حوارات هيثم زعيتر >حوارات هيثم زعيتر
المونسنيور عبده أبو كسم لـ"تلفزيون فلسطين": فتح سفارة لفلسطين في الفاتيكان رسالة لبقية الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية
المونسنيور عبده أبو كسم لـ"تلفزيون فلسطين": فتح سفارة لفلسطين في الفاتيكان رسالة لبقية الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية ‎الثلاثاء 17 12 2024 14:15
المونسنيور عبده أبو كسم لـ"تلفزيون فلسطين": فتح سفارة لفلسطين في الفاتيكان رسالة لبقية الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية

جنوبيات

أكد رئيس "المركز الكاثوليكي للإعلام" المونسنيور عبده أبو كسم على أن "ما قامت به دولة الفاتيكان من فتح سفارة لدولة فلسطين لديها، هو رسالة لبقية الدول لفتح سفارة لدولة فلسطين والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقد جاء لقاء رئيس دولة فلسطين محمود عباس مع قداسة البابا فرنسيس، ليُؤكد على ضرورة وقف كل أشكال العنف، وتطبيق القرارات الدولية، التي تتعلق بالقضية الفلسطينية"، مُعتبراً أن "ما يقوم به الرئيس عباس من لفتات للكنائس في فلسطين ولبنان، هو تعبير عن احترامه للمسيحيين، وسعي لخلق جو من الأخوة والاندماج، ونأمل أن يُنفذ الرئيس الأميركي المُنتخب دونالد ترامب وعوده للفلسطينيين، ونرى أن الأمور تتجه للتهدئة في المنطقة".
وقال المونسنيور عبده أبو كسم في حوار مع الإعلامي هيثم زعيتر، في حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، ضمن تغطية العدوان الإسرائيلي المُتواصل على قطاع غزّة، حول "لقاء السيد الرئيس محمود عباس بقداسة البابا فرنسيس.. الأبعاد والدلالات": "إن قداسة البابا فرنسيس والكرسي الرسولي في الفاتيكان والكنيسة بشكل عام، هي مع بناءِ ثقافة اللقاء والسلام، من هذا المُنطلق، تأتي زيارة رئيس دولة فلسطين محمود عباس إلى الفاتيكان، ولقاء قداسة البابا، وهو لقاء بين رئيسين، رئيس دولة فلسطين ورئيس دولة الفاتيكان، ليُؤكد قداسته أنه دائماً ضد كل أشكال العنف والحرب والقتل والتدمير، ومع إرساء قواعد السلام في العالم".
وشدد على أن "ما يجري في غزة يُدمي القلوب، باستشهاد الأطفال والنساء والكبار وتدمير القطاع، ولا يُسمح في العصر الحالي أن يكون هناك حروباً بهذه البشاعة، لذلك جاء لقاء قداسة البابا فرنسيس مع الرئيس عباس، ليُؤكد على السير بعملية سلام، وفق حل الدولتين. وقد أكد البيان الصادر عن الاجتماع على ضرورة وقف كل أشكال العنف، وتطبيق القرارات الدولية، التي تتعلق بالقضية الفلسطينية، وتقديم المُساعدات للشعب الفلسطيني وأبناء غزة، والتأكيد على التوصل إلى حل الدولتين، بالحوار وبالأشكال الدبلوماسية، وليس بالأعمال الحربية"، مُشيراً إلى أن "فتح سفارة لدولة فلسطين في دولة الفاتيكان، يعني أن الاعتراف بدولة فلسطين أمر مُؤكد بالنسبة للكنيسة، وهذا يُؤكد على أن التوصل إلى حلٍ بالنسبة لفلسطين، وقيام الدولة أصبح قريباً، حيث يعني فتح السفارة أن هناك تمثيلاً دبلوماسياً، وعلاقات مُتواصلة، وأصبحت الدولة الفلسطينية على مُستوى كل العالم مُعترف بها من الكنيسة الكاثوليكية، كون الحبر الأعظم يُمثل الكثير من الشعوب والدول الكاثوليكية، وذلك يعني أن الوصول إلى حلٍ شامل في فلسطين، ربما أصبح قريباً".
وأوضح أن "الكنيسة تحمل القضية الفلسطينية مُنذ النكبة، في فكرها وضميرها، وعملت البعثة الباباوية في لبنان على تقديم المُساعدة للشعب الفلسطيني، وربما المصالح السياسية لبعض الدول تقف عائقاً في وجه الفكرة التي يطرحها الفاتيكان، لكن البيان الصادر عنه، أكد على أن القدس هي عاصمة لكل الأديان، وكلما اشتدت الأزمات زاد تمسك الكنيسة بالرموز والمُقدسات والتراث المسيحي والإسلامي، ونحن نشعر بالفخر عندما يأتي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لحضور القداس في كنيسة بيت لحم، ليُؤكد على أن فلسطين غنية، وباقية بكل أطيافها، فضلاً عما يقوم به من لفتات تجاه المسيحيين في فلسطين ولبنان"، مُشيراً إلى أنه "يحق لنا كمشرقين، صدرنا الحضارة لكل شعوب العالم، أن نعيش على غرار كل العالم، بحرية وانسجام، بعيداً عن المذهبية والطائفية، ولبنان نموذجٌ لهذا التفاعل بين تعدد الطوائف، ويجب أن نجعل من الشرق، انطلاقاً من فلسطين، نموذجاً يعم كل الدول العربية".
ورأى أننا "لا نستطيع أن نعيش الاحتفالات بالأعياد المجيدة، والشعب يتألم، وفي ظل هذه الأوضاع ندعو المُسلمين والمسحيين، لإحياء العيد بالعيش بمحبة ووحدة، لأن المعنى الحقيقي للميلاد، هو ولادة المحبة، ونشر الخلاص للشعوب، وأن نتمسك بالأرض التي ولد بها السيد المسيح (عليه السلام)، والتشديد على أن الظلم لا يدوم، وضرورة العمل على إعطاء الحق للشعب الفلسطيني بدولته، ونأمل حلول السلام في كل المنطقة العربية".
وأشار إلى أن "الرئيس عباس أكد على أننا لا نستطيع الاحتفال بالأعياد، في ظل هذه الظروف وارتكاب الاحتلال الإسرائيلي مجازر القتل والإبادة الجماعية والعدوان، سوى بالصلاة والدعوة للسلام، وكلما كان هناك انتقاص للحقوق الفلسطينية، فإن السلام مُستحيل، لهذا، يجب الذهاب إلى حوارات كي يعم السلام، وقداسة البابا دائماً يتحدث مع رؤساء الدول، عن السلام في الشرق الأوسط، انطلاقاً من فلسطين، التي انطلقت منها الرسالة المسيحية بولادة السيد المسيح (عليه السلام)، وعندما يُتخذ القرار بوقف الحرب، وإعطاء الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني، فإن الإرساليات المسيحية، المدارس والمُستشفيات والكنائس في فلسطين، سوف تُساعد في إعادة الإعمار من جديد".
وشدد على أن "العالم ينتظر تسلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إدارة البيت الأبيض، وأن يقوم بتنفيذ وعوده للفلسطينيين"، مُنوهاً بـ"مُقررات القمة العربية الإسلامية، التي عقدت في الرياض، ويجب أن تُشارك الدول، وعلى رأسها الولايات المُتحدة الأميركية والدول الغربية، ومن بينها الفاتيكان، في تنفيذ مُقرراتها، والعمل لإعطاء الحقوق للشعب الفلسطيني، والاعتراف بأن هناك شريك هو المسيحي، في تنفيذ هذه القرارات، وعلى رأسه الفاتيكان".
وأوضح أن "الاتجاه الدولي حالياً، يميل إلى تهدئة الأوضاع في لبنان والمنطقة، وهناك رعاية دولية حقيقية لتطبيق القرار 1701، وهذا الأمر لم يكن موجوداً في العام 2006، فجميع اللبنانيين لديهم الآن قناعة لتنفيذ هذا القرار، للعيش بسلام، مع الحفاظ على السيادة اللبنانية، وراعي الاتفاق كان رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي".
وختم المونسنيور أبو كسم بالقول: "إن عقد القمة الروحية الإسلامية المسيحية في بكركي، شكل نقطة تلاقٍ وحوار، أثمر عن الحفاظ على الوحدة الوطنية وعودة النازحين، وهناك ضرورة لانتخاب رئيس للجمهورية، وهو أمرٌ أساسي ننتظره، وقد نضجت الأمور من أجل ذلك، والجميع يستشعر ما يحدث في المنطقة، من هنا فإن الدعوة لانتخاب رئيسٍ للجمهورية أمر هام، والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بارك هذه الدعوة لعقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، واختيار الأنسب من بين المُرشحين، على أمل أن يتحقق ذلك، وأن يعم السلام لبنان والأراضي الفلسطينية والمنطقة".

المصدر : جنوبيات