لبنانيات >أخبار لبنانية
داعش "لبنان" إلى الخطة "ب"!
داعش "لبنان" إلى الخطة "ب"! ‎الخميس 29 06 2017 10:13
داعش "لبنان" إلى الخطة "ب"!


بعد تكرار الضربات الأمنيّة الاستباقيّة التي تلقّتها الخلايا الإرهابيّة يبدو أن داعش انتقل إلى "الخطة ب" للعمل الميداني في لبنان، بعد أن التمس انهياراً لخلاياه بشكلٍ يؤثّر على نشاطه. تعديل نمط، أسلوب وتكتيك عمله.. هذا ما تكشفه مُعطيات التحقيق مع أفراد "خليّة الربيع".

اتّبع داعش في السابق أسلوباً واحداً قضى بتجنيد غالبية عناصره من اللّبنانيين أو السوريين والفلسطينيين المقيمين بالداخل اللّبنانيّ فيما جزء منهم كان يأتي من سوريا، في المُقابل كانت أعداد الأهداف محصورة بانتقاء المُشغّل (الأمير) لها وطبعاً بالتنسيق مع قيادة التنظيم إمّا في منطقة الرقة أو بقدر أقل بالقيادة الموجودة في جرود عرسال عبر وسائل التواصل المُختلفة على أنواعها أو لقاءات تنسيقيّة بين المُشغل، المُنفّذ - مسؤول الخليّة والقيادة.

قرائن التحقيق، أثبتت أنّ غالبيّة الانتحاريين الذين نفّذوا عمليات انتحاريّة في لبنان سواء أكانوا من داعش أم من غيره، جرى تجنيدهم للقيام بهذه المهام داخليّاً، ونشطوا ضمن خلايا عنقوديّة لا يعرف أعضائها بعضهم بعضاً وهذا ما أثبتته التحقيقات لاحقاً.

وتشي التوقيفات التي حصلت في الأعوام الثلاثة إلى أنّ الغالبيّة الساحقة من الموقوفين مُقيمين في لبنان، ووفقاً للاعترافات، فعملية تجنيدهم تمّت هنا بعد تلقّيهم دروساً دينيّة وتجهيزهم فكرياً وتنفيذياً على الأرض.

ولعلّ الأسماء المعروفة في عالم التنظيمات الجهادية كأحمد الأسير، خالد حبلص، أسامة منصور وشادي المولوي الذين عملوا على تشكيل خلايا داخليّة خير دليل على صحة هذا الكلام.

انتقال داعش من الأسلوب القديم إلى الجديد، يمكن رصده من خلال "خليّة الربيع" التي ذُكِرَت أعلاه، وقد تمّ توقيفها في مشروع الربيع بطريق الجديدة، حيث جرى استُقدام عناصرها (يمني و6 سوريين) من الخارج، أي أنّهم حُكماً جُنِّدوا خارج البلاد. وصلوا إلى بيروت عبر المطار، بعد أن كان بنك الأهداف قد وُضِعَ من قبل المُشغّل والعقل المُدبر خالد السيّد المُقيم في عين الحلوة ويقود عمليّات ذات بعد أمنيّ تستهدف الداخل اللّبنانيّ.

معطيات التحقيق مع أفراد الشبكة الموقوفين، تشي بتكتيكٍ مختلفٍ عن الذي اعتُمِدَ سابقاً، فاللمرّة الأولى يستقدم داعش عناصر إرهابيّة من خارج لبنان لتنفيذ هجماتٍ داخله، وهذا وفقاً للمتابعين، ينمّ عن إجراء "داعش" لتغييرٍ في نمط عمله داخل لبنان بعد أن أدرك أنّ أسلوبه القديم بات عُرضَةً للضربات الأمنيّة.

وتلفت المراجع الأمنيّة إلى أنّ أفراد المجموعة لم يخفوا توجّههم لاعتماد نمط الهجمات التي تحصل في أوروبا بلبنان، والحديث هنا عن عمليّات دهس كان يُخطّط لها.

وتقارن المراجع معطيات التحقيق لناحية الأهداف والأسلوب الذي كان معتمداً في الهجوم المُفترَض، وبين هجمات حصلت في عددٍ من الدول، ليتبيّن أنّ "خليّة الربيع" كانت تخطّط في هجومها على أحد المطاعم في الضاحية، اعتماد أسلوبٍ مشابهٍ لهجمات ملهى "رينا" اللّيليّ في اسطنبول، أي من خلال هجوم انغماسيين يدخلون ويطلقون القنابل والرصاص على الحاضرين.

انطلاقاً من هذه الخُلاصَات وتقاطع المعلومات بين الأجهزة الأمنيّة يتّضح أنّ داعش غيّر أسلوبه الإرهابيّ المُعتمد في لبنان وانتقل من موجة إلى موجة، وهذا كلّهُ ينُمّ عن نوايا لديه برفع نشاطه وتعزيزه داخل لبنان للمرّة الأولى.

 

المصدر : ستيفاني جرجس | ليبانون ديبايت