فلسطينيات >داخل فلسطين
خوري يشارك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الكنيسة المشيخية الكورية
خوري يشارك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الكنيسة المشيخية الكورية ‎الجمعة 10 03 2023 20:55
خوري يشارك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الكنيسة المشيخية الكورية

جنوبيات

 

شارك عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين دكتور رمزي خوري، في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الكنيسة المشيخية الكورية بحضور رئيسها القس الدكتور ابراهيم شين، رئيس وراعي الكنيسة المشيخية في الاراضي المقدسة القس جورج عوض، مدير المركز الكوري القس جون، وبحضور لفيف من القساوسة ورجال الدين من مختلف الكنائس في كوريا.

حيث نقل خوري، تحيات فخامة السيد الرئيس محمود عباس، معبرا عن سعادته وامتنانه باختيار فلسطين ليعقد فيها مؤتمرهم هذا العام، مشيرا ان حضورهم الى فلسطين يجسد مواقف الكنيسة المشيخية المناصرة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة امام كافة اشكال الانتهاكات التي يتعرض لها جراء الاحتلال الاسرائيلي.

اشار خوري الى دور اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس، في نثبيت الوجود المسيحي ومتابعة شؤون الكنائس بما يعزز من عملها ودورها الريادي في خدمة ابناء المجتمع الفلسطيني، اضافة الى عمل اللجنة الرئاسية على المستوى الدولي مع مختلف الكنائس لوضع العالم في صورة الاوضاع التي وصلت اليها القضية الفلسطينية، وتاثير السياسيات الاسرائيلية على الوجود الفلسطيني المسيحي.

اثنى عضو اللجنة التنفيذية على المواقف المشرفة للكنيسة المشيخية وخاصة في ما يخص ادانة الاستيطان الاسرائيلي، واعتبار اسرائيل دولة تمييز عنصري، واضافة ذكرى يوم النكبة الفلسطينية الى تقويم الكنيسة المشيخية، موضحا ان هذه المواقف هي انحياز لفلسطين ارضا وشعبا ومقدسات.

تطرق خوري الى اخر المستجدات على الساحة الفلسطينية في الاونة الاخيرة وخاصة ما حدث في القدس وجنين ونابلس وحوارة واريحا، والتي راح ضحيتها ٧٨ شهيدًا فلسطينيا بينهم ١٣ طفلا وسيدة، وسياسة هدم المنازل وتشريد سكانها حيث هدمت إسرائيل منذ بداية العام الحالي ٦٧ منزلا في القدس، عدا عن ذلك الهجمات التي تعرضت لها الكنائس في القدس من قبل قطعان المستوطنين منذ بداية العام الحالي، والاعتداءات الجسدية واللفظية على الرهبان ورجال الدين المسيحيين والمسلمين، والاقتحامات المتكررة للمسجد الاقصى المبارك في القدس والقمع والتنكيل بالمصلين، مشيرا ان اسرائيل تسعى لتنفيذ سياستها العنصرية الاصولية المتطرفة، لتغيير الوضع الديني والتاريخي والقانوني، اضافة الى الحرم الابراهيمي في الخليل وتقييد وصول المصلين لممارسة عبادتهم فيه.

طالب رئيس اللجنة الحضور، الاسهام وتجنيد الامكانات كافة لتثبيت الوجود المسيحي في الاراضي المقدسة، والعمل مع حكومات بلدانهم للضغط على الاحتلال لوقف كافة الانتهاكات والاعتداءات بحق الشعب الفلسطيني، مضيفا ان الفرصة الان امام الاطراف الحريصة على السلام والامن ان تتوقف عن سياسة المعايير المزدوجة، واتخاذ التدابير العاجلة وفرض العقوبات على إسرائيل لوقف مزيد من التدهور التي تحاول اشعالها حكومة العنصرية الفاشية في اسرائيل.

واختتم كلمته مؤكدا ان الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته متمسكا بحقوقه وارضه، وتجسيد قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية الدولية.

تحدث القس ابراهيم شين، رحب بحضور دكتور رمزي خوري والوفد المرافق، واشار ان الكنيسة المشيخية في كوريا اختارت ان تقيم مؤتمرها ال ٢٠٠ في فلسطين، ايمانا منها بحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، كما واثنى على دور اللجنة الرئاسية في الحفاظ على الوجود المسيحي.

ثمن القس جورج عوض في كلمته، حضور دكتور رمزي خوري ممثلا عن فخامة السيد الرئيس محمود عباس، لحضور افتتاحية هذا المؤتمر، مشيدا بدور اللجنة الرئاسية في مساندتها المستمرة والدائمة للكنيسة المشيخية.

ثم قدم خوري درعا من الفسيفساء يحمل شعار ” صلوا من اجل سلامة القدس”، لكل من القس ابراهيم شين، القس جورج عوض، القس جون، كما قدم القس شين هدية رمزية لدكتور رمزي خوري، تعبيرا عن شكرهم لحضوره للمؤتمر ومساندته للوجود المسيحي الفلسطيني، كما قدم رئيس الكنيسة المشيخية درعا تقديرا للجهود التي يبذلها دكتور رمزي خوري واللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في خدمة المجتمع الفلسطيني وتثبيت الوجود المسيحي.
ورافق خوري، عضوي اللجنة الرئاسية دكتور خلود دعيبس وجهاد خير.

وفيما يلي، نص الكلمة كاملةً التي القاها معالي الدكتور خوري:

* القس جورج عوض المحترم

رئيس وراعي الكنيسة المشيخية في الاراضي المقدسة

* القس الدكتور ابراهيم شين

المؤسس ورئيس ارسالية AWMJ

* القس جون مدير المركز الكوري

القساوسة من مختلف الكنائس المتواجدة معنا

الأخوات والأخوة … الحضور  الكريم

باسم سيادة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية نرحب بكم جميعا في مهد السيدالمسيح -بيت لحم-، ونشكركم على عقد مؤتمركم هنا في أرض السلام فلسطين، لتشهدوا على معاناة شعبنا بمسلميه ومسيحييه الذي يئن تحت وطأة الاحتلال، هذا الشعب الذي يتوق للحرية والسلام، يتطلع اليكم لمواصلة تضامنكم معه وإعلاء صوتكم الحر الذي يرفض الظلم والاضطهاد والاحتلال والاستيطان.

 كما يسعدني أن أنقل إليكم تحيات زملائي في اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في دولة فلسطين، –وهي اللجنة الاولى في دول المشرق، التي اُنشِئتْ لتثبيت الوجود المسيحي في فلسطين، ومتابعة شؤون الكنائس بما يخدم هذا الهدف كبناء الاسكانات للأزواج الشابة وتوفير فرص العمل وأعمال الترميم، والدفاع عن ممتلكاتها في وجه مخططات تهويدها، خاصة بمدينة القدس المحتلة، وتقديم الدعم لمؤسساتها العاملة في المجالات كافة، كما تواصل اللجنة دورها على المستوى الدولي ومخاطبة كنائس العالم، واطلاعهم على الانتهاكات والجرائم التي يتعرض لها شعبنا وارضه ومقدساته جراء استمرار الاحتلال الاسرائيلي.

الحضور الكريم

لن احدثكم عن تفاصيل السياسات والاجراءات العنصرية والتمييز والاضطهاد الذي يمارسه الاحتلال الاسرائيلي بحق شعبنا بمؤسساته المختلفة من كنيست وحكومة وجيش ومحاكم، ومنظمات استيطانية، لانكم بادرتم بكل شجاعة لادانة هذا الاستيطان واعتبرتم دولة اسرائيل دولة تمييز عنصري وأضفتم يوم النكبة الفلسطينية الى تقويم الكنيسة المشيخية، تعبيرا عن رفضكم للمظلمة التاريخية التي يتعرض لها شعبنا منذ نكبته عام١٩٤٨، وهذا ترجمةُ عملية لانحيازكم لفلسطين أرضاً وشعباً ومقدسات، وانحيازكم لقيم العدالة والحق التي نتشارك بها معكم.

إن الشعب الفلسطيني وهو يُحَيّي كل صوتٍ حرٍّ يعلوْ رفضاً للظلم والقهر والاحتلال، فإنه يُقّدرُ لكم -خاصة في هذه الأيام- حضوركم واصراركم على عقد هذا المؤتمر لتُعبّروا عن مواقفكم الشجاعة في وجه عصابات الإرهاب الاستيطانية ومن يحميها ويرعاها ويوفر لها الدعم لتواصل عدوانها الوحشي على المدنيين الفلسطينيين مستهدفة ارواحهم وحرق ممتلكاتهم كما حدث في بلدة حوارة قبل ايام من حرق لعشرات المنازل ومئات السيارات.

وللأسف الشديد فإن ما حدث في حوارة الى جانب سلسلة الانتهاكات والاعتداءات في  نابلس وجنين واريحا وغيرها من المدن والقرى والمخيمات في فلسطين يعبّر عن نهج حكومة الاحتلال وسياستها، جنبا الى جنب مع ما تقترفه العصابات الاجرامية الاستيطانية التي تغذيها افكار متطرفة وعنصرية تتبناها حكومة الاحتلال المتطرفة التي دعى بعض اعضائها لمحو بلدة حوارة من الوجود، الأمر  الذي يُعدّ قمة التطرف والفاشية التي يجب ان تواجه بشكل حازم.

السيدات والسادة

لقد تابعتم معنا تصاعد الاعتداءات التي تنفذها جماعات استيطانية متطرفة منذ بداية العام الجاري على المقدسات المسيحية كاقتحام كنيسة حبس المسيح، واستهداف مقبرة الكنيسة الانجيلية الاسقفية، واقتحام بطريركية الارمن الارثوذكس، وكتابة عبارات عنصرية على جدرانها، والاعتداء على المستأجرين في باب جديد وباب الخليل، وحرمان المؤمنين من الوصول إلي كنيسة القيامة  كما حدث في  سبت النور وأحد الشعانيين العام الماضي، والاعتداءات اللفظية والجسدية على رجال الدين مسلمين ومسيحيين، وسرقة أراضي تابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس بوادي حلوة في سلوان.

كما أن جدار الفصل العنصري صادر أراضي فلسطينية ومنها أراضي واملاك الكنائس كما حدث في منطقة كريمزان وبير عونه في بيت لحم واخرى في مدينة القدس، وفصلها عن مدينة القدس، وقيّد حرية الحركة بين المدينتين بالحواجز التي اقامها على جميع مداخلها ومخارجها، ويسابق الزمن لبناء المزيد من المستوطنات التي تحيط بها والتي بنيت على أراضي تعود ملكيتها لعائلات فلسطينية.

وكذلك فإن الانتهاكات والاعتداءات والاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك من قبل مجموعات المتطرفين اليهود بحماية شرطة الاحتلال، مع القمع والتنكيل والاعتداء على المصلين المسلمين في باحاته، واحيانا كثيرة  في داخله، تأتي في اطار  تنفيذ سياسة رسمية تتبناها حكومة إسرائيل العنصرية الأصولية المتطرفة، التي تسعى جاهدة لتغيير الوضع الديني والتاريخي والقانوني في المسجد الاقصى ومدينة القدس المحتلة.

وفي ظل كل ذلك، فإننا نهيب بكم الاسهام معنا وتجنيد الإمكانات كافة لتثبيت الوجود المسيحي في هذه الأرض المقدسة، والعمل مع حكومات بلدانكم للضغط على هذا الاحتلال لوقف كل الاعتداءات والانتهاكات المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.

 الحضور الكريم

 إنّ جرائم الكراهية والتحريض وتدنيس المقدسات في القدس والاستهداف المتواصل للحرم الابراهيمي الشريف بالخليل، يدلل ان حكومة الاحتلال تسعى لتحويل الصراع الى صراع ديني سيفجر المنطقة بأكملها، فالقدس عاصمة دولة فلسطين بمقدساتها تتعرض يوميا لأبشع مخطط تهويدي استعماري تتشارك في تنفيذه كافة مؤسسات دولة الاحتلال بهدف إفراغ المدينة من سكانها وطمس هويتها وحضارتها العربية الاسلامية والمسيحية، فهي ماضية في  مصادرة الاراضي والممتلكات، وتكثيف عمليات هدم المنازل وتشريد سكانها حيث هدمت منذ بداية هذا العام ما يزيد على 67 منزلا بالقدس، وتلاحق رجال الدين والرموز الوطنية الفلسطينية، وكلها أفعال ترقى لمستوى جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية، نتطلع معكم لحثّ الجهات الدولية ذات العلاقة على تحمل مسؤولياتها ومحاسبة ومعاقبة مرتكبيها تحقيقا للعدالة التي يصبو اليها شعبنا .

لا أريد الإطالة عليكم، ولكننا أمام حكومة إسرائيلية هي الأكثر تطرفا وعنصرية ودموية حيث استشهد منذ بداية العام 78 فلسطينيا بينهم 13 منالأطفال والنساء، واعتقال المئات والتضييق على الاسرى، وإقرار المزيد من القوانين العنصرية، وتواصل حصارها الظالم لقطاع غزة، هذه الحكومة التي يعلو فيها صوت التحريض والكراهية والضم والاستيطان والتهجير القسري والتطهير العرقي، لا بدّ من مواجهتها ومعاقبة قادتها على تلك الجرائم.

السيدات والسادة

لقد آن الأوان أن تتحمل الأطراف الحريصة على السلم والأمن في العالم المسؤولية  والتوقف عن اتباع سياسة المعايير المزدوجة عندما يتعلق الأمر بالاحتلال الإسرائيلي، واتخاذ إجراءات وتدابير فورية وعاجلة لوضع حد لتلك السياسات والاجراءات وردع أركان تلك الحكومة، وفرض عقوبات عليها ومحاصرتها ومواجهتها لوقف المزيد من التدهور وعدم الاستقرار والفوضى والحروب التي تحاول اشعالها حكومة العنصرية الفاشية في إسرائيل.

وفي الختام، أقول انه رغم  الألم والتضحيات، فنحن شعب متمسكٌ بحقوقه وارضه ولن يكون هناك أمن ولا سلام واستقرار في المنطقة إلا بزوال هذا الاحتلال بكافة مظاهره، وتجسيد قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها مدينة القدس المحتلة وحلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

شكرا لحسن استماعكم ونتمنى التوفيق والنجاح لمؤتمركم

واخيرا نقول مع السيد المسيح له المجد: طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون

كلمة د. رمزي خوري – عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية / رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في دولة فلسطين .

مؤتمر الكنيسة المشيخية- بيت لحم- فلسطين- 10/3/2023

 

المصدر : جنوبيات