بأقلامهم >بأقلامهم
الغريبة: "المظاهر الخادعة"
الغريبة: "المظاهر الخادعة" ‎السبت 8 03 2025 12:20 د.هبة المل أيوب
الغريبة: "المظاهر الخادعة"

جنوبيات

وقع على الغريبة امر إحراق الأحجبة لكن لماذا لا تريد الدخول الى عالم منذر، وكيف أوقع منذر الغريبة في عالمه، لبرهة نقول انه حذق لكن التطورات أظهرت عكس ذلك، ودخل الى منزل الغريبة:  
كانت بشرته سمراء داكنة، وشعره أسود، يرتدي قميصاً رمادياً مفتوحاً على شعر صدره حيث يتدلى سلسالاً من الكارتيه من الذهب على رقبته، وفي يده بلاك من الذهب ايضاً مع خاتم في اصبعه، يحمل جوالاً "نوكيا" حديث وعلبة السجائر الخاصة به، جلس في الغرفة هو وشقيقته. دخلت الغريبة التي كانت تناهز الثامنة عشر من عمرها  لكن سرعان ما أخذت شقيقة منذر والدة الغريبة الى خارج الغرفة بحجة أن اخاها يريد التحدث والتعرّف على الغريبة.
بكل بساطة ان الفرصة سنحت لمنذر من احكام خدعته، ثم حمل منذر الطاولة وتوغل الى عمق الغرفة حيث تجلس الغريبة، استغربت الفتاة من صنيعته لكن إلتزمت الهدوء فهي فتاة هادئة وتراقب الآخر دون اي ردة فعل، بدأ منذر يتحدث والغريبة اكتفت بالإستماع فهي لم يسبق إن تحدثت مع شاب من قبل، لأن التربية القاسية التي تلقتها من والدتها منعتها حتى من التفكير بالجنس الآخر، لكن لاحظت انه كثير الكلام يدّعي الثقة بالنفس لدرجة  الغرور.
على الرغم من كل ذلك، لم توافق الغريبة على فكرة الزواج لكن منذر لم يستسلم ارسل اقربائه الى منزل الوالدة، وطبعاً المظاهر الخدّاعة والنقود المخدّرة كان لها الوقع المعقول على رأي الوالدة التي سرعان ما أخذت تقنع الغريبة.
الغريبة لم تكن تعرف عن الحب شيئا لكن كانت لدراسة الأدب والشعر تأثير مباشر عليها، فكانت هواجس في مخيلتها حول ماهية الحب العذري والحب الإباحي، فتقول في نفسها من هو جميل بثينة الذي اقترن اسمه باسم حبيبته ومات من حبها ومن هو عمر بن ابي ربيعة زير النساء، لم تكن تتحدث لأحد عن هذه الهواجس ولم يكن عندها صديقة مقرّبة، اي ابقت هذه الهواجس حبيسة تفكيرها.  
إن قوة الروح التي لديها وضعتها في حيرة كيف ستحرق الأحجبة، ولماذا عليها ذلك، ومن يكون المشعوذ الذي اعطى لنفسه الحق في ذلك، لم يكن ذلك بالأمر اليسير لكن عليها فعله، فماذا سيحدث معها عند حرق الأحجبة؟ 

المصدر : جنوبيات