بأقلامهم >بأقلامهم
الغريبة: "خفي الحقيقة"



جنوبيات
جلس الطبيب فريد على مكتبه وأمامه الحاسوب، أعاد النظر بالملفات وبمواعيد الزيارات، والغريبة فتحت عيناها واسعاً لا تعرف ما الذي ستقوله، كانت نظرات الطبيب على شاشة الحاسوب تثير فضولها، ترددت ان تبدأ الحديث، فساد الصمت لدقائق ومن ثم تنهدّت الغريبة وحبست أنفاسها وهي تفكر.
تبادلا النظرات كل منهما كانا يدركان بأنهما قد عثرا على ما كانا يبحثان عنه، ثمّ قال لها الطبيب:
- عندما تشعرين بضيق في النفس وألم في الصدر لا تترددي في الإتصال على الهاتف.
كانت الغريبة متيقظة وقادرة على الرد بلباقة فهي تريد بحدسها ان تستشف مشاعر الطبيب لكي يطمئن قلبها، لكن الطبيب حذر جدا وحذق في علاقاته مع النساء حيث يكنّ لهنّ الكثير من الإحترام، ولن تقدر الغريبة بالرغم من حنكتها ان تتأكد من مشاعر الطبيب الكتوم.
ألقى الطبيب نظرة الى شاشة الهاتف وأخذ يتكلم مع احد اقربائه، والغريبة جالسة تفكر متجاهلة تماماً ما تشعر به اتجاه الطبيب، وإذ تسمع الطبيب يقول لقريبه اني احبك، تزايد خفقان قلبها حائرة في امرها لكنها بقيت هادئة تحدق بالطبيب.
أنهى الطبيب المكالمة، وأخذ يكتب لها الدواء على ورقة المعاينة، حازم أمره بنبرة صوت قوية تدل على الثقة بالنفس وعلى الجدية في التعامل.
أخذت الغريبة الوصفة الطبية بإبتسامة رقيقة رسمتها على شفتيها وبصوت حنون شكرته مثنية على جهوده واهتمامه، مؤكدة له على شراء الأدوية والإلتزام بالوصفة الطبية، والطبيب بدوره أكد عليها بالراحة التامة وعدم القيام بأي جهود تتعب القلب، فهو يهتم بسلامة المرضى ويبعث في نفوسهم الأمان والطمأنينة.