بأقلامهم >بأقلامهم
"الغريبة": الصبر مفتاح الجنّة...



جنوبيات
- لماذا انت حزينة يا غريبة لماذا لا تأتين حين اناديكي، كنت دائماً تسمعينني فأنت مهجتي وأملي.
- انني حزينة والحزن يعصر قلبي، ما نفع المناداة ان كان البعد يفرق بيننا.
- الحزن لا ينفع فالقدير قال لمريم عليها السلام "لا تحزني" كما انك وجدتني بعد بحثك الحثيث عني.
الدموع اغرورقت في عيناها والألم بات ينهشها لينال من قلبها، خفضت رأسها ومنديلها ينسدل على كتفيها، أخذت تلتقط دموعها وتحاول ان تلملم جراحها، قالت:
- هل لاحظت غيابي فأنا لم يعتد احد ان يشتاق لي او يحن لوجودي.
نظر إليها نظرة ملؤها الشوق والعتب فإن قلبه لا يفرح إلا بوجودها فهي التي تعيد له لون الحياة والأمل، فكيف لم يلاحظ غيابها وكيف لم يشعر بالأسى والأسف.
امسك يدها وقال لها هيا بنا نذهب الى الحديقة لنقطف الأزهار، فلا يمكنك الحزن بعد اليوم ولا يمكنك الغياب عن حياتي فأنت كل حياتي، أخذان يقطفان الأزهار الملونة وأخذ فريد يصنع لها عقداً من الزهر الملون لتضعه على رأسها.
اخذ الفرح يملأ المكان والضحك والأمل يضج بالأجواء وكأن غريبة لم تعرف الحزن يوماً بعد ان كان يحاصرها منذ ان ألتقت بمنذر.
استيقظت غريبة من حلم لم يدم سوى لسويعات لكنها تقول في سرّها وتدعو الخالق ان يرزقها الجنّة برفقة فريد.