رحم الله والدتي الأميرة الأيّوبيّة فقد كانت تردّد هذه العبارة:
"من أدام الحمد تتابعت عليه الخيرات".

ما أجمله من شعور بالمودّة والمحبّة ينبعث من الذّات، وبتحريض من الذّات عينها.
فما أروع أن تحبّ أشخاصًا تأمرك الرّوح بأن تسأل عنهم، ويجبرك القلب أن تدعو لهم، وتلحّ عليك النّفس أن تراسلهم. وبذاك تكون معرفتهم نعمةً، ومراسلتهم مودّةً، والسّؤال عنهم حقًّا، والدّعاء لهم واجبًا.
 
فيا ربّ كن مع هذه القلوب الطيّبة، وافتح لها أبوابك، ويسّر لها للخير أسبابك، واصرف عنها السّوء، وكن لأصحابها حبيبًا وناصرًا وقريبًا، ولدعائهم مجيبًا، واجعلهم في الدّنيا من السّعداء بمرضاتك، وفي الآخرة من الفائزين بجنّاتك.
 
فالحمدُ لله على نعمه، ومَنْ أدامَ الحمدَ تتابعت عليه الخيراتُ، ومَنْ أدامَ الاستغفارَ فُتِحَت له مغاليقُ الممرّات.

اللهمّ املأ قلوبنا لك حمدًا، واكتب لنا في قلوب العباد ودًّا، وأمدّنا من فضلك في الرّزق مدًّا، ولا تسلّط علينا من أهل السّوء أحدًا، واجعل كلّ أيّامنا مباركة تدوم نفحاتها أبدًا، واجعلنا ممّن يُحشرون إلى الرّحمن وفدًا.
اللهمّ اجعل يومنا هذا يشرق تفاؤلًا ورضا.
اللهمّ ارزقنا قلوبًا تتجلّى بخشيتك، ونعمًا تدوم بفضلك، وأرواحًا تهوى طاعتك، ولسانًا لا يملّ من ذكرك.
اللهمّ إنّا نسألك في كلّ يوم يأتي أن تزيدنا معه إيمانًا ورزقًا وسعادةً وتوفيقًا.
اللهمّ افتح لنا أبواب فضلك وكرمك وأدركنا برحمتك العظمى يا أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
آمين يا ربّ العالمين.