لبنانيات >أخبار لبنانية
"طار البلد" نتيجة عجز الدولة والاخفاقات ...والاشارات الإقليمية مقلقة
"طار البلد" نتيجة عجز الدولة والاخفاقات ...والاشارات الإقليمية مقلقة ‎الثلاثاء 11 12 2018 12:14
"طار البلد" نتيجة عجز الدولة والاخفاقات ...والاشارات الإقليمية مقلقة

جنوبيات

 

لم يوفق النائب حكمت ديب بعباراته القاسية تجاه الفنان راغب علامة بل افقد منصبه الرصانة المفترضة لمجرد اغنية بعنوان "طار البلد"، كما أن الارباك يبدو واضحًا  في مجمل  مواقف نواب تكتل "لبنان القوي" بعد سنتين من العهد الرئاسي  جراء العجز في  مواجهة الوضع الحالي والتخبط في تشكيل الحكومة، كما  تقديم حلول للظرف المعيشي والحياتي الذي يثقل كاهل الشعب اللبناني، ربما كان حكمت ديب الاصدق في التعبير عبر التبرم ومحاولة اشاحة النظر عن واقع بات  قابلاً للانفجار في الشارع في أي لحظة.

 ضمن هذا المسار، يمكن  تسجيل اخفاقات عدة في ملفات حساسة  شكّلت ارباكاً لـ"التيار الوطني الحر" وتنعكس على صورة العهد كما على وضعيته كطرف اساسي في السلطة اليوم، أولها  حادثة الجاهلية، والتي حبست الانفاس على استقرار داخلي هش، حيث اضطر "حزب الله" تدارك الموضوع والدخول على خط تدارك الموقف في ساعتها، فتبين فقدان هيبة الدولة بل و وجود دكاكين "غب الطلب" على حساب العمل المؤسساتي  السليم، و لم ينفع  استلحاق وزير العدل سليم جريصاتي في ما بعد، بارتجال تعامل السلطة قابله ضياع التيار في كيفية التوفيق بين الاطراف المتنازعة لم تعوضّه جولة سياسية على الجميع برئاسة الوزير طارق الخطيب .

لم تكد أزمة الجاهلية تنتهي حتى اطلت الجرافات الاسرائيلية من النافذة الجنوبية. فإسرائيل ارادت من خلف اثارة ازمة الانفاق المزعومة ارسال اشارات الى الداخل اللبناني سيجري ترجمتها في ما بعد ميدانياً، مفادها الجهوزية الكاملة  للتدخل عسكرياً بعدما اقفلت روسيا الاجواء السورية امامها، وقد بدت الدولة اللبنانية  محرجة وتركت الامور تسير تلقائياً من دون التوجه إلى عواصم القرار لشرح موقفها من التحرش الاسرائيلي فأخلت الساحة لبنيامين نتنياهو منفردا، وهذا يُعدّ فشلاً ديبلوماسياً ذريعاً لا يمكن تبريره .

أما اندفاعة رئيس الجمهورية لكسر الجمود في تشكيل الحكومة وتوجيه رسالة إلى مجلس النواب لوضع القوى السياسية امام مسؤولياتها، فأصيبت بنكسة من "حزب الله" عندما قطع الطريق على المبادرة موفداً احد الوسطاء للرئيس الحريري ومعربا عن تمسكه بتكليفه تشكيل الحكومة، كما أحال الموضوع للرئيس نبيه بري لإيجاد وصفة سريعة انتجت زيارة رئاسية مشتركة لقصر بعبدا اعطت الوضع الحكومي مزيداً من عقاقير التهدئة، ولكنها سرعان ما سينتهي مفعولها طالما ان الشروط و الطلبات باقية على حالها

في خلاصة الاولويات، إشارات اقليمية على شكل احداث أو رسائل تبعث على القلق الشديد تلقاها لبنان ولم يحسن التعامل معها، من التعثر في انجاز تشكيل الحكومة الى  دخول التهديدات الاسرائيلية على الخط  وصولاً الى ما صدر على لسان الرئيس بري عن دعوة الرئيس السوري بشار الاسد،  للمشاركة في القمة الاقتصادية التي سيستضيفها لبنان منتصف الشهر المقبل،  ما يعني أن الوضع اللبناني أشبه برجل يسير على صفيح ساخن يسعى لعدم السقوط و يجهد في  احتساب خطواته.