بأقلامهم >بأقلامهم
لستُ طِينَ القَبرِ.. ولا أُرِيدُهُ..!



جنوبيات
لَستُ طينَ القبرِ..
ولا أُريدُهُ..!
ولا أَحِنُّ إلى الكفنِ..
أَنا سليلُ الحلمِ في صدرِ الحياةِ..
وفي ضميرِ الأرضِ ...
مُندَفِعٌ كطوفانِ اليقينْ...!
***
أَنا ابنُ زيتونِ الجليلْ،
وجذعيَ استوى في الأرضِ منذُ الفجرِ..
لا أَنهارُ في ريحِ الخيانةِ،
ولا أُهادِنُ في زمانِ التافهينْ ...!
***
ما هِمتُ يومًا في دروبِ القَتلةِ،
ولا صفَّقتُ لمهرجانِ المَوتِ ...
في حضرةِ الطُغاةْ...
أنا الذي أُفجِّرُ في الظلامِ قصيدةً،
وأُضيءُ في دَمعِ اليتامى ...
سِربَ نجماتٍ تُقاومُ بالمُنى ...!
***
لم أَكن يوماً رصيفاً للوداعْ،
ولا نَعشًا يُهيّئُهُ الغزاةُ ...
على مَسرحِ المَذابِحِ والسُكونْ..
بل كُنتُ أغرسُ في جبينِ الشمسِ ...
قُبلةَ فجرٍ لم يَجِئْ...
وأَشدُّ بالياسمينِ ...
صوتَ مَدىً يُغنِّي للنجاةْ ...!
***
أنا على يقينٍ…
بأنَّ هذا الليلَ،
وإن طالَ عَناقُهُ للمدى،
فلا بدَّ أن يَنكَسِرْ...
وتنبتَ في صدورِ القَهرِ أغصانُ الحياةْ...
وتَنهَضَ من رُكامِ النَّارِ ...
حُريَّةٌ لا تَهابُ الظُلمةَ،
ولا سُوطَ الغُزاةِ،
ولا وَجعَ التشرذمِ ...
في عيونِ المُنهَكينْ ...!
***
فكفوا عن تَمجيدِ المَوتِ ...
يا فُقهاءَ الجِراحْ،
ودَعوا الحياةَ ...
تُنبتُ أغنيةَ الفداءِ ...
على خُدودِ العائدينْ…
فنحنُ لا نُريدُ ...
أن نكونَ طينًا ...
في ثرى القبورْ،
بل نُريدُ ...
أن نَكونَ نَشيدَ الحُريةِ ..
في رئةِ هذا الوطنْ...
ونكونَ النَّصرَ القادمْ ...
فلا مُستحيل معَ اليقينْ...!
د. عبدالرحيم جاموس
26/7/2025 م