بأقلامهم >بأقلامهم
"الغريبة": الجهد الضائع...
"الغريبة": الجهد الضائع... ‎الثلاثاء 8 04 2025 16:58 د.هبة المل أيوب
"الغريبة": الجهد الضائع...

جنوبيات

عادت الغريبة الى المنزل ونفسها هادئة لا خوف ولا قلق إذ استجابت لما قال لها الشيخ، وفي اليوم التالي ذهبت الى الجامعة وكانت التحضيرات للإمتحانات ما قبل النهائية، وجدت زملاءها في الصف وتحدثت معهم وأخذت المحاضرات التي لم يكونوا بحوذتها، وطلبوا منها ان تصور بعض الأوراق المهمة للإمتحان، وعادت المنزل وجدت أخوها الأصغر  منها سناً جهاد يجلس على مكتبه ويقوم بالتحضيرات لعامه النهائي في المدرسة، فتشجعت ورتبت اوراقها وحضرت كل المحاضرات الضرورية للإمتحان.
رن جرس المنزل، فتحت الغريبة الباب وإذ بمنذر، قالت له غريبة، ما الذي أتى بك؟
قال لها ما رأيك لو قمنا بزيارة عند اختك بشرى؟
قالت له لا وقت لدي فغداً الإمتحان بالجامعة ولا بدّ من التحضير له.
قال لا بأس في زيارة قصيرة، وافقت الغريبة  بامتعاض وذهبا الى منزل اختها بشرى، فهي الأخت الأكبر والتي تتصف برجاحة عقلها وصبرها اللامتناهي، وحكمتها التي تنمّ عن بعد نظرلكافة الأمور الحياتية، وكانت هي الأخت المقرّبة لغريبة فهما ترعرعتا سوياً وكانا مثل التوأم،  استقبلوهم بترحيب كبير، وكانت الدهشة بارزة على وجه بشرى إذ كانت تعلم بأن أختها تعاني من مرض لا احد يعلم ما هو.
جلست الغريبة مع أختها وزوجها ومنذر، غير ان غريبة كانت مغيبة ذهنياً  فهي تفكر في الإمتحان بالجامعة وتريد ان تنجز ما يجب، قال لها منذر، ما بك يا غريبة فأنت لست على ما يرام، أجابته بتعجب كيف لك ان تسأل وانت تعلم ان لا وقت لدي، فتناولا فنجان الشاي وانهوا الزيارة التي لم تفهم الغريبة اهميتها، عادت الغريبة الى المنزل بعدما تشاجرت مع منذر حيث أثار في نفسها الغضب وسرعان ما عاد الخوف والقلق اليها ولم تستطع التركيز في التحضير للإمتحان.  
وجاء اخوها رشيد ليتفقد أحوال الغريبة ويرى أثر زيارة الشيخ،  فقد اقترب الموعد الثاني، ويجب ان تكون غريبة احرزت تقدما بالشفاء، وجلس رشيد يتحدث الى غريبة ووالدته ليعرف ما جرى.
فهل القرب من منذر هو بمثابة التراجع عن التقدم بالعلاج؟ 

المصدر : جنوبيات