واحد منا يقرأ ماضيه القريب والبعيد ليستفيد من اخطاء الماضي على قاعدة لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين؟.

هنالك قسم كبير من الناس يصرون على تكرار الأخطاء، كمن يضع رأسه في الزاوية ويصر ان الطريق من هنا، هنالك قسم كبير من الناس مستعدٌ لأن يكذّب الحقائق ويقلب الامور رأسا على عقب استجابة لشدة تعصبه لأمر ما...

يؤسفنا كثيرا ان تتكرر التجارب التي عشناها خلال السنوات السبع في سوريا بسيناريو متشابه جدا، ويكرر المتآمرون نفس التفاصيل ويلعب المخادعون مرة اخرى مرة اخرى نفس الادوار دون ان يكلفوا انفسهم عناء النظر الى الخلف لأخذ العبرة.

سيناريو حلب بالتحديد يتكرر في الغوطة الشرقية، ضجيج عالمي، الدوائر الدولية تتحرك، الاعلام يأخذ مجده، جمعيات ومنظمات حقوق الانسان الحقيقية والزائفة على حد سواء يستصرخون الضمير الانساني... ماذا؟ المدنيون يُقصفون في الغوطة، وما أدراكم؟ هذه الافلام المعروضة من يستطيع ان يؤكد صحتها ام تعرض اشرطة زائفة ومكررة مئات المرات خلال السنوات القادمة ثم ظهر زيفها.

في معركة تحرير حلب من المسلحين ارتفعت نفس الاصوات حتى سمعنا البعض يقول بكل ثقة "لقد ارتكبت" في حلب مجازر لم ترتكب في تاريخ البشرية، ثم انقشع الغبار وظهرت الحقائق تحررت حلب وأعرب الملايين عن سرورهم بعودتهم الى حضن الوطن، وليس هنالك شيء مما كان يقال، انما هو ضجيج مفتعل لحماية المسلحين او بالأحرى لإطالة الازمة، لا يريدون للمؤامرة ان تنتهي.

الغوطة الشرقية... مثلا هذا شعار يُرفع الآن... ولماذا تحاصر؟ وهل هنالك حق للمسلحين ان يأخذوها وأهلها رهينة؟ هل يحق لهم ان يأتوا بكل هذا السلاح من اعداء الشعب السوري لمحاربة اهلهم وجيشهم وأنفسهم بحجة الثورة على الظلم، اليسوا انفسهم ظالمين يتقاتلون وينهب بعضهم بعضا؟، خمس جهات تتقاسم رقعة ارض صغيرة نسبيا وأهلها! هل هذا هو البديل عن النظام الظالم (؟؟؟).

انه لمن المؤلم ان نرى هذه القدرة الهائلة على قلب الحقائق، وان نرى هذا العدد الكبير من المثقفين و "علماء دين" والسياسيين يقبلون ان يكونوا اداة المؤامرة، مرة بعد مرة دون اي نظر الى تجارب لامس القريب.

ثم كيف ان المشاعر الانسانية تتحرك بقرار وتسكت بقرار، لا تتحرك المشاعر الانسانية لمجازر اليمن والحصار المؤلم لشعب بأكمله... اما فلسطين وغزة وحصارها والآلام اليومية فأمر قابل للنقاش، المدنيون والشوارع التي يتعرض لقصف عشوائي في دمشق مثلا... شي طبيعي... سبحان الله.

ايمتى ينتهي هذا الكابوس المتكرر؟ وايمتى نشعر اننا نملك قرارنا وأننا بلغنا الرشد ونستطيع ان نفرق بين الحقائق والألاعيب السياسية والمؤامرات المحبوكة...؟ لا حول ولا قوة الا بالله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ويتكرر الامر في مصر، كيف يستطيع الرئيس السيسي ان يقنع بعضا من الناس ان اعتقاله للمرشحين للرئاسة بأسباب واهية لا يصدقها عاقل، انه حرص على الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية التي  ستكون مثالية كما يقول؟.

كيف يستطيع الرئيس السيسي ان يقنع الرأي العام ان صفقة الغاز مع الكيان الصهيوني هو كرة في ملعب العدو، فيما (نتنياهو) يعلن عن ان يوم توقيع هذه الصفقة يستحق ان يكون يوم عيد للإسرائيليين... سبحان الله.

يتلاعبون بعقول الناس وبمصير الملايين: صفقة القرن يُحضر لها ولكن لن تفلح باذن الله... المقاومون وأهل المقاومة والشعب الواعي في فلسطين وفي كل مكان لهم بالمرصاد، حتى يتم الله نوره ... والله على ذلك قدير.