بأقلامهم >بأقلامهم
"النّكد المميت"!
جنوبيات
في خضمّ الأحداث الجارية، والأزمات السّارية، والأوضاع الواهية، يبرز نكد بعض الزّوجات حتّى الممات، لا لشيء، سوى لحبّ المرأة في بعض الأحيان أن تجعل حياة زوجها تترنّح بين واقع مرّ ووضع أمرّ.
يُحكى أنّ أحد الأزواج قد شكى أوجاعًا وآلامًا اختلطت فيها الأمور النّفسيّة مع المشاكل الصّحّيّة، فذهب إلى أحد الأطبّاء برفقة زوجته، وقام الطّبيب بمعاينته بشكل دقيق.
وما إن انتهى من الفحص حتّى طلب الاختلاء بالزّوجة على انفراد ليخبرها بوضع زوجها الصّحّيّ.
وعليه،
قال الطبيب للزّوجة: زوجك يعاني إحباطًا خطيرًا بسبب الإجهاد في العمل وفي البيت. وشرح لها ما يجب فعله:
دعيه يستيقظ وقت ما يشاء، ولا تعارضي أقواله، واحرصي على أن يبقى في مزاج جيّد حفاظًا على وضعه النفسيّ والعصبيّ، وأعدّي له وجبات خفيفة شهيّة ولذيذة، ولا تزعجيه بالأعمال المنزليّة، ولا تثيري نقاشات تافهة، وجدالًا عقيمًا يزيد من إجهاده. شجّعيه على مشاهدة المباريات الرياضيّة سواء بالحضور في الملاعب أم عن طريق التّلفاز. وفي المساء عندما يعود متأخّرًا، كوني بشوشة، وقابليه بابتسامة رقيقة ناعمة، وأعدّي له عشاء فاخرًا في جوّ من الرومانسيّة.
واختتم الطبيب كلامه قائلًا:
إذا استطعت المثابرة على هذا المنوال لمدّة أسبوع فقط، أؤكّد لك أنّ زوجك سيستعيد عافيته تمامًا. وإن لم تفعلي سيموت بعد شهر.
وعندما خرج الزّوجان من العيادة، سأل الزوج زوجته وعلامات الخوف بادية على وجهه: أخبريني ماذا قال لك الطبيب؟
ردّت الزوجة بابتسامة صفراء ممزوجة بخبث دفين:
"لقد قال لي إنّك ستموت بعد شهر".
إنّه النّكد الصّاخب والمصاحب لكيد بعض النساء اللواتي اتّخذن من السّاديّة قاربًا للإبحار نحو الانهيار على كلّ الصّعد والمستويات، حتّى ولو أطبقن على خناق أزواجهنّ حتّى الممات.
وصدق من قال:
"إنّ كيدهنّ عظيم".
القاضي م جمال الحلو