بأقلامهم >بأقلامهم
"زهور النّعيم"!
جنوبيات
ماذا لو حاولْنا أن نسرقَ ضحكةً من ضحكاتِ الزّمانِ؟
ماذا لو حاولْنا أن نرسمَ البسمةَ على شفاهِ الأحزانِ؟
ماذا لو تذكّرْنا همسةَ قلبٍ تشعُّ بالأمانِ؟
ماذا لو عقدْنا اجتماعًا سريًّا مع الذّاتِ لتدارسِ الإمكانِ؟
ماذا لو بحثْنا عن كلمةٍ تاهَت في عالمِ الألوانِ؟
ماذا لو فتّشْنا في جوهرِ الرّوحِ عن فحوى الحنانِ؟
وماذا لو لم يكنْ بالإمكانِ أفضل ممّا كان، وتكوّرَت النّفوسُ جميعُها في برزخِ الإيقانِ؟
إنّه الكوكبُ الدرُّ جالَ في كلِّ مكانِ، سابرًا عمقَ الإيمانِ، والعمرُ قد مضى أيّها الإنسان، فلا تبحث بعد اليومِ عن حلمٍ هوى في وادي النسيانِ.
الحياةُ ليست طويلةً حتّى نجرّبَ كلَّ شيءٍ، وليست قصيرةً حتّى نتذكّرَ كلَّ شيءٍ، ولكنّها جميلةٌ إذا عرفْنا أنّها لا تساوي أيّ شيءٍ.
خاطبوا القلوبَ برفقٍ؛ فلطفُ العبارةِ كوهجِ المنارةِ تنيرُ الظلمةَ وتبعثُ الدفءَ والطمأنينةَ.
فما أطيبَ الدُّنيا إذا تَصَافتِ القُلوبُ، وتَنَاسَت العيوبَ، وتَجمَّلَت بحسنِ الأسلوبِ.
إن لم تستطع أن تبتسم لسعادةٍ عانقت قلبك، وفرحٍ زار يومك، فابتسم ليقين في فضل الله يسكن قلبك، ويستوطن عقلك، ويُغلّف أركان فكرك.
اليقين بالله يُنبت في صحراء الحزن "زهور النّعيم" فتمسَّك به وابتسم. فالخير قادم لا محالة، والله ذو فضل عظيم.
هنيئًا لقلوبٍ تصبحُ وتمسي لا تحملُ إلّا الخيرَ والمحبّةَ، وتعطي الضوءَ في عتمةِ اللّيلِ لتنيرَ دربَ التّيسيرِ، وتذلّلَ كلّ عسيرٍ، وتصفو معها علاقاتُ التّعاونِ في كنهِ المسيرِ.
يقول أحد الصّالحين:
"تحتاجُ النّعمةُ إلى شكرٍ، ويحتاجُ البلاءُ إلى صبرٍ، ويحتاجُ الذّنبُ إلى استغفار. فمَن شكرَ وصبرَ واستغفرَ فقـد نالَ السّعادة".