بأقلامهم >بأقلامهم
"من لم يقل خيرا فليصمت"!
جنوبيات
أيّها الأعزّاء الكِرام:
إنّها "لغة الصّمت"!
الصّمت وما أدراك ما الصّمت!
لقد جاء في مجلّة الأحكام العدليّة قاعدتان بيّنتان في مسألة الصّمت أو السّكوت.
الأولى تقول: "لا ينسب لساكت قول". والثانية توضح أنّ: "السّكوت في معرض الحاجة بيان".
ولسنا هنا في صدد شرح تلك القاعدتين المعمول بهما في الأمور الشّرعيّة والحقوقيّة، إنّما للدّلالة على ما للصّمت من أوجه وعناوين، أحيانًا مفيدة، وأحيانًا أخرى ضارّة، لا بل تكون كارثيّة.
فالسّكوت عن الإهانة قد يُبعد إشكالات وتداعيات كثيرة. في حين السّكوت عن الحقّ قد يدمّر بلدًا بأكمله.
"فالسّاكت عن حقّ شيطان أخرس، وقد يؤدّي سكوته إلى ما لا يحمد عقباه".
قد يكونُ وراء الصّمت غيرة، وقد يكون وراءه حيرة.
قد يكونُ وراء الصّمت أنين، وقد يكون وراءه حنين.
قد يكونُ وراء الصّمت ندم، وقد يكون وراءه ألم.
قد يكون وراء الصّمت حكمة، وقد يكون وراءه نقمة.
قد يكون وراء الصّمت مسرّة، وقد يكون وراءه مضرّة.
قد يكون وراء الصّمت عبرة، وقد يكون وراءه سترة.
قد يكون وراء الصّمت تغريدة، وقد يكون وراءه مكيدة.
قد يكون وراء الصّمت حكاية بداية، وقد يكون وراءه حكاية نهاية.
للصّمتِ حكاياتٌ لا تُروى ولا يشعر بها إلّا مَن يدركُ لغة الصمت.
لذا، من لم يقل خيرًا فليصمت، ومن ليس لديه الخبرة فلينصت إلى أهلها. ومن رأى منكرًا فليغيّره. ومن اعتمد على السّكوت فليبرّره. ومن اعتاد لسانه على البذاءة فليطهّره.
فقد قال الشّاعر:
"إحفظ لسانك أيّها الإنسان
لا يلدغنّك إنّه ثعبان".