عربيات ودوليات >أخبار دولية
غرينبلات يكشف سبب استقالته من منصبه بالإدارة الأمريكية
غرينبلات يكشف سبب استقالته من منصبه بالإدارة الأمريكية ‎الجمعة 20 09 2019 23:18
غرينبلات يكشف سبب استقالته من منصبه بالإدارة الأمريكية


نشر موقع شبكة (CNN) الأميركي مقال رأي، لجيسون غرينبلات مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمفاوضات الدولية، الذي شارك إلى جانب صهر الرئيس جاريد كوشنر، وسفير ترامب في إسرائيل، ديفيد فريدمان في بلورة (صفقة القرن) لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والذي جاء تحت عنوان "الوداع الحلو المر".

ويروي غرينبلات، في مقاله، تجربته خلال السنوات الثلاث الماضية من العمل ضمن هذا الفريق، مؤكداً أنه استقال طوعاً من أجل قضاء الوقت اللازم مع عائلته.

يشار إلى أن غرينبلات كان قد أعلن استقالته من موقعه كمفاوض لعملية السلام يوم 5 أيلول/سبتمبر الجاري.

ويقول غرينبلات "لقد أمضيت نحو ثلاث سنوات في العمل مع زملائي، بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وحول علاقة إسرائيل بجيرانها العرب، ورؤية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. أنا فخور بالعمل الذي أنجزناه، الذي سيواصله فريق قوي من الزملاء الموهوبين، ولكن حان الوقت للعودة إلى المنزل"، موضحاً أنه عندما يسأله الناس عن تجربته في البيت الأبيض يجيب عليهم بخمس كلمات: " فخور، ممتن، متفاجئ ، حزين، متفائل".

ويشرح غرينبلات الذي زار إسرائيل الأسبوع الماضي، والتقى مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو (وسيلتقي مع غانتس، زعيم حزب ازرق ابيض، الاسبوع المقبل)، بأنه يفخر بخدمة حكومة الولايات المتحدة مع زملائه، الذين يخدمون الشعب الأميركي يومًا بعد يوم بتفان وإخلاص، كما يفخر بأن الولايات المتحدة "تحمي دولة إسرائيل اليهودية تحت قيادة رئيس (دونالد ترامب) كان أعظم صديق لإسرائيل في التاريخ.

 


ويضيف غرينبلات بأنه مندهش من مقدار المعلومات الخاطئة الموجودة حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وكذلك الصراع العربي الإسرائيلي، واصفا بعضها الخبيث ، وبعضها بالبريء.
 
وقال: "مندهش من مدى استعداد الناس لتضليل المراسلين أو تسريب معلومات سرية لتناسب أجندتهم. فوجئنا بعدد الأشخاص الذين لديهم وجهات نظر مختلفة عن وجهات نظرنا، غير راغبين في الدخول في حوار عقلاني ومحترم وبدا على يقين من أن نظرة أي شخص آخر ليست مهمة. مندهش من أن حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني مستعدان لتدمير حياة مليوني فلسطيني في سعيهم لتدمير دولة إسرائيل، ومتفاجئٌ لأن حماس تعتقد بأنهم سينتصرون يوما ما"، على حد زعمه.

وعبر غرينبلات في مقالته الوداعية عن حزنه على العديد من الفلسطينيين، قائلا: "كنت محظوظًا جدًا بلقائهم من الذين يبحثون عن حياة أفضل ، والذين يأملون في أن نتمكن من توفير طريق إلى هذه الحياة ، لكنهم يفهمون العديد من العقبات. حزين على مدى صعوبة تحسين حياتهم قبل حل النزاع. من المحزن كيف يمكن إخضاع مليوني فلسطيني من قبل حماس وشريكتها في الإرهاب، حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، وعدم وجود حل لهذه المشكلة، وحزين (بعمق شديد) على الأرواح التي فقدها، ويأس العديد من العائلات بسبب النزاع، وخاصة الإسرائيليين الذين قتلوا بدم بارد جراء الهجمات الإرهابية ومن الصواريخ التي أطلقت من غزة. من المحزن أن البعض يعتقدون فعليًا أن هناك تكافؤًا أخلاقيًا بين الذين قُتلوا بدم بارد من قبل الإرهابيين وأولئك الذين قُتلوا بطريق الخطأ ضمن حاجة إسرائيل الصعبة دائمًا للدفاع عن نفسها من مثل هذه الهجمات".

ويقول غرينبلات بأنه يأمل في أن يسمع الناس رسالته وأن يكونوا "عارفين بالنزاع"، بدلاً من الالتفات إلى نقاط الحديث الغامضة المستخدمة، كما يأمل في أن يستمر الكثير من الفلسطينيين الذين تفاعل معهم في دعم جهود السلام التي يبذلها.

وقال: "نأمل أن يواصل فريق السلام الشغوف بنجاح تنفيذ رؤيتنا للسلام، نأمل أن يستمر أولئك الذين يؤمنون بمهمتنا في دعم جهودنا، نأمل أن ينظر الجميع الآن إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والصراع العربي الإسرائيلي في ضوء واقعي جديد، ويتصور عالماً يمكن فيه تحقيق سلام دائم، فليس هناك ما هو مثالي ، وأن التسويات ضرورية، إنني آمل بشدة أن الرؤية التي أنشأناها ستجذب الإسرائيليين والفلسطينيين بدرجة كافية للبدء في الطريق الصعب للتفاوض على اتفاق سلام ، وأن يمتد السلام إلى دول المنطقة خارج الأردن ومصر. إذا حققت الرؤية السلام ، فستكون حياة ملايين الأشخاص أفضل بكثير".

وينهي غرينبلات مقاله، بالقول: "هناك نوعان من الناس لهما تأثير على هذا الصراع: أولئك الذين يحملون الكراهية في قلوبهم، ويقوضون جهود السلام ، وأولئك الذين يعملون من أجل السلام، إن جهود المجموعة الأولى تطيل معاناة الجميع، فيما يسعى النوع الآخر إلى حياة أفضل للجميع في المنطقة".

يذكر أن غرينبلات أشرف هو وفريقه (جاريد كوشنر وديفيد فريدمان) خلال تلك الفترة على تقويض العلاقات الفلسطينية الأميركية، ونجحوا في نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة ، وقطع المساعدات الأميركية التي تقدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وإغلاق مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وإغلاق القنصلية الأميركية في القدس الشرقية (بعد 175 عاما من عملها هناك) وإسقاط كلمة احتلال عن الضفة الغربية والقدس الشرقية، والجولان (التي اعترفت إدارة ترامب بالسيادة الإسرائيلية عليها في آذار الماضي)، إلى جانب عشرات الإجراءات العقابية الأخرى التي فرضتها إدارة ترامب على الفلسطينيين.

ولم يتحدث غرينبلات - الذي دعا أثناء مشاركته جلسة نظمت في الأمم المتحدة، في تموز الماضي، لبحث القرارات الدولية (242 و 338، وغيرها من القرارات) لمناقشتها على اعتبار انها لا تصلح لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي- في مقالته عن الانتهاكات الإسرائيلية على الإطلاق.

يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح يوم 10 أيلول الجاري بأن الإدارة الأميركية ستطلق "صفقة القرن" في اليوم الثاني للانتخابات الإسرائيلية (17/9/19) في محاولة منه لإقناع المزيد من الإسرائيليين للتصويت، لكن الكثير من الخبراء في واشنطن يعتقدون بأن "صفقة القرن" لن تطلق في المدى المنظور.


 

المصدر : وكالات