مقالات هيثم زعيتر >مقالات هيثم زعيتر
هدى شديد "الاستثنائية" بالنضال والصمود والعطاء!
هدى شديد "الاستثنائية" بالنضال والصمود والعطاء! ‎الثلاثاء 25 03 2025 07:39 هيثم زعيتر
هدى شديد "الاستثنائية" بالنضال والصمود والعطاء!

جنوبيات

ترحل الإعلامية الاستثنائية هدى بدوي شديد (1969-2025)، مُرسّخة المبادئ والقيم، التي تربّت عليها، وآمنت بها، وسارت على دربها في مراحل حياتها كافة، بتميّزٍ، مُجسّدةً رسائل مُتعددة، يُقتدى بها في المجالات الإعلامية، التي عملت على هديها، ونضالها وصمودها، بمُواجهة مرض عضال، تمكّنت من مُواجهته ومُقاومته، بفعل إرادتها وإيمانها بالله عزّ وجلّ، وحرصها على العطاء.

الزميلة هدى شديد، التي تعرّفت إليها، عندما انتقلت من إذاعة «إهدن» إلى بيروت، قبل ما يتجاوز 3 عقود من الزمن، في أسرة «اللـواء»، التي فتحت لها أبوابها وصفحاتها، وعبّدت الطريق أمامها، وأن تصبح مندوبتها في قصر بعبدا، والذي استمرت به حتى وفاتها، والعمل مع وسائل إعلام مُتعددة، بينها: «صوت لبنان»، «النهار»، «أل بي سي آي» وعدد من الوكالات المحلية والعربية والدولية.
تميّزت الزميلة هدى شديد، في كل مكانٍ عملت به، وتنوّع وسائل الإعلام، لأنها اعتبرت ذلك بيتاً لها.
في مسيرتها الإعلامية، جمعت المجالات كافة: الإعلام المسموع، المكتوب، المرئي والكتابة، بإصدار كتابين تتحدث في الأول عن مرض زوجها والثاني عن مُعاناتها مع المرض.
وفي مسيرة حياتها، تحدّت الصعاب، مُنذ رحيل زوجها زياد سعادة، بعد عامٍ من الزواج، بالمرض ذاته، الذي واجهته بثباتٍ وصمودٍ وتحدٍّ، بإرادةٍ قوية وابتسامةٍ تبث الفرح والسرور، رغم آلام المرض الخبيث.
وفقدان الأم الحنون زمرد يوسف بو عبدالله، قبل 5 سنوات و4 أشهر، ما زاد من آلامها ومُعاناتها.
لكن، وقف أفراد العائلة معها، كما أسرتها في «أل بي سي آي» ورئيس مجلس إدارتها الشيخ بيار الضاهر، والزملاء الإعلاميين.
لقد فرضت هدى شديد احترامها على الجميع، لأنها تعاملت معهم بمصداقية وشفافية، مُحاورةً بوعي عالٍ، وهو ما أكسبها الصداقات والاحترام، والمصداقية، حتى من المُتابعين خلف الشاشة الصغيرة، أو مَن يقرأ كلمات مقالاتها.
آمنت بأن مسيرة الحياة مرسومة بحلوها ومُرّها، وتعاملت بواقعية معها، فاكتفت بالمُسكنات، لتخفيف آلام الأوجاع الشخصية، التي ربما كان بعض الآلام السياسي والأحداث، التي واكبت تغطيتها، أشد إيلاماً عليها.
قبل أسابيعٍ، وتحديداً في 2 آذار/مارس 2025، جمعت هدى شديد، قواها، في تكريمها من قبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وعقيلته نعمت، الذي أراده رئيس الجمهورية، ليكون الأول في عهده، بمنحها درعاً تقديرياً، لمسيرتها الإعلامية والإبداعية، فودّعت الجميع، قبل أن يُشاركوا في وداعها.
تعود هدى شديد إلى مسقط رأسها، كفريا - قضاء زغرتا، التي أبصرت فيها النور، راسخةً كما رسوخِ أرز لبنان، وسط مُشاركة كل الأطياف السياسية، الذين أذابت خلافاتهم وتناقضاتهم، كما كانت عامل جمعٍ في حياتها، وترحل في تلاقي شهر الصيام لدى المُسلمين مع الصوم لدى المسيحيين.
قبل عامٍ بالتمام (20 آذار/مارس 2024)، كنت ضيف الزميلة هدى شديد، على شاشة «أل بي سي آي»، في برنامج «نهاركم سعيد»، للحديث عن تطورات العدوان الإسرائيلي على فلسطين، وآلام حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية، التي تُنفذ ضد أبناء فلسطين ولبنان.
حينها، وجّهت «التحية إلى الأُم اللبنانية والعربية، وبالأخص إلى الفلسطينية المُعذبة في أرض ومُخيمات اللاجئين»، وهي التي رحلت تزامناً مع عيد الأم، الذي كان يعني لها الكثير، وبداية فصل الربيع، لتتفتح ورودها، التي كانت وستبقى فوّاحة، رغم ألم الغياب الجسدي!

https://aliwaa.com.lb/مقالات/أرشيف-المقالات/هدى-شديد-الاستثنائية-بالنضال-والصمود-والعطاء/

المصدر : جريدة اللواء