حوارات هيثم زعيتر >حوارات هيثم زعيتر
حسن الدر لـ"تلفزيون فلسطين": الدعم للاحتلال وعدوانه يتوقف بثبات المُقاومة والصمود الفلسطيني واللبناني
نتنياهو يُحاول تصوير الحرب على أنها دينية لتمرير يهودية الدولة
الأربعاء 16 10 2024 14:32جنوبيات
أكد الكاتب والمُحلل السياسي حسن الدر على أن "الدعم للاحتلال وعدوانه لن يتوقف إلا بثبات المُقاومة وصمود الشعبين الفلسطيني واللبناني، حيث يُؤكد الاحتلال أنه فوق القانون باستهداف الجيش اللبناني وقوات "اليونيفل" لتغيير القرار الدولي 1701، لكن توازن القوى، هي التي تصنع المُعادلات والتسويات في المنطقة، وفي ظل سعي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لمُحاولات تصوير الحرب على أنها دينية، لشد العصب اليهودي، وتمرير يهودية الدولة".
وقال الدر في حلقة برنامج "من بيروت"، ضمن التغطية المُتواصلة للعدوان الإسرائيلي على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان "العدوان الإسرائيلي يتواصل من فلسطين إلى لبنان": "نحن أمام ملحمة لا تتعلق بفلسطين ولبنان فقط، لأن التصدي للعدوان الإسرائيلي، هو من باب التمسك بالقيم والفطرة الإنسانية، ضد هذا الاحتلال الإسرائيلي، المدعوم بشكل مُباشر من الولايات المُتحدة الأميركية والغرب، والصمت العربي والإسلامي من الدول، سواءً أكان ذلك برضى أو عدم رضى هذه الشعوب، ولن يتوقف هذا الدعم للاحتلال إلا بثبات المُقاومة، وصمود للشعبين الفلسطيني واللبناني".
ورأى أن "هذا المشروع الغربي يهدف إلى إعادة إنتاج "إسرائيل جديدة" بعد "طوفان الأقصى"، والتأكيد على الدور الوظيفي، الذي أداه الكيان مُنذ إنشائه وحتى الآن، والتغيرات التي حدثت في المنطقة، وعلى وجه الخصوص محور المُقاومة، الذي كان يُشكل تحدياً للكيان الإسرائيلي، لأن الهدف هو إعادة تشكيل "إسرائيل جديدة" يكون لها اليد العُليا، كما كانت سابقاً"، مُشيراً إلى أن "الاحتلال يُواصل ارتكاب المجازر مُنذ إنشائه بالعقلية المريضة ذاتها، المُتشبعة بالعقد التاريخية، حيث نرى المحارق الإسرائيلية والمجازر، التي يرتكبها الاحتلال أمام أعين العالم أجمع، فهو يُريد أن يقول أنه إذا لم يستطع القضاء على المُقاومة، سيقوم بالانتقام من بيئتها، باستهداف الأطفال والنساء، وبالمفهوم الإسرائيلي، فإن الانتصار يعني ضم أراضٍ جديدة، أي احتلالها، والكيان الإسرائيلي يُريد احتلال شمال قطاع غزة وإعادة الاستيطان للقطاع، وذلك في ظل الدعم الأميركي والغربي، وإعطائه الحق بالقتل، لأن الاحتلال لا يُريد السلام، واللافت أنه طلب من قوات الطوارئ الدولية مُغادرة لبنان، واستخدم ضدها الأسلحة المُحرمة دولياً".
وشدد الدر على أن "الإسرائيلي يعتمد قضم الساحات، لذلك تنبهت المُقاومة في كل الساحات، وبدأت بجبهة الإسناد، ولو أن المُقاومة بادرت بعد اغتيال الشهيد فؤاد شكر، للرد بحزمٍ، لكان الوضع أفضل، لكنها أخطأت في التعامل مع هذا العدو، ولو أدارت الجبهات إدارة صحيحة لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم، لأن عملية اغتيال الشهيدين إسماعيل هنية وفؤاد شكر، كانا بمثابة إعلان حرب على لبنان، لكن المُقاومة راهنت على تقطيع الوقت حتى إتمام الانتخابات الرئاسية الأميركية، من دون تصعيد الوضع، لكن نتنياهو كان لديه الضوء الأخضر، وتردد المُقاومة ساعده على الذهاب بعيداً في التصعيد، وما كانت المُقاومة تخشاه في الإقدام، خسرته في الإحجام، وخسرنا أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، فضلاً عن استهداف المدنيين بشكل كبير، وتدمير الضاحية الجنوبية لبيروت".
وأشار إلى أن "نتنياهو يتحدث مع الولايات المُتحدة الأميركية بمنطق القوة، بعدما نجح في توجيه الضربات القاسية إلى "حزب الله"، لكنه لم يتعلم من الشعبين الفلسطيني واللبناني، أنه باستهداف الرموز الفلسطينية واللبنانية لم يُنهِ المُقاومة على مر السنوات"، مُلمحاً إلى أنه "مما لا شك أن هناك خرق بشري للمُقاومة في لبنان، لكن هناك تطور تكنولوجي أيضاً، يستخدمه الاحتلال لاستهداف القادة، حيث استغل هذه الفجوة التكنولوجية، لأننا مُستهلكون لها والاحتلال يصنعها، وقام بالتتبع والرصد التكنولوجي لسنوات عدة، وتعمد أن يُعرف "حزب الله" أن الأجهزة السلكية مُخترقة مُنذ الشهر الثاني للحرب، للذهاب إلى أجهزة أخرى مثل الخليوي، الذي هو أيضاً مُخترق، ومن ثم الذهاب إلى "البيجر"، وعند اغتيال الشهيد فؤاد شكر أرسل الإسرائيلي رسالة إلى الحزب، يُؤكد فيها على أنه يستطيع استهداف قيادات الحزب، مُطالباً بوقف جبهة الإسناد، لكن المُقاومة رفضت ذلك".
وأوضح الدر أن "الاحتلال كان في كل مرة يُرسل الرسالة ذاتها، المُطالبة بوقف جبهة الإسناد، لأنه يعلم حجم الخسائر البشرية في حال الدخول البري، لكن السيد حسن نصر الله، أكد أنه لن يعود سكان المُستوطنات في شمال فلسطين المُحتلة، ولن يتم إيقاف جبهة الإسناد، وعلى الرغم من كل المجازر، فإن المُقاومة في لبنان تُواصل عملياتها ضد الكيان الإسرائيلي، ونتنياهو لا يهدف فقط إلى إعادة المُستوطنين لشمال فلسطين المُحتلة، لأن هذا الأمر هو للاستهلاك المحلي داخل المُجتمع الإسرائيلي، لكنه غير عنوان الحرب إلى "حرب القيامة"، وأعلن أن هدفه تغيير الشرق الأوسط الجديد، كما أوصل رسالة إلى إيران أنه يُريد تغيير النظام فيها، وهدفه الحقيقي القضاء على فكرة المُقاومة".
وأكد على أن "الاحتلال استهدف جميع المناطق اللبنانية، ولم يترك منطقة إلا ووضع بصمته الإجرامية فيها، وذلك لتحقيق أهداف عدة، منها: الضغط على اللبنانيين بتهجيرها من مناطقهم، ومن ثم الضغط على النازحين في المناطق التي نزحوا إليها، وإيجاد فتنة داخل مناطق النزوح، للقول: إن النازحين يُشكلون خطراً على الأهالي، وهذه أخطر ورقة يُمكن أن يلعبها الإسرائيلي عندما يعجز في البر، حيث يُحاول إثارة الفتن الداخلية، والإيحاء من خلال ادعاءاته الكاذبة، بأن هناك أسلحة داخل "مطار رفيق الحريري الدولي" في بيروت، استهداف هذا المرفق الحيوي"، مُوضحاً أن "نتنياهو يُريد أن يُصور نفسه على أنه أقوى قادة الاحتلال، وهو أعلن أنه سيبني "إسرائيل الجديدة"، ويقوم بحرب الاستقلال الثانية، كون قيام الكيان الإسرائيلي في العام 1948 جاء بعد الحرب العالمية الأولى، وهو يعلم أن قصف بيروت الكبرى بطريقة تدميرية، سيُعرض "تل أبيب" لقصف مُماثل، وعندما يطمئن أن المُقاومة ضعفت سيُزيد من تدميره للبنان".
ورأى الدر أن "الاحتلال الإسرائيلي، بدأ يتراجع عن أهدافه، بفضل صمود المُقاومة اللبنانية، على الرغم من أن شخصية نتنياهو هي مُغامرة، لكن في الميدان سيتكبد خسائر فادحة، حيث يرتكب مجازره بحق المدنيين، ليقول للعالم أنه فوق القانون، فهو استهدف الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية "اليونيفل"، التي تُمثل الأُمم المُتحدة، وبذلك يقول أنه يُعطي أوامر بالإخلاء القوات الدولية لمواقعها، وأنه لا يعترف بالقرار الدولي 1701، لأن الجيش اللبناني و"اليونيفل" مُنتشرين وفق هذا القرار، لكن الذي يصنع المُعادلات والتسويات هو توازن القوى، على غرار ما حصل بعد عدوان 2006".
وأشار إلى أن "رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أكد أن الموقف الفرنسي جيد تجاه لبنان، لكن الولايات المُتحدة تُريد استخدام السياسة تحت النار، وتهدف إلى انتخاب رئيسٍ للجمهورية، ثم وقف إطلاق النار، لكن الرئيس بري أكد على وقف إطلاق النار أولاً، ثم انتخاب رئيس للجمهورية، وتطبيق القرار 1701"، مُشدداً على أن "الولايات المُتحدة هي شريك مُباشر في هذه الحرب بدعم الكيان الإسرائيلي"، مُوضحاً أنه "في الداخل اللبناني هناك من يتلهى بالقشور، حيث نرى الانقسام حول طاولة الحوار، علماً بأننا في حرب وجودية، تُؤدي إلى تغيير ديمُوغرافي وجغرافي، وفق ما يُعلنه الاحتلال، علماً بأن انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان يتم الوصول إليه بالحوار".
ورأى أن "لبنان تحول من جبهة إسناد إلى جبهة مُواجهة ضخمة، أكبر من جبهة غزة، والأولوية الآن هي لوقف إطلاق النار، ثم يأتي المسار السياسي، والمُؤتمر الدولي الفرنسي المُزعم عقده لدعم لبنان، هو لمُساعدته على مُواجهة هذه الأزمة".
وشدد على أن "قادة الكيان أكدوا أنهم يُريدون دولة يهودية، تضم فلسطين ولبنان وسوريا ومصر والأردن، وجزء من السعودية والعراق، لذلك على الدول العربية التنبه لذلك، وعلى الفلسطينيين أن يكونوا يداً واحدة، لأن الفروقات السياسية تذوب خلال الأزمات، فعلى الفصائل الفلسطينية التوحد".
وختم الدر بالقول: "نتنياهو يُحاول تصوير الحرب على أنها دينية، وهو يهدف إلى شد العصب اليهودي، كي يُمرر يهودية الدولة، وإن انتصر سيزيد التشدد الإسرائيلي الداخلي، وهو ينتظر أن يأتي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ليكون بطلاً في إيقاف الحرب، فيما الإدارة الأميركية الحالية، تُؤكد على دعمها للكيان الإسرائيلي للقول أنها هي التي حققت هذه الإنجازات، للاستفادة من "اللوبي اليهودي" على دمائنا، وللأسف الصوت العربي ليس له تأثير كبير في الانتخابات الرئاسية الأميركية!".