بأقلامهم >بأقلامهم
الغريبة: "رحلة الشفاء"
الغريبة: "رحلة الشفاء" ‎الأربعاء 5 03 2025 19:37 د.هبة المل أيوب
الغريبة: "رحلة الشفاء"

جنوبيات

كلما اقترب منذر من  الغريبة كانت تشعر بتوعك، فيداها لم تعد تشعر بهما من شدّة البرودة وقلبها يخفق بسرعة، اخبرت الوالدة منذر الحالة التي ألمّت بالغريبة.  
بعد ان تم عقد قرانها على منذر أصاب الغريبة ما أصابها وهذا ما جعل منذر في حيرة، فالغريبة لم تقبل بسهولة فكرة الخطوبة وعقد القران، كما وأن أخاها الأكبر رشيد نصحها بالرفض لأنه لم يراه مناسبا لها لكن الوالدة لم تأخذ رأيه بعين الإعتبار، وعلى الرغم من كل ذلك فقد حدث الذي حدث، والغريبة ألمّ بها مرض لا احد يعرف ما هو وما يكون، ولا أحد يعرف العلاج المناسب لها.  
ارتدت ثيابها الغريبة وصعدت السيارة برفقة منذر والوالدة، وصلوا الى منزل أحد المشعوذين، نظرت الغريبة الى البيت وجدت امرأة نحيلة ترتدي الأسود وفي يدها صحن طعام لتطعم ولدها  الصغير، ثم فتحت هذه السيدة باب غرفة واسعة لكي يدخلون وينتظرون المشعوذ الذي يعرفه منذر.
جاء المشعوذ كان قصير القامة ملتحي وعلى رأسه قبعة سوداء اللون جلس على كرسي عالي، وأجلس الغريبة على كرسي بجانبه، وبدأ يتمتم ويقرأ على رأس الغريبة كلمات وتماتم غير مفهومة إنها أشبه بطلاسم، حاولت الغريبة الفهم لكن عبثا لم تفهم شيئاً، وشعرت بأن حالتها لم تتحسن، اعطاها المشعوذ سبعة أحجبة وأوضح لمنذر الطريقة لحرق الأحجبة لمدة سبعة ايام وعند المساء.
عادوا للمنزل والغريبة كارهة لوجود منذز كما لم تعد باستطاعتها متابعة دراستها التي كانت تتابعها في الجامعة، أما الوالدة فهي تجهل سبب مرض ابنتها لكن كانت تعلم بأن ابنتها غير متقبلة فكرة منذر كزوج لها، إذ كانت تردد الفتاة دائما للوالدة بأنها تريد رجلاً على مستوى علمي، ولا تريد رجلاً جاهلاً كثير الكلام يفتقد الحكمة والرشد.  
فهل ستشفى الغريبة بعد حرق الأحجبة التي اعطاها اياها المشعوذ ام ستزداد حالتها سوءاً؟ 

المصدر : جنوبيات