شهد لبنان مؤخراً زيادة ملحوظة في حالات الزكام والأمراض التنفسية، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان هذا الوضع يشير إلى وباء جديد أم أن ما يحدث هو مجرد ظاهرة موسمية طبيعية.

تعود هذه الظاهرة إلى مجموعة من العوامل، أبرزها التغيرات المناخية التي تواكب بداية فصل الشتاء، ما يجعل البيئة مثالية لانتشار الفيروسات المسببة لنزلات البرد والإنفلونزا.

إضافة إلى ذلك، تسهم الظروف الاجتماعية والاقتصادية في انتشار هذه الأمراض، مثل الاكتظاظ في الأماكن العامة وضعف تدابير الوقاية الصحية.

وأشار تقرير لوكالة "بلومبرغ" الأميركية إلى أن هناك زيادة في الأمراض المعدية حول العالم منذ جائحة "كورونا"، التي امتدت آثارها منذ عام 2022 وحتى الآن.

ظاهرة موسمية أم تهديد جديد؟

أكد النائب اللبناني الدكتور عبد الرحمن البزري أن انتشار الفيروسات التنفسية العلوية هو أمر طبيعي يحدث بشكل دوري في موسم الشتاء. وأوضح أن فيروسات الزكام والأنفلونزا تتزايد خلال هذه الفترة نتيجة لتغير الطقس، وأن الناس في فترة "كورونا" اتخذوا تدابير وقائية مثل ارتداء الكمامات، ما أدى إلى تقليص انتشار الفيروسات الأخرى.

وتابع البزري قائلاً إن "الارتداد" الذي حصل نتيجة غياب هذه الفيروسات في سنوات الجائحة أدى إلى فقدان المناعة ضدها، مما ساعد في عودتها بقوة بعد انتهاء الإجراءات الوقائية.

الوقاية والعلاج

وأكد البزري أن الفيروسات التنفسية العلوية لا تشكل تهديداً كبيراً ولا تتطلب سوى علاجات عرضية مثل خافضات الحرارة وأدوية السعال، إلى جانب شرب السوائل. لكنه شدد على أهمية الوقاية الشخصية مثل غسل اليدين واتباع آداب السعال والعطاس، بالإضافة إلى تجنب زيارة المرضى لتقليل المخالطة.

كورونا: تحدٍ مستمر

وبالنسبة لفيروس "كورونا"، أكد البزري أن الفيروس لا يزال يشكل تحدياً صحياً، لكنه أشار إلى أن حالات الإصابة به لا تزال موجودة في لبنان. وأوضح أن الفيروس يظهر في كل موسم بشكل متفاوت، وتستمر مراقبته.

ورغم انتشار الزكام والأنفلونزا، استبعد البزري أن نكون أمام وباء جديد، مؤكداً أن الوضع تحت المراقبة وأن العالم في حالة تأهب لمواجهة أي ظهور مفاجئ للأوبئة.