بأقلامهم >بأقلامهم
"هل نسامح من ظلمنا"؟!
"هل نسامح من ظلمنا"؟! ‎الأربعاء 19 03 2025 19:24 القاضي م جمال الحلو
"هل نسامح من ظلمنا"؟!

جنوبيات

في غمرة الأحداث التي نعيشها، وفي خضمّ الحروب العبثيّة التي خيّمت على لبناننا العزيز، وفي غرائب العالم وعجائبه وما يحصل في حلقات مسلسل الأرض ومن عليها.
ومن منطلق الحرص على ديمومة التّعامل مع مجريات الأمور ومحدثاتها، تبرز صور التّعامل مع الآخرين، وكيفيّة التّواصل الاجتماعيّ على إيقاع الحياة اليوميّ في تجاذباتها كلّها، فيُطرح السّؤال الأكثر استعمالًا في سُحب الكلام المباح، وهو:
"هل نسامح من ظلمنا"؟!

لكلّ إجابته الخاصّة على نحو المعرفة اليقينيّة بمقدار الظلم وتأثيره على الذّات التي ظُلمت (في زحمة الأحداث المتعاقبة في حياة المرء).
ثمّ يتفرّع من السؤال الأوّل سؤال توضيحيّ: هل نعاتب من قهرنا عند تغيّر المعطيات؟
البعض يتسلّح بمقولة:
 "إذا دعتك قدرتك على ظلم النّاس، فتذكّر قدرة الله عليك". فيحادد بقولِ السّماح والتّسامح والمسامحة بأنّه من شيم الكرام(لعدم جواز الظلم اصلا، ولكون الظلم ظلمات يوم القيامة ).
وفي لحظةِ الاختلاء مع النّفس الموجوعة والمقهورة يبدو أنّ الغفران يحتاج إلى ضغط على مستوى التفكير المعمّق للوصول بشكل أفضل لتقرير محو الإساءة، أو مسحها من دفتر الذّاكرة.
ولكي لا نستفيض في البحث في كنه الذّات وتفاعلاتها مع الظلم والاستبداد، وانسجامًا مع منطق التّصرّف الموازي بين الفعل وردّة الفعل، نستحضر المقولة الأكثر توصيفًا، والأشهر توليفًا، والأدقّ تصنيفًا وهي:
 "ثلاثة لا يستحقّون أن تسامحهم..
الأوّل: من ظلمك وقهر قلبك.
الثّاني: من تكلّم خلفك وابتسم بوجهك.
الثّالث: من كنت تعزّه وتجاهل وجودك يومًا ما".
وإذا أردنا إسقاط هذه المقولة على واقعنا الحاليّ بتناقضاته وسلبيّاته ومتاهاته، نجد أنفسنا ملزمين بعدم المسامحة والغفران لكلّ من خرّب ودمّر لبنان، ولكلّ من أدخل إلى حياتنا دوّامة  الأحزان، ولمن جعلنا نعيش الحرمان، بعد أن قوّض البنيان وأخرج من قاموس الحياة كلمة "الإنسان".
وعليه،
فإنّ الأصناف الثّلاثة تنطبق على بعض سياسيّي الوطن الذين همّهم زرع الفتن، وجعلنا بصورة دائمة نعيش القهر والمحن...
ولهذا أقول وبالفم الملآن:
"هؤلاء الثّلاثة لا تسامحهم... وإن عاد بك الزمان لا تجالسهم".
وزد على ذلك: لا تنتخبهم!

المصدر : جنوبيات