عام >عام
الاعتداء على "القوّة المشتركة" في عين الحلوة وارتباطه بأجندة "داعش"
هدوء واكبه تشييع الضحيتين وسط دعوات لعدم جر المخيّم للفتنة
السبت 19 08 2017 08:00هيثم زعيتر
ضرب العبث بأمن واستقرار مخيّم عين الحلوة من خلال إقدام بلال العرقوب وأبنائه على تنفيذ اعتداء على «القوّة المشتركة» المتمركزة في «قاعة سعيد اليوسف» في الشارع الفوقاني من المخيّم.
هذا الحدث، وإنْ كان حصوله فردياً، لكن مَنْ اقترفه هو أحد الكوادر الرئيسيين في مجموعة الإسلامي المتشدّد بلال بدر، وتوقيته ونتائجه غير بريئة، فهو يأتي:
- بعد يومين من إطلاق النار باتجاه «مجبل عامر معطي للباطون» للجهة الجنوبية للمخيّم، حيث يقوم الجيش اللبناني باستكمال بناء الجزء الأخير من الجدار المحيط بالمخيّم، والذي بدأ الجيش بتنفيذه منذ أقل من عام.
- مطالبة بعض المطلوبين من الإسلاميين بالخروج من المخيّم في ضوء ما ستؤول إليه الاتصالات بشأن انسحاب مسلّحي «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع عند الحدود الشرقية مع سوريا إلى داخل المناطق السورية، بعد الرفض الحازم من قِبل المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، شمول الاتفاق مع «جبهة النصرة» أي من المطلوبين داخل مخيّم عين الحلوة.
- الحديث عن محاولات المطلوبين في المخيّم توتير الوضع الأمني مع الجيش، وتسليط الضوء على أوضاعهم، في محاولة لأنْ يشملهم أي اتفاق مع «داعش» ويتوزّع هؤلاء على مناصري «داعش» و«جند الشام» و"جماعة أحمد الأسير" و«الشباب المسلم»، في وقت اتخذ فيه الجيش اللبناني إجراءات مشدّدة في محيط المخيّم منعاً لأي تطوّرات، بعدما كان قد جرى إبلاغ الفصائل الفلسطينية بأنّ «الجيش لن يسمح بأي توتير من مخيّم عين الحلوة لحظة إعلان ساعة الصفر لانطلاق معركة جرود رأس بعلبك والقاع.
- ترابطاً مع أكثر من ملف يصب في إطار دعم تنظيم «داعش» المتهاوي، وليس بعيداً التفجير الانتحاري مصطفى جمال كلاب لنفسه على معبر رفح على الحدود الجنوبية لقطاع غزّة مع مصر، خلال محاولة قوّة من «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» منعه مع انتحاري آخر جرح من الخروج إلى الأراضي المصرية للالتحاق بتنظيم «أنصار بيت المقدس»، الذي بايع «داعش».
- الاتصالات بشأن إعادة بناء ما دمّرته الاشتباكات السابقة من خلال قيام لجنة «حي الطيري» بزيارات المسؤولين المعنيين، حيث التقوا قبل ساعات من الاعتداء في مقر «القوّة المشتركة» سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور.
- التضرّر من الهدوء الذي شهده المخيّم خلال الفترة الأخيرة وتنسيق المواقف الفلسطينية الداخلية، التي تجلّت إثر توقيف مدبِّر تفجيرات «داعش» الرمضانية الإرهابي خالد مسعد «السيد» وتسليمه إلى الأمن العام اللبناني (1 تموز 2017).
- الارتياح من نشر «القوّة المشتركة» في «مركز سعيد اليوسف»، وهو ما أثار حفيظة بعض المتضرّرين من ذلك.
ولأنّ المرحلة منذ توقيف «السيد» غيرها قبل توقيفه، بات مطلوباً من كافة الفصائل والقوى الفلسطينية الحسم في تنفيذ ما يُتّفق عليه خلال الاجتماعات وألا يتم «تمييع الأمور»، بل محاسبة المخلّين بالأمن والعمل على توقيفهم، وليس اقتصار الأمور على مَنْ لا غطاء أو «عزوة» له، ولعل الرد على ما أقدم عليه العرقوب كان بتسلّم منزله.
هدوء إثر ليل مشتعل
وأمس، عاش مخيّم عين الحلوة هدوءاً تاماً بعدما استفاق والحصيلة سقوط الشهيد في «القوّة المشتركة» المقدّم عبد المنعم الحسنات «أبو علي طلال» والقتيل نجل بلال العرقوب، عبيدة، متأثّران بجراحهما، وجرح 8 آخرين.
وقامت لجنة باستلام منزل بلال العرقوب بإشراف الشيخ يوسف طحيبش بعد سحب جميع المسلّحين التابعين لمجموعة بدر.
وقد أُصيب عضو لجنة القاطع الرابع الفوقاني نصر المقدح إصابة طفيفة أثناء تسلّم لجنة الحي منزل بلال العرقوب، فيما كانت القيادة السياسية للفصائل والقوى الفلسطينية تعلن خلال اجتماع عقدته في «مركز النور» في الشارع التحتاني من المخيّم عن أنّ «مطلقي النار باتوا مطلوبين للقوّة المشتركة، ويجب العمل على تسليمهم مجتمعين أو منفردين».
وتكشّفت الأضرار الفادحة التي وقعت في الشارع الفوقاني عن احتراق عدد من المنازل بينها منزل بلال العرقوب، وتحطّم زجاج عدد آخر وتقطّع خطوط شبكات التيار الكهربائي والإنترنت، وقساطل المياه، فضلاً عن أضرار في عدد من السيّارات.
غزارة إطلاق النار التي استُخدِمَتْ فيها قذائف الـ «آر بي جي» والقنابل اليدوية دفعت بالأهالي إلى النزوح عن منازلهم في أحياء: الطيري، المنشية، الصحون وسوق الخضار.
وقد اضطرّ العديد من العائلات إلى مغادرة هذه المنازل إلى أخرى أكثر أمناً في المخيّم أو خارجه.
وشُلّت الحركة في سوق الخضار، حيث أقفلت المحال التجارية أبوابها، فيما أقفلت عيادات «الأونروا» وتوقّف عمال النفايات عن جمعها.
ومنعاً لأي تطوّرات جرى تشييع عبيدة العرقوب بعد صلاة عصر أمس في ساحة بالقرب من مصلّى الحسين، في حي الصفصاف مروراً بحاجز الجيش اللبناني في منطقة النبعة، إلى مقبرة صيدا الجديدة في سيروب، حيث ووري الثرى.
بينما شُيّع جثمان المقدّم «أبو علي طلال» من مقبرة صيدا الجديدة في سيروب، حيث جرى تكفينه والصلاة عليه في «مسجد الغفران» في المقبرة، قبل أنْ يوارى الثرى في «مقبرة الشهداء» - درب السيم، جنوبي المخيّم بمشاركة قائد «قوّات الأمن الوطني الفلسطيني» اللواء صبحي أبو عرب.
معالجات الوضع
وفي إطار المعالجات، استنكرت النائب بهية الحريري "الاعتداء على "القوّة المشتركة" في مخيّم عين الحلوة، وما تسبّب به من اشتباكات أوقعت قتلى وجرحى ونزوحاً وترويعاً لأهالي المخيّم، مشيرة إلى أنّه "مرّة جديدة يتجرّع أهلنا في مخيّم عين الحلوة كأس اللاأمن المُرّة فيسقط المزيد من الضحايا والجرحى ويروّع الآمنون وتُهجّر عائلات وتُراكم مآسٍ ومعاناة وأضرار وكأنّه كُتِبَ عليهم أنْ يظلّوا رهينة مغامرات أشخاص وحالات وظواهر تغرّد خارج سرب قضية فلسطين وتسيء لنضالات وتضحيات الشعب الفلسطيني".
وكانت النائب الحريري، الموجودة خارج لبنان، قد تابعت تطوّرات الوضع الأمني في مخيّم عين الحلوة عبر اتصالات أجرتها منذ ليل الخميس، وشملت كلا من أمين سر قيادة الساحة اللبنانية في حركة "فتح" وفصائل "منظّمة التحرير الفلسطينية" فتحي أبو العردات ووللواء صبحي أبو عرب، حيث اطلعت منهما على صورة الوضع في المخيّم.
كما تواصلت النائب الحريري للغاية نفسها مع قائد منطقة الجنوب الإقليمية للدرك العميد سمير شحادة ورئيس مكتب مخابرات الجيش اللبناني في صيدا العميد ممدوح صعب .
*وكانت لجنتا لوبية وحطين قد عقدتا اجتماعاً طارئاً مشتركاً في "قاعة لوبية"، ترأسه رئيس "لجنة لوبية" الحاج أبو وائل زعتير ورئيس الهيئة الإدارية للجنة حطين الحاج علي أصلان، بحضور عدد من أعضاء اللجنتين، وعدد من ممثّلي "الشباب المسلم".
وتوقّف المجتمعون عند حادث إقدام مجهولين على إطلاق النار باتجاه "مجبل عامر معطي للباطون" المحاذي للحي الجنوبي لمخيّم عين الحلوة، حيث يقوم الجيش اللبناني منذ أيام بالتحضيرات اللازمة لاستكمال بناء الجزء الأخير من الجدار الأمني المحيط بالمخيّم، والذي بدأ الجيش اللبناني بناؤه منذ أشهر.
وأعربوا عن رفضهم واستنكارهم لهذا العمل الجبان الذي يسيء لأهالي الحي أولاً وللجوار ثانياً، رافضين أي تصرّف أو تحرّك فردي أو شخصي أو جماعي من أي فرد أو جهة كانت، يؤدي إلى إحداث خلل أمني ويؤدي الى توتير الأوضاع في الحي الجنوبي مع الجوار.
وثمّن المجتمعون التحرّك الفوري والعاجل لعدد من أعضاء لجنتي حطين ولوبية بالتعاون مع ممثل عن "القوة المشتركة" و"قوّات الأمن الوطني" المتواجدين على الحاجز على الطريق المؤدي لدرب السيم، وبالتعاون والتنسيق مع عدد من "الشباب المسلم" لتطويق ذيول هذا الحادث، لمنع إحداث أي خلل أمني قد يكون له عواقب وخيمة على أهالي الحي والمنطقة، وعلى عموم أهالي مخيّم عين الحوة، مؤكدين حرصهم الشديد إستمرار لتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية بما يخدم مصلحة أهلنا القاطنين في الحي الجنوبي للمخيّم وعموم سكان المخيّم وسكان الجوار.
واتفق المجتمعون على تشكيل لجنة متابعة مشتركة ميدانية من لجنتي حطين ولوبية و"الشاب المسلم" للوقوف على الأوضاع ومتابعة العمل والتنسيق والتحرك والتعاون والتواصل مع الجهات المعنية بما يحفظ المصلحة العليا لأهلنا وشعبنا والجوار، وحذّروا أهالي الحي من الإنجرار وراء التحريض والشائعات المغرضة التي تستهدف أمن وإستقرار الحي الجنوبي للمخيّم وعموم أرجاء المخيّم، مثمنين مواقفهم وتجاوبهم وتعاونهم الكامل مع لجان الحي بما يحفظ أمنهم واستقرارهم وكرامتهم.
خلال الصلاة على جثمان عبيدة العرقوب قُبيل تشييعه
خسائر فادحة نتيجة اشتباك استمرَّ لساعات!