فلسطينيات >داخل فلسطين
السفير أبوزيد يلقي محاضرة أمام أعضاء النادي الدبلوماسي الكازاخستاني
السبت 27 04 2024 22:52ألقى السفير الفلسطيني عميد السلك الدبلوماسي العام في كازاخستان، د.منتصر أبوزيد، محاضرة أمام أعضاء النادي الدبلوماسي الكازاخستاني لإطلاعهم على الأوضاع الفلسطينية بعد مرور أكثر من 200 يوم على العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وكافة المحافظات الفلسطينية.
وقال أبو زيد أمام نخبة طلاب العلاقات الدولية والقانون الدولي في كازاخستان، يصادف اليوم مرور أكثر من 200 يوم على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، حيث بلغ عدد الشهداء أكثر من 34 ألف فلسطيني بالإضافة إلى ما يقارب الـ 10 ألآف فلسطيني مفقود تحت الأنقاض وعشرات الألآف من المصابين الفلسطينيين وأن 70 % من الضحايا هم نساء وأطفال، هذا بالإضافة إلى المئات من الشهداء في محافظات الضفة الغربية ومدينة القدس، كما قام الإحتلال الإسرائيلي ومنذ أن بدأ عدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني بتدمير عشرات الألآف من المباني السكنية ومئات المؤسسات الحكومية والتعليمية والصحية وتهجير مايقارب من 1.7 مليون فلسطيني من منازلهم وشنه حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة غير مكترس لكافة القوانين الدولية والإنسانية.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظمتها السفارة مساء الخميس في مقر السفارة الفلسطينية في العاصمة الكازاخستانية – مدينة أستانا.
وأضاف: هنا لا بد إلى أن نذكر الجميع بأن الشعب الفلسطيني يعاني من الإحتلال الإسرائيلي ومن إرهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزال منذ عام 1948، عندما تأسست دولة اسرائيل على حساب ممتلكات وحقوق الشعب الفلسطيني حيث طردوا منها والتجأوا إلى مخيمات الشتات في دول الجوار "الأردن ومصر وسوريا ولبنان" وغيرها، ومن أجل السلام وافقت القيادة الفلسطينية على اقامة دولة فلسطين على 22% من أرض فلسطين التاريخية ولإسرائيل 78%، هذا بالإضافة إلى توقيع إتفاقية اوسلو للسلام في عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة اسرائيل، والتي وقعها ياسر عرفات واسحاق رابين إلا أن أعداء السلام في اسرائيل قرروا قتل صانعي السلام فتم تنفيذ بقتل اسحاق رابين من قبل شاب يدعى ايغال امير مدعوماً من المتطرفين اليهود اعداء السلام ومن ثم قتلوا ياسر عرفات بالسم ، وكذلك رفضت اسرائيل مبادرة السلام العربية التي أقرت عام 2002 في بيروت وتنكرت للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان وتنكرت لإتفاقيات جنيف الأربعة واستمرت في تعذيب الشعب الفلسطيني حتى يومنا هذا.
وتابع: كما تعلمون أنه يوجد لدينا حوالي ألف قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي منذ العام 1947 وحتى الآن متعلقة بالقضية الفلسطينية، إلا أن اسرائيل رفضت تنفيذها ، وكما ترون على شاشات التلفاز أن إسرائيل تقوم بعلميات ابادة جماعية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
ودعا السفير أبو زيد، دول العالم المؤمنة بالقانون الدولي والإنساني إلى وقف المجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، وأضاف أنه يجب أن تتوقف المجازر المستمرة - المتعمدة والممنهجة والوحشية - التي ترتكبها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ضد المدنيين الفلسطينيين الخاضعين لاحتلالها الاستعماري غير القانوني والقائم على الفصل العنصري.
وأكد على أن المجتمع الدولي ملزم بموجب القانون الدولي بوقفها، ومن واجبنا الإنساني الجماعي أن نوقفها، مشددًا على أنه في هذه الظروف فإن "فشل مجلس الأمن المستمر أمر لا يغتفر".
وتسائل السفير أبو زيد قائلا: أليست مسؤولية المجتمع الدولي ومجلس الأمن حفظ الأمن والسلم الدوليين، وصون مقاصد وأهداف الميثاق التي تعهدت لشعوبنا بإنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب، واتخاذ التدابير المشتركة الفعّالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم وإزالتها وفقًا لمبادئ العدل والقانون الدولي، أم يتعذر على المجتمع الدولي ومجلس الأمن الاضطلاع بمسؤولياته وتنفيذ ولايته وقراراته دون انتقائية أو إزدواجية في المعايير عندما يتعلق الأمر بفلسطين؟
وأضاف: أليس دوره التصدي للعدوان الذي يستهدف الرضع والأطفال والنساء، ووقفه فورًا، وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين من جرائم الاحتلال المستمرة، وعلاج جذر المشكلة، وأسباب عدم الاستقرار وغياب الأمن والسلم والتي تتمثل بالرغبة الجامحة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي باستعمار أرض فلسطين وتشريد شعبها؟
وأكد على أن الأمن والسلم يمران من بوابة تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف، وليس بالقفز عنها وتجاهل معاناته وإنسانيته.
وقال السفير أبو زيد: لقد جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: إن تجاهل حقوق الإنسان يفضي إلى أعمال همجية تؤذي الضمير الإنساني، وهنا أتوجه بالسؤال للمجتمع الدولي: ألا يؤذي ضميركم الإنساني جرائم الاحتلال الإسرائيلي على مدار عقود من احتلاله الاستعماري، أو ما يتعرض له الشعب الفلسطيني اليوم من إرهاب وقتل ودمار وتجويع؟ ألا يؤرقكم قتل الطفولة في فلسطين بالقصف الهمجي الذي يقتل الأبرياء ويستهدف المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والصحفيين والعاملين في القطاع الصحي وموظفي الأمم المتحدة؟ ألا يؤذي ضميركم الإنساني تجريد شعبنا من إنسانيته وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي تدعو للتطهير العرقي والإبادة الجماعية وتصف الشعب الفلسطيني تارة "بأطفال الظلام" وتارة "بالحيوانات البشرية" لإباحة قتلهم؟ ألا يؤذي الضمير الإنساني الحصار المستمر على شعبنا في غزة وعلى مدار 16 عاما وتجويع الشعب ومنع دخول المياه والغذاء والدواء والوقود وغيرها من المواد الأساسية؟ ألا يؤذي الضمير الإنساني استهداف المدنيين في الضفة الغربية بما فيها القدس واستهداف الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية؟ وكم من الضحايا الفلسطينيين والأطفال يجب أن يسقطوا حتى يستدعي الأمر من مجلسكم الموقر الدعوة لوقف هذا الجنون منفلت العقال؟.
وأضاف أن: الحرب المدمرة ضد المدنيين من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة هي امتداد للعدوان الذي يشنه هذا الاحتلال على شعبنا لاستدامة استعماره واحتلاله لأرضنا، مؤكدا أن السلام والأمن لا يمكن أن يتحققا بإراقة دماء الأطفال ولا "بمحو غزة" أو "تحويلها إلى جهنم" أو "تقليص مساحتها" كما أُعلن مرارا وتكرارا ممن يقومون بهذا الدمار والقتل، ولا بتسليح آلاف المستعمرين الإرهابيين لمواصلة إرهابهم واعتداءاتهم على أبناء شعبنا في القدس وسائر الضفة الغربية.
وأشار السفير أبو زيد إلى أن "أطفال فلسطين في غزة يكتبون أسماءهم على أياديهم كي لا يغدوا جثثا مجهولة الهوية، ويدفنوا في مقابر جماعية"، لافتا إلى أن "إسرائيل أبادت عشرات العائلات من سجل السكان في عمل انتقامي ضد الأطفال والنساء والمدنيين، وهذا ما اتفق العالم على منع حدوثه، وسعت مقاصد الميثاق إلى حظره وقمعه وجاء القانون الدولي لمنعه.
وتابع: إسرائيل تنتقم من النساء والأطفال، إسرائيل تنتقم من الشعب الفلسطيني ككل، تنتقم من الضحية التي ما زالت ترفض هذا الاحتلال ومشروعه الاستعماري، الضحية التي ما زالت تطالب بحقوقها في الحرية والاستقلال والعودة، الشعب الصامد في وجه الجرائم والعدوان المستمر والهمجي المدعم بخطاب الكراهية والانتقام والإبادة الجماعية والذي تقوده حكومة الاحتلال، التي تريد استكمال جريمة النكبة.
وقال أبو زيد إن :العالم وقف شاهدا على ما تقوم به إسرائيل من كل أنواع القتل والدمار، والاعتقال والتهجير ضد الشعب الفلسطيني، وتعايش مع جرائمها وإفلاتها من العقاب، بدلا من البحث عن حل جذري للاحتلال ووجوده على أرض دولة فلسطين"، مؤكدا أن "إنهاء الاحتلال وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني هو الطريق الأوحد للحفاظ على الاستقرار والأمن والسلم الإقليميين والدوليين" ، وشدد على أن "التصعيد الخطير في المنطقة سببه الرئيسي غياب الحقوق وتجاهلها"، مؤكدًا أن "الحد الأدنى الملح المتوقع من المجتمع الدولي هو الدعوة للوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي وإطلاق النار على شعبنا في قطاع غزة، والعمل العاجل على تأمين دخول المساعدات والمعونات الإنسانية في كل أنحاء قطاع غزة، ومنع التهجير القسري، وتوفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني، وتحقيق العدالة من خلال المساءلة والمحاسبة.
ودعا إلى اتخاذ ما يلزم من خطوات عملية لمعالجة جذر المشكلة، وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لأرض دولة فلسطين وعاصمتها القدس استنادا لقرارات مجلس الأمن ومرجعيات عملية السلام والقانون الدولي، وإحقاق الحقوق غير القابلة للتصرف وعلى رأسها الحق في تقرير المصير، والاستقلال الوطني، والعودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا منها تنفيذا للقرار 194.
وختم السفير الفلسطيني أبو زيد قائلا إن: الحرب والسلم يبدآن من فلسطين. ألا يكفي منطقتنا حروبًا؟ غزة اليوم عاصمة العالم. ترحل كل الأنظار نحوها. على المجتمع الدولي ألا يسقط في إختبارها. فيها شعب أبي، جبار تحمّل ما لا يتحمله بشر. كفى عذاب وقتل وظلم. لتحيا غزة وتحيا فلسطين وتحيا الحرية لكي يحيا السلا".
يشار الى انه عرض في بداية المحاضرة فيلم وثائقي يشرح الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وكافة المحافظات الفلسطينية في أراضي الضفة الغربية ومدينة القدس منذ بداية العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في 7 أكتوبر 2024.