بأقلامهم >بأقلامهم
"الابتسامة والسّكينة"!
"الابتسامة والسّكينة"! ‎الأربعاء 5 06 2024 23:14 القاضي م جمال الحلو
"الابتسامة والسّكينة"!

جنوبيات

الابتسامة نظامُ إضاءةٍ للوجه، وتبريدٌ للعقل، وتدفئةٌ للقلب، ورسالةُ حبٍّ للآخرين من دون عناء، وعند الله هي صدقة.  

ولا تعني الابتسامة أنَّكَ مغمورٌ بالسّعادة فحسب، ولكن تعني أيضًا أنّك راضٍ بقدَر الله وقضائه.
أمّا السّكينة فهي أن تؤمن بأنّ تدابير الله كلّها خير وإن كان ظاهرها يوحي بعكس ذلك.
فمن السّكينة تتولّد الطمأنينة، ومن الطمأنينة يتولّد الرّضا، ومن الرّضا تتولّد القناعة، ومن القناعة تصبح الأمور جميعها مدعاة للتفكير بعظمة مدبّر الأكوان، الحنّان والمنّان، القادر على كلّ شيء، والمقدّر لكلّ شيء، والمسهّل والميسّر، والفعّال لما يريد.

أسأل الله لنا ولكم الرّضا والقبول، وابتسامة دائمة لا تزول.
أضاء الله قلوبكم بالتّقوى والإيمان، وجعل في ابتسامتكم البشرى بتوفيق الرّحمن، ووسّع رزقكم من حلال رزقه، وملأ نفوسكم بالسّكينة، وزادكم قناعة واطمئنانًا، ومنّ عليكم بمحبّته والرّضوان، ووهبكم من عظيم عطاياه الخير والأمان، وجعلكم في الآخرة من أهل الجنان.
 
اللهمّ يا جامع النّاس ليوم لا ريب فيه اجمع بيننا وبين سعادتنا فيما يرضيك، وارزقنا السّكينة والطمأنينة في نفوسنا، ولا تجعل الدّنيا أكبر همّنا.
اللهمّ إنّ في تدبيرك ما يغني عن الحيل، وفي كرمك ما هو فوق الأمل، وفي حلمك ما يسدّ الخلل، وفي عفوك ما يمحو الزلل.
 
اللهمّ فبقوّة تدبيرك، وعظيم عفوك، وسعة حلمك، وفيض كرمك، نسألك أن تدبّرنا بأحسن التّدابير، وتلطف بنا وتنجينا ممّا يخيفنا ويهمّنا.

اللهمّ لا نُضام وأنت حسبنا، ولا نفتقر وأنت ربّنا، فأصلح لنا شأننا كلّه، ولا تكلنا لأنفسنا طرفة عين ولا أقلّ من ذلك، فإنّه لا حول ولا قوّة إلّا بك.
ونختم بقول أحد الصّالحين:
"حين يحجب الله عنك ما تشاء فاعلم بأنّه ادّخر لك ما يشاء".

المصدر : جنوبيات