عقد وزير الصحة العامة، الدكتور فراس الأبيض، مؤتمراً صحفياً  في وزارة الصحة العامة، تناول فيه حصيلة مئات الغارات التي شنها العدو الإسرائيلي مستهدفاً العديد من المناطق اللبنانية. وأسفرت هذه الغارات عن عدد كبير من الشهداء، من بينهم أطفال ونساء. كما شملت الاعتداءات عدداً كبيراً من سيارات الإسعاف والإطفاء، والمراكز الطبية، إضافة إلى استهداف سيارات نازحين كانوا ينتقلون إلى مناطق أكثر أماناً. واللافت أن العدد غير المسبوق للإصابات أدى إلى ارتفاع عدد الجرحى في أقل من أسبوع إلى حوالى خمسة آلاف، وهو ما يُقارب نصف عدد الجرحى الإجمالي الذين أصيبوا في حرب تموز.

وأوضح الوزير الأبيض أن الحصيلة الحالية، غير النهائية والمتوفرة في مركز طوارئ وزارة الصحة العامة، جاءت على النحو التالي:

• عدد الشهداء: 274 شهيداً، من بينهم 21 طفلاً و39 امرأة، مع توقعات بارتفاع العدد نظراً لوجود شهداء مجهولي الهوية.
• عدد الجرحى: 1024 جريحاً، استقبلتهم 27 مستشفى.
• فرق الإسعاف: سقط شهيدان وأصيب 16 مسعفاً، وتم استهداف سيارتين للإسعاف وسيارة إطفاء ومركز طبي.

توجيهات الوزارة أعلن الوزير الأبيض أن وزارة الصحة العامة أصدرت فور توسع الاعتداءات توجيهات للمستشفيات في محافظات الجنوب والنبطية والبقاع وبعلبك الهرمل بالتوقف عن استقبال الحالات الباردة والتركيز على استقبال الجرحى. كما أصدرت توجيهات لمستشفيات بيروت وجبل لبنان بالاستعداد لاستقبال الجرحى الذين سيتم إخلاؤهم من الجنوب، رغم صعوبة عمليات الإخلاء نتيجة الاكتظاظ الكبير على الطرقات.

وأضاف الوزير أن الوزارة تعمل على زيادة القدرة الاستيعابية للمستشفيات في الجنوب والبقاع والنبطية تحسباً للمزيد من الاعتداءات.

النازحون أشار الوزير الأبيض إلى أن اعتداءات اليوم أدت إلى نزوح آلاف العائلات من مناطق الاستهداف. ونتيجة لذلك، قامت وزارة الصحة بتفعيل خطة الطوارئ المعدة سابقاً، وأنشأت مركز عمليات طوارئ للنازحين بالتوازي مع مركز طوارئ وزارة الصحة. وأوضح أن مهمة مركز عمليات طوارئ النازحين تتمثل في التواصل مع مراكز الرعاية الأولية التي ستؤمن الخدمات الطبية للنازحين، على أن تصدر الوزارة لائحة بهذه المراكز المحيطة بمراكز الإيواء المحددة من قبل اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث.

وشدد الدكتور الأبيض على أن الاهتمام الرئيسي سيكون منصباً على النازحين المصابين بأمراض سرطانية ومزمنة، والحوامل، والذين يحتاجون إلى غسيل الكلى، لضمان استكمال علاجهم في المناطق الآمنة. كما أشار إلى أن الوزارة ستقوم بإرسال فرق صحية متنقلة إلى مراكز الإيواء لتأمين الاحتياجات الصحية.

وذكر الوزير بالخط الساخن 1787 المخصص للرد على استفسارات النازحين والذي يعمل يومياً من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساءً.

الجهوزية أكد الوزير الأبيض ضرورة الحفاظ على الجهوزية الصحية في حال استمرار العدوان. وأشار إلى أن وزارة الصحة تواصلت مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة التي أبدت استعدادها للتعاون ودعم لبنان في هذه المحنة.

وأضاف الوزير أن الأرقام المسجلة حالياً غير مسبوقة، حيث بلغ عدد الجرحى في حرب تموز حوالي 10 آلاف، بينما قارب عدد الجرحى في أقل من أسبوع خلال الأيام الأخيرة 5 آلاف، مما يعكس وحشية وعدوانية العدو الإسرائيلي.