في أواسط تسعينيّات القرن الماضي كتبت قصيدة هذا مطلعها: 

"في صيحة الحقّ ما ينبيك عن أربي... يا حافظ الحقّ أنقذ أمّة العرب".

وكنت أستشعر يومها ما يحاك للعرب من مكائد، وحكّام العرب في غفلة من أمرهم. 
واليوم بعد مضيّ سنوات طوال من عمر الأزمات بأنواعها المختلفة، تذكّرت قصّة "جحا مع الحمار". 

فذات يوم من قديم الزّمان استأجر جحا حمارًا كي يذهب به في نزهة في يوم جميل. وقد كان هذا الحمار عنيدًا، إذ ما إن امتطاه جحا حتّى انطلق مسرعًا لا يلتفت يمنة ولا يسرة، ولا هو توقّف لينزل جحا عنه، ولا انقاد ليصل به إلى المكان الذي يريده. 
وما انفكّ الحمار يجري تارة شرقًا، وتارة أخرى غربًا، وجحا متمسّك به خشية أن يقع أرضًا. 
وقد بلغ به الإنهاك حدّ الهلاك، وكلّما التقاه أحد معارفه سأله:
 إلى أين يا جحا؟ 
فيردّ جحا: إلى حيث يريد الحمار!

وهذا حال أمّتنا في زمن التّرحال. فإلى أين سيصل بنا جهابذة السّياسة في زمن الخساسة ؟!

والخوف كلّ الخوف أن يصلوا بنا إلى حيث ألقت رحلها أمّ قشعم!

فيا ربّ ارحم وانت الأكرم .
آمين يا رب العالمين...