مقالات هيثم زعيتر >مقالات هيثم زعيتر
ماهر مشيعل .. وفاء النضال من أجل فلسطين
ماهر مشيعل .. وفاء النضال من أجل فلسطين ‎الاثنين 24 03 2025 20:12 هيثم زعيتر
ماهر مشيعل .. وفاء النضال من أجل فلسطين

جنوبيات

يغيب العزيز ماهر عبدالله مشيعل، المُستشار الأول في سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والنضال من أجل أقدس القضايا، قضية فلسطين.
الفقيد العزيز "أبو محمد" ترك بصمة مُميزة في كل المناصب التي شغلها، وكان صاحب قلبٍ كبير، مُحباً طيباً، صادقاً، مُتسماً بالسماحة والتواضع والأخلاق الحميدة.
بفخرٍ كان أحد أفراد مكتب السكرتاريا الخاصين في مكتب الرئيس الشهيد ياسر عرفات على مدى أكثر من 21 عاماً، حتى رحيله في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004، مع زميله السفير أشرف دبور، وتحت إشراف الدكتور رمزي خوري، فأثَّر بهم الرئيس الرمز، بعمله الدؤوب ليل نهار، دون كللٍ أو ملل، من أجل رفعة وعزة الشعب الفلسطيني وتحرير أرض فلسطين.
عمل مُلحقاً ثقافياً في مُمثلية "مُنظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان، ثم مُستشاراً أولاً في السفارة، فنشر حقيقة سردية القضية الفلسطينية ومُواجهة تزييف ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي.
حرص على تعزيز العلاقات الفلسطينية مع الأطياف اللبنانية، ثقافياً وتربوياً واجتماعياً، وتعميق الثقافة الفلسطينية في إطارها العربي والإسلامي.
عندما أطلق رئيس دولة فلسطين محمود عباس صندوقاً لدعم الطلاب الفلسطينيين الجامعيين في لبنان، (حمل اسمه) تولى ماهر مشيعل تمثيل مُمثلية "مُنظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان ضمن الصندوق، بمسؤولية عالية، بهدف مُساعدة الطلاب على إكمال دراستهم الجامعية.
هو صاحب واجب، ففي كل المُناسبات تجده في طليعة المُشاركين بالحضور وبفعالية، وحتى خلال تلقيه العلاج، كان يحرص على المُشاركة واللقاءات بشكل مُؤثر وفعال.
كان له شهادات خلال توثيقي لمحطات عن حياة الرئيس الرمز ياسر عرفات، وذكرياته عن الظروف الصعبة التي مر بها، نُشرت في كتابي "لحظات من عمري في فلسطين"، الصادر في أيار/مايو 2010، مُستعرضاً بعضاً من المواقف الإنسانية للرئيس "أبو عمّار"، بالقول: "لدى سقوط طائرة الرئيس في صحراء ليبيا بتاريخ 7 نيسان/إبريل 1992، حيث كنّا قادمين من السودان، أُصِبتُ بجروح بليغة، وبعد بحث مُضنٍ عنّا وصلتْ بعد عدة ساعات طائرة إلى الصحراء لتنقلنا إلى المُستشفى، ولدى فتح بابها، ولأنها كانت مُكيّفة، دخل إليها الذباب بكثافة، وكان يُحاول الوقوف على وجهي لشدة الجراح فيه، وإذا بالأخ "أبو عمّار"، وعلى الرغم من أنّه جريح مثلي، يجلس إلى جانبي، ويُحاول إزاحة الذباب عن وجهي.. فكان بهذا الموقف يُعبّر عن تواضع وحنان الأبوّة".
قاوم المرض العضال الذي أصابه على مدى سنوات، وكان يخفى آلامه بصلابة.
جمعته صداقة أخوية بالسفير أشرف دبور، مُنذ عقود عدة، استمرت في السفارة، حيث تابع شخصياً وضعه الصحي، وتأمين كل ما يتطلب من علاج، حتى الوفاة.
اختار طريق النضال عبر حركة "فتح" مُنذ نعومة أظفاره، وسار على خطى المآثر التي تربى عليها في مكتب الرئيس الرمز "أبو عمار"، مُدافعاً صلباً عن القرار الوطني الفلسطيني المُستقل.
يرحل في ذكرى معركة الكرامة، وعيد الأم، التي أحبها، وكان يحرص مع العائلة على كسب رضاها، وهو ما نالوه، وعلى مقربة من يوم الأرض، حيث ووري الثرى في مدافن شهداء الثورة الفلسطينية في بيروت، التي تحتضن المُناضلين مُن مُختلف الجنسيات، الذين آمنوا بعدالة القضية الفلسطينية.
وتبقى أمنيته الكبرى أن تُنقل رفاته إلى فلسطين مُحررة من الاحتلال الإسرائيلي.
رحم الله عز وجل، العزيز ماهر مشيعل، وأسكنه فسيح جنانه، والعزاء إلى أسرته وعائلته والسفير أشرف دبور ومُحبيه، ألهم الله سبحانه وتعالى الصبر والسلوان.

ماهر مشيعل .. وفاء النضال من أجل فلسطين
ماهر مشيعل .. وفاء النضال من أجل فلسطين
ماهر مشيعل .. وفاء النضال من أجل فلسطين
ماهر مشيعل .. وفاء النضال من أجل فلسطين
ماهر مشيعل .. وفاء النضال من أجل فلسطين
ماهر مشيعل .. وفاء النضال من أجل فلسطين
ماهر مشيعل .. وفاء النضال من أجل فلسطين
المصدر : جنوبيات