بأقلامهم >بأقلامهم
الطب المداوي...



جنوبيات
قالت غريبة لمنذر: انني اشعر بألم في صدري واتنفس بصعوبة.
قال لها: علمت عن طريق اصدقائي أن ثمة طبيب في المستوصف وقالوا عنه انه ماهر في اختصاصه سأتصل لأخذ موعد وسأذهب معك.
قالت له: حسناً سأترك وحيد عند والدتي لكي تعتني به في غيابنا.
عند مغيب الشمس وعند اقتراب الموعد اصطحب منذر غريبة عند الطبيب فريد.
وعندما وصلا المكان جلسا في غرفة الإنتظار وبدأ منذر يتحدث عن الطبيب قائلاً:
إنني اعرف والد الطبيب إنه نجار وعلّم ابناءه الطب أحدهم طبيب قلب والآخر طبيب جلد، انظري يا غريبة هذا هو طبيب الجلد وهذه خطيبته واسترسل منذر في الحديث عن الطبيب فريد.
نادت مساعدة الطبيب الى غريبة، ودخلا معاً غريبة ومنذر عند الطبيب، كان الطبيب طويل القامة نحيل الجسم، هادئ وعلامات الذكاء تظهر من نظرات عيونه، يتكلم بهدوء ويفكر في الكلام جيدا قبل ان يقوله ويقع على السامعين، صوته لا يجعله نمطيا بحيث يكون على وتيرة واحدة مما يحدث سآمة، بل يغير النبرة الصوتية بما يتناسب مع المعاني التي تحويها الأحداث.
للوهلة الأولى ظهرت على الطبيب علامات الدهشة، اخذ منذر بشرح حالة غريبة للطبيب ويبين الأعراض المرضية، وكانت غريبة تنصت للطبيب بانتباه، ما لفت انتباه غريبة ان الطبيب تكلم بتواضع تام ولم تشعر غريبة بأنه طبيب اي شعرت بأنه قريب منها ويفهم ما تقوله، اعطى الطبيب لغريبة العلاج المناسب وأعطاها موعدا آخرا لمراجعة الحالة المرضية .
كانت غريبة لا تعي أهمية هذه الزيارة ولا تعي ان الطبيب سيحدث فارقاً كبيراً في حياتها المستقبلية ، فهي كانت تتابع حياتها بكل يسر ولا تلتفت الى المغريات التي تحيطها من كل مكان، كانت تتابع دراسة علم النفس لعله يساعدها في تطوير مهاراتها، ولعلها يعوضها عن الكيمياء التي لم تنجح في متابعتها.
"الغريبة "