بأقلامهم >بأقلامهم
مضادات الاكتئاب الشائعة يمكن أن تسبب تبلد المشاعر .. ما الذي تحتاج إلى معرفته؟
جنوبيات
هدفك من تناول مضادات الاكتئاب هو علاج الحالة الصحية العقلية الأساسية وإدارة الأعراض والحصول على نوعية حياة أفضل. ومع ذلك، فإن الدواء الذي تتناوله يمكن أن يفسد شخصيتك وبالتالي يتعارض مع حياتك الشخصية والمهنية.أمر مثير للقلق!
الشخصية هي مفهوم معقد ومتعدد الأوجه يشمل جوانب عديدة للشخص بما في ذلك الأنماط السلوكية والاهتمامات والدوافع والقيم والقدرات والأنماط العاطفية. نظرا" لأن مضادات الاكتئاب تستهدف في المقام الأول الناقلات العصبية في الدماغ التي تؤثر على المزاج والتنظيم العاطفي، فقد يكون لها تأثير على سلوكك وأنماطك العاطفية.
اذا كنت تعاني من الاكتئاب، فإن مناطق الدماغ التي تنظم الحالة المزاجية وترسل الرسائل باستخدام السيروتونين قد لا تعمل بشكل صحيح. تساعد مضادات الاكتئاب تحديدا" مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية على توفير المزيد من السيروتونين عن طريق منع عملية إعادة الامتصاص. وهذا يسمح للسيروتونين بالتراكم بين الخلايا العصبية حتى يمكن إرسال الرسائل بشكل صحيح. تساعد مضادات الاكتئاب على تحسن الحالة النفسية و قد تنقذ حياة أشخاص يمرون بأوقات صعبة أو لديهم أفكار انتحارية.
بعض الأشخاص و بعد تحسن أعراض الاكتئاب و استخدام العلاج لفترة طويلة ,يشعرون بالتبلد العاطفي . حالة من انخفاض أو نقص التفاعل العاطفي في الفرد. وخصوصا" عند الحديث في الأمور التي من المتوقع عادة أن تنخرط فيها العواطف.
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب الرئيسي (MDD)، يمكن أن يكون تبلد المشاعر نعمة ونقمة. تقول كريستيل لانجلي، الحاصلة على درجة الدكتوراه، والباحثة المشاركة في قسم الطب النفسي بجامعة كامبريدج في إنجلترا: "قد تعمل مضادات الاكتئاب عن طريق إزالة بعض الألم العاطفي الذي يشعر به الأشخاص المصابون بالاكتئاب، بينما تمحو أيضا" للأسف بعضا" من المتعة". تعمل هذه الأدوية بما في ذلك بروزاك، وباكسيل، وزولوفت، وسيليكسا، وليكسابرو على تغيير الطريقة التي يتعامل بها الجسم مع هرمون السيروتونين الكيميائي في الدماغ "للشعور بالسعادة"، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم المزاج والسعادة. ونتيجة لذلك، فإن الأشياء التي كانت تثير ردود فعل قوية في السابق قد تترك الآن نفس الفرد غير متأثر أو حتى غير مبالٍ. تصف الأبحاث التأثير بأنه مشاعر الشخص المعتادة "متبلدة" أو "مخدرة" أو "مسطحة" أو "مسدودة" أو "فارغة".
هذا هو أحد الأسباب التي تجعل الشخص يفكر في التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب تماما". اللامبالاة أو الانفصال العاطفي, الافتقار إلى الاستجابة العاطفية للمواقف والأحداث التي كان ينبغي أن تثير استجابات كبيرة.
مضادات الاكتئاب لديها فوائد كثيرة في علاج حالات الاكتئاب والاضطرابات النفسية مثل القلق و الوسواس القهري لكن في نفس الوقت لها تأثيرات جانبية مزعجة و منها التبلد العاطفي الذي يجعل الشخص يفكر في التوقف تدريجيا" و اتباع طرق أخرى لتحسين الحالة النفسية مثل الرياضة والتأمل ونوع الغذاء.
عندما تفكر في التوقف عن استخدام مضادات الاكتئاب يجب استشارة الطبيب للتوقف تدريجيا" لمنع ظهور أعراض انسحابية .كما أن هناك اضطرابات نفسية تستدعي العلاج مدى الحياة مثل اضطراب انفصام الشخصية و غيرها.