لبنانيات >صيداويات
موقف سياسي لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود
موقف سياسي لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود ‎الجمعة 29 06 2018 14:51
موقف سياسي لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود

جنوبيات

لا شك ان نتائج الانتخابات في تركيا وإعادة انتخاب "رجب طيب اردوغان" خبر سعيد، خاصة اذا نظرنا اليه بعين مجردة وبنفس طيبة تريد الخير للشعب التركي المسلم وتدعم الغاء مفاعيل الاتاتوريكية، ولو بشكل تدريجي وعلى مراحل طويلة، ولا شك ان الرئيس اردوغان يستحق صلاحيات اوسع نظرا لما قدمه خلال السنوات الماضية من تقدم ملحوظ في كافة القطاعات في تركيا، ولا شك انه افضل خيار لتركيا الآن بين الخيارات المطروحة والاحزاب والتيارات المتنافسة.
ولكن فليسمح لنا الذين يعتبرون النموذج التركي الاردوغاني هو المثل الاعلى الذي ينبغي تقليده والسير على نهجه لكل من يتبنى شعار الدعوة الاسلامية، الا اذا اعتبرنا ان هذا النموذج هو الممكن في المرحلة الراهنة، وانه مؤقت لحين يقظة الشعوب الاسلامية بشكل عام، وان النفوذ الاميركي خاصة والغربي عامة والصهيوني العالمي على الاخص لن يسمح لأية جهة اسلامية ان تتقدم وان تحقق انجازات لشعوبها إلا من خلال اتفاقات سرية تجعل فلسطين شعارا ثانويا او ملغيا من برنامج عمل اية فئة مهما عظم شأنها واتسعت رقعة تمثيلها، كما انه لن يسمح لاردوغان ولا لغيره ان يبني الجسور والانفاق ويحقق انطلاقة اقتصادية مميزة، بالمقارنة مع ما سبق، إلا بالدخول في المشاريع التي يخطط لها وتريدها المؤامرة العالمية، ولقد شارك اردوغان ضمن هذا السياق بأسوأ ما يمكن في المؤامرة على سوريا، ففتح الحدود وسرّب الاسلحة وشارك بشكل مباشر في تدمير حلب ومنطقتها، ونحن هنا لا نتكلم عن عواطف وانفعالات بل نستند على حقائق لا ينكرها الرئيس ولا معاونوه.
سنفترض الآن ان كثيرا ممن شارك في المؤامرة على سوريا اعترف بخطئه وهو على طريق "التوبة" والتراجع وإعادة الحسابات، وسنفترض ان الرئيس اردوغان وفريق عمله من هؤلاء التائبين، وسنترك الحكم في هذا الامر للمستقبل القريب.
ولكننا نؤكد ان اردوغان قد شارك في تنفيذ مخططات غربية ولم يتجاوز بالتأكيد الخطوط الحمر التي رسمت للأمة الاسلامية كلها وليس له فقط... ولكن هنالك فارق بين من يحترم الخطوط الحمر الى درجة التقديس وبين من يعتبر نفسه مضطرا لذلك يقوم باحترامها وتنفيذها مرغما مضطرا، وسنفترض ان اردوغان من الصف الثاني.
نقول هذا ونحن نسعى الى تخفيف الاتهام الواضح والقاسي الذي اطلقه مؤسس التيار الاسلامي المعاصر في تركيا البروفسور نجم الدين اربكان مؤسس حزب السلامة واحزاب اخرى ورئيس الحكومة الاسبق...  وهو بالتأكيد استاذ اردوغان دون أي شك في ذلك، لقد وجه اربكان الاتهام لاردوغان بشكل واضح بأنه عقد صفقة مع الاميركيين بل ومع الصهاينة مقابل دعمه في الوصول الى الحكم، وقدم لذلك وثائق توزع على الهواتف مع صور توضح المقصود من كلام اربكان رحمه الله.
السؤال الآن: هل تستطيع اية جهة اسلامية ان تحقق شيئا دون الدخول في صفقات مع المؤامرة الغربية؟.
نعم.. ايران في سياستها العامة وفي دعمها لفلسطين وفي رفعها شعار زوال اسرائيل والعمل عليه ... الخ، اخترقت هذه الخطوط بل وهمشتها، كذلك المقاومة في غزة بالتأكيد فعلت ذلك، وسوريا بالتأكيد وان ايران وسوريا وغزة دفعوا ويدفعون ثمنا لذلك غاليا.
يطرح سؤال آخر: أي الخيارين اكثر اسلامية؟ وأي الخيارين سيحمل الخير للأمة الاسلامية؟ وأي الخيارين ستختار الامة بعد اكتمال تجربتها؟.
رفع منذ فترة شعار هانوي؟ ام هونغ كونغ؟ على الامة ان تختار، وأتصور ان الآيات التي تدفعنا الى خيار هانوي اكثر بكثير وأوضح بكثير من خيار هانوي...
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} (سورة التوبة 38)
على الامة ان تختار... وسؤال آخر: هل لها خيار ولقد اختار الله لنا طريق الجهاد والمقاومة على أي خيار آخر.
{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (سورة القصص 68).