بأقلامهم >بأقلامهم
"الغريبة": العلاج المؤقت...



جنوبيات
نظر المشعوذ الى الغريبة نظرة دهشة واستغرب لعدم استجابتها لأعماله المشعوذة، وقال ثمّة شيء غير صحيح في هذه الفتاة، وذهب تاركا خلفه منذر والغريبة على حالهما، لا وبل أن الغريبة لم تعد تستطع الإقتراب من منذر، فهي بلغت من العصبية مبلغاً يجعلها اكثر بعداً مما هي عليه من الهدوء، ويجعلها تشعر معه بالسجن وبتقييد حريتها، مما إرتأى منذر والوالدة بأخذ الغريبة الى المشفى.
وما إن وصلوا حتى ترجّلت الغريبة من السيارة تركض مسرعة الى داخل المشفى، ووجدت الممرضة ووضعت امامها خاتم الزواج على الطاولة بقوة، وتقول لمنذر اذهب لا اريدك بجانبي كزوج مستقبلي.
جاء الطبيب مستدير الوجه يضع النظارات على وجهه يرتدي الثياب البيضاء الخاصة بالأطباء، وأنصت لرواية ما أصاب الغريبة وفق ما قصته عليه الوالدة وقال:
- منذ متى وهي على هذا الحال
- منذ اسبوعين تقريباً، ويداها ترتجفان ويصبحا باردتين ونبضات قلبها تتسارع.
- نظر الطبيب الى منذر وأطال النظر الى وجهه.
- حسنا سنعطيها العلاج المناسب لها بعد اتخاذ الإجراءات الضرورية.
وبعدما تلقت الأدوية المهدئة والعلاج وفق تشخيص الأطباء، حيث اجروا لها تخطيط في الرأس وكل العلاجات الضرورية، وسمعوا ما تعاني منه الغريبة حيث انها كانت ترى خطيبها، رجلاً مزدوجاً النسخة الخيرة والنسخة الشريرة، وعلى أثر ذلك ونتيجة ما رأى الأطباء وصلوا الى التقرير الطبي بأن شفاءها رهن ابتعاد منذر عنها، اي لا يمكن لها ان تشفى إلا اذا تركت وابتعدت عن منذر.
منذر لا يعرف ماذا يفعل انه رجل يهمه المظاهر، يريد من غريبة زوجة له رغم القدر حسب قوله لأنها كانت متوهجة وفي اوج جمالها، وهذا ما يرضي غروره وعنجهيته امام الناس، لذا لم يستسلم ولم يستجب لما قالوا له الأطباء واعتبر انهم لا يفهمون شيئاً وهو يفهم أكثر منهم.
فهل تدخل مجدداً عالم الشعوذة ام تدخل عالم الأطباء النفسانيين؟ ولماذا تمّ اهمال رأي الأطباء؟ وأين الراعي والمسؤول عن هذا؟