بأقلامهم >بأقلامهم
أين قوة العلم؟
أين قوة العلم؟ ‎الخميس 19 06 2025 16:36 د.هبة المل أيوب
أين قوة العلم؟

جنوبيات

اجتهد العلماء في انتاج المعرفة والتصورات العلمية، كل من حيث رؤيته ونظريته العلمية، كما وصاغوا النماذج العلمية وطرحوا الفرضيات والتجارب، لكن من استطاع منهم  ان يصلوا الى صياغة القوانين التي تصلح في اي زمان ومكان؟ ومن استطاع التوافق فكريا مع ما سبق من نظريات؟  
يبدو ان العالم الدنمركي "بوهر" افترض ان النموذج الشمسي للذرّة هو عبارة عن إلكترون يكون في حركة دائمة حول النواة وان مصيره الزوال والإندثار، لكن هذا الدوران لا يعطيها اشعاعاً انما تستقي النور  من خلال القفز للإلكترون من مداره الى مدار آخر، وبذلك تستمد الطاقة من خلال هذا الانتقال والقفز اي تلك الحركتين.
فالكون هو نظام إلهي متناهي في الدقة وأي خلل في اي حركة انما يؤدي الى الهدم والدمار، كما وأن الطاقة هي القوة الكامنة لكل ذرّة من ذرّات الكون، وما موقع الإنسان في هذه المنظومة الا كائن يستمد قوته وطاقته من خلال الإنسجام والتكيف مع المحيط الخارجي، ومن تماسكه الداخلي وإتّزانه ورصانته وقوّته العقلية، فالكل الى زوال لكن الأقوى هو الذي يترك  اثراً يستمر آلاف السنين من بعده، لا وبل يذكره التاريخ على مدى الزمن.
ان انتاج المعرفة العلمية وبالتالي ملاحظة الوقائع والتجارب هي الخطوات التي يقوم بها العلماء للوصول الى القوانين العلمية والى الحقيقة العلمية، فالعلماء  المستبصرين بالعلم والمتبحّرين في المسائل العلمية يبغون الوصول الى غاياتهم واهدافهم التي تتمحور عادة الى بثّ المعارف العلمية المتقدمة، فالعلوم لا تقوم على الحدس انما بالبراهين والأدلّة العلمية وعليه إما يكون التأكيد وإما يكون الدحض كل وفق النتائج العلمية المدروسة.
اليوم هل نحن امام معضلة علمية ومأزق لا سبيل للخروج منه؟ اي ان سبر اغوار العلوم وتوثيقها وجمع المعارف العلمية هي الملاذ لكل باحث، اذ لا قوة تضاهي قوة العلم ولا كرامة ككرامة العلم.

المصدر : جنوبيات