بأقلامهم >بأقلامهم
"هُويّة الصّداقة"!
جنوبيات
للعلاقة الخالصة لوجه الله حكاية جميلة، حروفها الرّوح الطّيّبة، وكلماتها عطر الأخلاق، وعباراتها صدق المشاعر، ومفرداتها الحضور الدّائم في سويداء القلب.
فالصّديق الوفيّ هو رونق الحياة ونبض الرّوح.
والتّواصل معه كالورد يفوح منه عطر المحبّة، وأريج الإخلاص، وشذا الوفاء.
يقول العارفون:
"من كثرت أذكاره كثرت أنواره، ومن كثرت أنواره صفت أسراره، ومن صفت أسراره كان في حضرة الله قراره".
قيل:
"إذا أحسنتَ لمن أحسن إليك فأنتَ البرّ الوفيّ، وإذا أحسنت لمن لم يُحسن إليك فأنتَ الكريم الخفيّ، وإذا أحسنتَ لمن أساء إليك فأنتَ المؤمن الصّفيّ".
التلذّذ بالعطاء وقضاء حوائج الناس لا يعرفهما سوى أصحاب الأخلاق الفاضلة.
فكلّ مَن يُسمّى أصدقاء وزملاء هم في الواقع مجرّد معارف، وحين تأتي الشّدائد والمحن تتبيّنُ لك حقيقتهم، عندها تُمنحُ "هُويّة الصداقة" الصّحيحة على أسس سليمة.
لذا، اختر من الاصدقاء أوفاهم، ومن الأحباب أغلاهم، ومن العقلاء أذكاهم، ومن الصّالحين أكثرهم ذكرًا وحبًّا لله.
وكما ابتدأنا باستهلال كلامنا، نختم لنقول:
"من كثرت أذكاره، كثرت أنواره". {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، فتحصل على ما هو مطلوب، وتعيش حياتك مرضيًّا، منصورًا، غير مغلوب.