لبنانيات >صيداويات
الشيخ ماهر حمود: الهزيمة العسكرية مهما كانت كبيرة تبقى محدودة إن لم تترافق مع هزيمة حضارية
الشيخ ماهر حمود: الهزيمة العسكرية مهما كانت كبيرة تبقى محدودة إن لم تترافق مع هزيمة حضارية ‎الجمعة 6 07 2018 18:10
الشيخ ماهر حمود: الهزيمة العسكرية مهما كانت كبيرة تبقى محدودة إن لم تترافق مع هزيمة حضارية

جنوبيات

رأى رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود "أنه مهما كانت الهزيمة العسكرية كبيرة، فإنها تبقى محدودة ومؤقتة ان لم تترافق مع هزيمة حضارية – نفسية، المسلمون اليوم ومعهم العرب مهزومون عسكريا ومدنيا، بمعنى التخلف الصناعي والتقني، ونخشى ان تكون الهزيمة الحضارية قد شملتهم جميعا إلا القليل منهم".
وقال: نعني بالهزيمة الحضارية ان تعتبر نفسك ادنا من الآخرين وان تنظر الى تاريخك وثقافتك، يعني الى دينك نظرة دونية، وهذه هي الهزيمة  الحقيقية، فعندما يعتقد المسلمون او العرب، ونقصد هنا الحكومات والملوك والرؤساء وجزءا من الشعوب، عندما ينظر هؤلاء الى الاميركي او الغربي عموما ومعه الاسرائيلي نظرة تقدير، وكأنه يقول ان كل ما عند الاميركي والغربي هو افضل مما عندي حتى الدين او العقيدة والمعنويات، فانه اصبح مهزوما حضاريا وإمكانية انتصاره في معركة قريبة، على كافة الصعد امر شبه مستحيل، وهذا الذي يجعلنا نرى هذا السباق بين الحكومات والجهات المتعددة للتطبيع مع العدو الاسرائيلي والاستعداد لقبول كل الشروط التي يضعها، حتى لو كانت مذلة وتتضمن امورا لا تقتضيها أي هزيمة.
وأضاف: فقط المقاومون في لبنان وفلسطين وسوريا واليمن وغيرها ليسوا مهزومين حضاريا، لا يزالون يعتقدون اننا امة تختزن النصر وتختزن من الخير ما يجعلنا متفوقين على الآخرين رغم الهزائم العسكرية والتخلف التقني، وهؤلاء مؤهلون لان يقودوا الامة الى نصر جديد، بل الى انتصارات جديدة، رغم كل ما نعاني من تخلف.
وختم الشيخ حمود: في التاريخ مثال صارخ يدل على الذي ذكرناه، بل امثلة كثيرة: لقد هزم المسلمون هزيمة نكراء امام الاجتياح التتري، بل هزائم متتالية، وذبحوا ذبح النعاج ولم تظهر منهم مقاومة ولا ما يشبهها حتى كانت عين جالوت، ولكن التتار الذي سحقوا الامة واجتاحوها عسكريا تحولوا بعد اقل من قرن من الزمان الى الاسلام، وهذا لم يحصل في تاريخ الامم: المنتصر يأخذ عقيدة المهزوم... لماذا؟ لان الامة رغم هزيمتها العسكرية لم تنهزم حضاريا وظلت متمسكة بها ومتأكدة ان الهزيمة سببها اخطاء وخطايا ارتكبها المسلمون وليس تفوق العقيدة او (الحضارة) التي ينتمي اليها التتار، فهل نحن مثل المسلمين المنهزمين امام التتار والذين لم ينهزموا حضاريا؟ ان شاء الله.