عام >عام
السفير أشرف دبور: في حضرة محمود درويش
السفير أشرف دبور: في حضرة محمود درويش ‎الثلاثاء 14 08 2018 00:09
السفير أشرف دبور: في حضرة محمود درويش
السفير أشرف دبور

جنوبيات

في حضرة محمود درويش، الصوت الهادر بالثورة على الظلم والإحتلال للوطن الغالي فلسطين.
غادرنا تاركاً فينا إعلان الإستقلال، وسجِّل أنا عربي، ولا تعتذر عمَّا فعلت وألق الشعر وشموخ وعزّة شعب فلسطين.
غادرنا ونبرةُ صوتِه لا زالت تصدحُ وتزيدُنَا إصراراً وثباتاً وصموداً في وجه مشاريع تصفية القضية، وتمدُّنا بروح التحدِّي والحرِّية.
محمود، كم تليقُ بك فلسطين أمُّ البدايات وأمُّ النهايات.
كانت تُسمَّى فلسطين وصارت تُسمَّى فلسطين.
وكم تليقُ بكَ بيروت خيمتُنا ونجمتُنا، وهي تكرِّمُكَ في العقد الأوَّل على رحيلك.
وتكريمُك اليوم ليس احتفاليًّا وتكريساً للغياب، بقدر ما هو تخليدٌ للحضورِ وللإرثِ الثقافي والشعري الزاخرِ في مكتبتِنَا العربية.
ولعلَّ تكريمَك الدائم يتجلَّى بحمايةِ الجبهةِ الثقافية التي رفعتَ رايتَهَا في سبيلِ حمايةِ القضيةِ والإنسان.
تلك الجبهة التي حملتْ مؤلفاتِك، لتخترقَ مناهجَ التعليم العربي وتسهرَ على المتحفِ الذي يحمل اسمَك، والجائزة والكتاب، واليوم الكرسي الجامعي.
هذه المبادرةُ الثقافية بإسمِك، والتي تُمنح لأفضلِ إنتاجٍ إبداعي عربي، هي تحيّةُ وفاءٍ لروحك.
وليكن كرسي محمود درويش للأدب والشعر مدخلاً لتجنيدِ كلِّ طاقات المبدعين بالارتكاز إلى تراثِه ومدرستِه وإبداعِه العظيم، ومحطةً لتعزيزِ جبهةِ الثقافة في عمقِنا العربي الإسلامي والمسيحي. وليكن اسمُه ملاذَنا وجوهرَ انتمائِنا ومستقبلِنَا.
محمود الثائر من الشعب والشعب في شاعر.
محمود، كنتَ التحوُّلَ وكنتَ التطوَّر وأصبحتَ الرمز.
كنتَ جميعَنا القاسمَ المشترك.
من محمود الى عهد مسيرة مستمرة حتى النصر.
التحية للشهداء، والتحية للشعب الذي يسقط الصفقات، ويقف خلف قيادته صفاً واحداً، والحرية للأسرى والعودة لأصحاب الحق بالأرض لا لأصحاب القوانين.
قلنَا لبيروتَ القصيدةَ كلَّها: بيروتُ قلعتُنَا بيروتُ دمعتُنَا.

* كلمة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية، ألقيت في حفل إطلاق كرسي الشاعر محمود درويش في قصر الأونيسكو.