فلسطينيات >داخل فلسطين
نازحو غزة يستقبلون عام 2025 بخيام غارقة وأطفال يتجمدون
نازحو غزة يستقبلون عام 2025 بخيام غارقة وأطفال يتجمدون ‎الأربعاء 1 01 2025 15:35
نازحو غزة يستقبلون عام 2025 بخيام غارقة وأطفال يتجمدون

جنوبيات

في خيام غارقة بمياه الأمطار ومع أطفال يتجمدون بردا، استقبل النازحون بقطاع غزة العام الجديد بقهر وحزن بعد قرابة 15 شهرا من الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال وما ترتب عليها من كوارث إنسانية.

وعشية رأس السنة الجديدة، لم تكن سماء غزة مضاءة بالألعاب النارية أسوة بمدن العالم، بل بفعل الانفجارات الناجمة عن قصف الاحتلال الذي تزامن مع أجواء ماطرة وشديدة البرودة.

هذه الأجواء فاقمت من معاناة النازحين الذين غرقت خيامهم بمياه الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الأيام الماضية على القطاع.

كما تسببت الأمطار بتلف أمتعة وملابس النازحين القليلة والمهترئة التي عانوا كثيرا بغية الحصول عليها بعد فترة من وصولهم إلى أماكن نزوحهم.

وبالعادة، ينزح المواطنون من أماكن إقامتهم أو سكنهم إلى مناطق أخرى تحت القصف ودون حمل أي أمتعة أو ملابس معهم، ما يضطرهم إلى انتظار الحصول على بعضها من المساعدات.

ويتعذر على النازحين شراء هذه المستلزمات الأساسية بسبب انعدام المال، بعدما فقدوا مصادر رزقهم منذ بدء عدوان الاحتلال.

وبينما كانوا يحاولون إنقاذ بعض أمتعتهم واستصلاحها، قال نازحون للأناضول إن أطفالهم يموتون بسبب الصقيع داخل الخيام الغارقة وبفعل ملابسهم المبللة والتي لا بديل لها.

وفي وقت سابق الأربعاء، قالت مديرية الدفاع المدني إن مياه الأمطار غمرت نحو ألف و542 خيمة تؤوي نازحين بقطاع غزة خلال اليومين الماضيين، وإن الكثير منهم أصيبوا بحالات "ارتعاش من البرد".

وارتفع عدد الوفيات من النازحين داخل الخيام إلى 7 بينهم 6 أطفال بسبب موجات الصقيع، وسط تحذيرات أممية من زيادة عدد وفيات لذات السبب ولنقص المأوى في ظل استمرار التدمير الإسرائيلي للمنازل.

ومساء الثلاثاء، انحسر منخفض جوي ضرب الأراضي الفلسطينية مساء الأحد، وكان مصحوبا بأمطار غزيرة وكتلة هوائية باردة، فيما تبقى الأجواء باردة إلى شديدة البرودة.

أم ثائر المصري، النازحة من مدينة بيت لاهيا بمحافظة الشمال مؤخرا إلى مدينة غزة، تقول إن خيمتها التي تؤويها ونجلها المصاب بجروح خطيرة غرقت بمياه الأمطار.

وأضافت للأناضول، أن معاناتهم داخل خيام النزوح كبيرة، حيث باتوا وكأنهم "يسبحون في بحر"، في إشارة لغرقها بمياه الأمطار.

وأوضحت أن الأطفال يموتون من "الصقيع والبرد القارس" في ظل عدم توفر الأغطية والملابس والمفروشات.

وناشدت أم ثائر العالم وأصحاب الضمائر الحرة بالنظر إلى النازحين في قطاع غزة وتقديم المستلزمات الأساسية لهم.

وأشارت إلى أنها تركت منزلها ونزحت منه تحت تهديد نيران الاحتلال وبعدما ضحت "بكل شيء".

وطالبت بضرورة وقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بالقطاع، قائلة: "نحن شعب يحب الحياة والأمان والسلام.. لا نريد حربا".

وفي ذات المخيم، تحولت الأرض بفعل الأمطار الغزيرة إلى وحل، ما سبب صعوبة بإفراغ الخيام من المياه والطين وتنظيف الأمتعة.

لا بدائل

بدوره، يقول أحمد الصوص، النازح من بيت لاهيا إلى مخيم اليرموك (مدرسة إيواء وخيام) بمدينة غزة، إنهم عاشوا ليلة صعبة جراء الأمطار الغزيرة.

وقال للأناضول إن المياه تسربت إلى داخل الغرف الصفية داخل مركز الإيواء ما تسبب بتبلل الأغطية والفرشات بالمياه.

وأوضح أن تسرب المياه جاء بعد محاولات حثيثة لمنع وصولها إلى داخل الغرف حيث قضوا ساعات الليل في التخلص من البرك التي تجمعت في الممرات.

واستكمل قائلا: "الليلة غرقنا (بمياه الأمطار) وتسربت المياه للحرامات (الأغطية) والفرشات، ولا يوجد بديل لها".

الصوص واحد من مئات النازحين الذين تبللت مستلزماتهم وملابسهم بالمياه ولم يجدوا بديلا لها ما اضطرهم للبقاء بها لساعات طويلة إلى حين جفافها.

وقال نازحون للأناضول، إن بقاء الأطفال بملابس مبللة تسبب بإصابة بعضهم بأمراض صدرية.

وأضافت نازحة (لم تذكر اسمها)، إن أطفالها لم يعودوا قادرين على تحمل موجات الصقيع في ظل عدم توفر الأغطية والملابس الشتوية.

وطالبت بإنهاء حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، قائلة "ما بدنا (لا نريد) أكل ولا شرب.. أنهوا الحرب".

نازحو غزة يستقبلون عام 2025 بخيام غارقة وأطفال يتجمدون
المصدر : وكالة وفا