عربيات ودوليات >اخبار عربية
من الاستقلال إلى الثورة... رحلة العلم السوري عبر التاريخ!
الثلاثاء 10 12 2024 18:43جنوبيات
منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011، عاد علم استقلال البلاد الذي كان قد تم رفعه خلال فترة ما بعد الاحتلال الفرنسي، ليحل محل العلم الحالي الذي اعتمده النظام السوري منذ عام 1980. يعكس هذا التحول ارتباط العلم بالتحولات السياسية والاجتماعية في تاريخ البلاد، حيث كان للعلم دلالات سياسية مهمة عبر مختلف الفترات الزمنية.
خضعت سوريا للسيطرة العثمانية منذ عام 1516 وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى، حيث رفعت العلم العربي الثوري عام 1918. وفي عام 1920، اجتاحت فرنسا البلاد بعد معركة "ميلسون" وأعلنت احتلالها، لكن العلم السوري استمر بالتطور حتى فترة الاستقلال.
في عام 1932، تم رفع أول علم للجمهورية السورية في وقت كانت البلاد تحت الانتداب الفرنسي. ويتكون هذا العلم من ثلاثة ألوان رئيسية هي الأخضر، الأبيض، والأسود، حيث كان يمثل كل لون دولة من دول الخلافة الإسلامية: الخضراء للخلافة الراشدة، البيضاء للأموية، والسوداء للعباسية. كما كان يحتوي على ثلاث نجوم حمراء، كانت في البداية تمثل ثلاثة مناطق في سوريا هي حلب، دمشق، ودير الزور.
بعد ضم مناطق سنجق اللاذقية وجبل الدروز إلى سوريا في عام 1936، تغيّر معنى النجوم. النجمة الأولى أصبحت تمثل حلب ودمشق ودير الزور، الثانية تمثل جبل الدروز، والثالثة تمثل سنجق اللاذقية.
في عام 1946، بعد استقلال سوريا عن الاحتلال الفرنسي، اعتمد العلم نفسه. ولكن في عام 1958، خلال الوحدة مع مصر، تم تبني علم جديد يمثل الوحدة العربية ويحتوي على الألوان الأحمر والأبيض والأسود مع نجوم خضراء. بعد انهيار الوحدة في 1961، عاد العلم القديم ليعبر عن العودة إلى الهوية السورية المستقلة.
مع وصول حزب البعث إلى السلطة عام 1963، تم اعتماد علم جديد يتكون من ثلاثة خطوط أفقية بالألوان الأحمر والأبيض والأسود، مع نجمتين خضراوين تمثلان الوحدة العربية. ورغم الطابع الوحدوي للعلم، ظل هو العلم الرسمي لسوريا حتى اندلاع احتجاجات 2011.
مع بداية الاحتجاجات في 2011، ظهر العلم الأخضر مرة أخرى في الشوارع، وهو علم استقلال سوريا الذي استخدمه المتظاهرون في جميع أنحاء البلاد. بعد ذلك، تبنى الائتلاف السوري المعارض، والجيش السوري الحر هذا العلم، واستمر في استخدامه من قبل الحكومة السورية المؤقتة التي شكلتها المعارضة.
وكان النظام السوري قد استمر في رفع العلم الأحمر الذي يحتوي على ثلاثة مستطيلات أفقية بالألوان الأحمر، الأبيض والأسود، مع نجمتين خضراوين في المستطيل الأبيض، دلالة على الرغبة في الوحدة العربية. بينما عاد العلم الأخضر الذي استخدم أثناء الاستقلال ليظهر في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة.
العلم السوري، بكل ألوانه ومعانيه، يظل شاهداً على التحولات الكبرى في تاريخ سوريا، وهو ما يعكس الصراع المستمر على الهوية والسيادة بين مختلف الأطراف الداخلية والإقليمية.