نظر إليها نظرة خاطفة وقال لها بصوت متهدج ما الذي يجعلك تتصرفين على هذا النحو، ألم أقل لك ان الوضع بات غير محتمل وعليك بألا تقومي بهكذا اعمال تجعلنا في موقف محرج أمام الغرباء.
هي لم تفهم الذي يقوله ولكنها شعرت برغبة كبيرة بالبكاء، لكن حبست دموعها ولم تجهش بالبكاء، الى ان توارت عن نظره، وقالت في سرّها ان السلوك يعبر عن مكنونات النفس البشرية، وما التصرف الذي أقبلت عليه إلا ليعبر عن صفاء نية وحسن نوايا، كيف لم يفهم ذلك، قالت في سرّها ثم انصرفت للقيام بأعمالها المعتادة وحاولت نسيان ما جرى.
عاد الرجل يوجه لها الملاحظات وهي بقيت صامتة لم تدافع عن نفسها، ما النفع من تبرير الموقف فالإنسان المحب يفهم محبوبه من عيونه ويعلم ما في نفسه من نوايا، قالت في سرها، الصمت أجدى نفعاً من الدفاع عن النفس،  فالأمر يتطلب الروية والمستقبل سيظهر له الخبايا وسيشعر بتأنيب الضمير.
ذهبت تعتني بالأزهار تسقيها وترتب شكلها علها تبعث الراحة في الأجواء التي باتت مشحونة بالغضب والحزن والمشاعر السلبية، هي تعلم ان حياتها ليست بسهلة ولكن الإيجابية التي تمتلكها كفيلة للعيش بطمأنينة واسعة، هي مضت وكأن شيئاً لم يقع مضت تحدث نفسها، فهي تعرف نفسها جيدا وتعرف الأسباب التي تدفعها للقيام بالتصرفات، لكن الأشخاص الذين تعيش معهم لا يفهمونها وباتت غريبة وسط منزل تعيش فيه الى ان تغادر الدنيا، تعلم في قرارة نفسها ان الحياة غريبة وعليها بالتحلي بالصبر والحكمة.