بأقلامهم >بأقلامهم
"الغريبة": الأمل الكاذب...



جنوبيات
كانت الغريبة لا تفهم مشاعرها ولا تفهم ما الذي يجري معها، ولا أحد يعلم مداواة مرضها فالطب أعطى تقريره بالإبتعاد عن منذر، اي ان المداواة رهن الهجر والترك ومنذر لا يعي اهمية ذلك، يعتبر الغريبة ملكه له وهو يريدها مهما كلف ذلك من متاعب له ولها، وشاءت الأقدار وشاء الرب ان تمضي غريبة في رحلة الإستشفاء، فهي باتت كالغريق الذي يتعلق بقشة، وعلم أخوها رشيد بكل الأحداث التي جرت، فاقترح على الوالدة المضي قدما وزيارة أحد اقرباء زوجته شيخ رحماني وسيساعد في شفاء الغريبة.
جاء رشيد وقال للغريبة: يا أختي اذهبي معي عند هذا الشيخ وانا اعتقد انه سيساعدنا كثيرا.
قالت الوالدة: انا لا اؤمن بهذا النوع من الطب العربي لكن سنذهب فلن نخسر شيئاً.
وصلوا الى منزل الشيخ دخلت الغريبة ووالدتها المنزل، انه منزل صغير متواضع مرتب كل شيء في مكانه، ويوجد غرفة جلوس حيث جلست الغريبة ووالدتها وذهب رشيد بصحبة الشيخ الى الساحة امام البيت يتحدثون حيث همّ رشيد بشرح الحالة للشيخ.
قالت الوالدة لغريبة: انظري الى هذا البيت الصغير يبدو ان هذا الشيخ فقير، منذر خطيبك لديه منزل كبير، وهل انت تستطعين العيش في هكذا منزل؟ لا اعرف لماذا لا تقتنعين بمنذر وتضعين عقلك في رأسك، انت تجلبين المرض، بإمكانك الشفاء.
لم تجاوب الغريبة الوالدة وقالت في سرّها، الفقر ليس مشكلتي يا ليتني اعيش في هكذا منزل متواضع ولكن الرجل الذي اشاركه العيش يفهمني وقادر على منحي الأمان.
جلست الغريبة على الأريكة تنظر الى والدتها التي كل مفهومها في الحياة، محوره بأن السعادة في الأثاث وفي الماديات ولا تعي ما هي حاجات ابنتها.
فهل ستتحسن الغريبة، على رغم اعطاء الأطباء الحلّ لكن منذر والوالدة لا يحاولون فهم حاجات الغريبة، التي تقتصر على اعطاءها حريتها، واعطاءها ما تريده من شعور عميق بالأمان. ولماذا شعرت بالأمان في ذاك المنزل المتواضع الذي لم يرق للوالدة، وكيف ستكون المداواة على يد الشيخ الرحماني؟