عام >عام
سبل تحصين تنفيذ آليات المصالحة الفلسطينية
عزام الأحمد: تطبيق بنود المصالحة وفق جدول زمني
سبل تحصين تنفيذ آليات المصالحة الفلسطينية ‎السبت 14 10 2017 01:33
سبل تحصين تنفيذ آليات المصالحة الفلسطينية
الوزير خالد فوزي يداً بيد مع عزام الأحمد وصالح العاروري

هيثم زعيتر

تتركّز الجهود الفلسطينية والمصرية على إنجاح تنفيذ بنود المصالحة الفلسطينية التي جرى توقيع الآلية التنفيذية لخطواتها بين وفدَيْ "فتح" و"حماس" في القاهرة، أمس الأوّل (الخميس) برعاية مصرية.
ويترك الإنجاز الهام ردود فعل مرحِّبة باعتباره خطوة على طريق إنهاء الانقسام وتعزيز الجبهة الداخلية وصولاً إلى تحقيق الوحدة الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين.
بين ترحيب بهذه الخطوة ومتطلّبات التنفيذ بإشراف ومتابعة مصرية، تأكيد من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقيادة حركة "حماس" والفصائل والقوى الفلسطينية على تحصين هذا الإنجاز، الذي يتطلّب خططاً إنقاذية سواء من قِبل "منظّمة التحرير الفلسطينية" والفصائل أو الحكومة الفلسطينية، أو الدول العربية والمجتمع الدولي وفي الطليعة الجهات المانحة.
وأهمية توازي صحة ودقة التنفيذ ترتبط بإفشال مخطّطات ومؤامرات المتضرّرين من إنهاء الانقسام، خاصة أنّ هناك مَنْ يراهن على العرقلة ويعتبر أنّ الشيطان يكمن في تفاصيل خطوات التنفيذ.
هذا، وقد أجرى الرئيس عباس اتصالاً هاتفياً بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أطلعه خلاله على تفاصيل إنجاز ما تحقّق من أجل المصالحة الفلسطينية في القاهرة برعاية مصرية، وعلى نتائج الجهود المبذولة لتمكين حكومة الوفاق الوطني من العمل بحرية في قطاع غزّة.
وشكر الرئيس "أبو مازن" "خادم الحرمين الشريفين على مواقف المملكة الداعمة للشعب الفلسطيني، وعلى وقوفها إلى جانب شعبنا وقضيته في مختلف المجالات وفي جميع المحافل".
وجرى اتصال هاتفي بين الرئيس عباس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وتقدّم العاهل الأردني من الرئيس عباس خلال الاتصال بالتهنئة على "اتفاق المصالحة"، فيما شكر الرئيس الفلسطيني للعاهل الأردني "الدعم المتواصل الذي يقدّمه الأردن للشعب الفلسطيني وقياداته على كافة المستويات".
وكان الرئيس عباس قد أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شاكراً جهوده ودور مصر في تحقيق هذا الإنجاز الهام.
وبعد توقيع وفدَيْ "فتح" و"حماس" على الآليات التنفيذية للمصالحة تحت رعاية مصر ممثّلة بوزير المخابرات العامة اللواء خالد فوزي، غادر القاهرة وفد حركة "فتح" برئاسة عضو اللجنة المركزية ومسؤول ملف المصالحة عزام الأحمد ووفد حركة "حماس" برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري.
وبشأن مّا جرى وضمانة تنفيذ ما وقع، أكّد الأحمد لـ"اللـواء" أنّ "ما يُميّز ما جرى في مصر من توقيع لآليات تنفيذ المصالحة الفلسطينية عن المرّات السابقة، هو تجربة مصر وحرصها على الأمن القومي العربي، باعتبارها راعية له، بما فيه أمن الشعب الفلسطيني، وقد قام طاقم مديرية جهاز المخابرات العامة وفق تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي بقيادة الوزير خالد فوزي وقيادة هذا الجهاز، بجهود جبارة".
وشدّد على أن "تعليمات الرئيس "أبو مازن" كانت واضحة بالتأكيد على عدم العودة بالاتفاق وضرورة طَيْ صفحة الانقسام إلى الأبد لتوحيد جهود الشعب الفلسطيني بكل قواه، حتى نستطيع مجابهة الاحتلال الإسرائيلي، وتحقيق حلم شعبنا بإنهاء هذا الاحتلال البغيض وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقدس عاصمتها".
وأشار الأحمد إلى أنّه "ستتم مواصلة تطبيق كافة بنود الاتفاق، وفق جدول زمني، سواء لجهة عودة الحكومة الشرعية الفلسطينية "حكومة الوفاق الوطني" لتعمل بشكل طبيعي وفق صلاحياتها، ووفق القانون الأساسي والأنظمة المعمول بها بالإشراف على المؤسّسات والهيئات والوزارات كافة بدون استثناء، وأيضاً الإشراف الكامل على إدارة المعابر، سواء مع الجانب الإسرائيلي "إيرز" أو معبر "رفح" والمعابر مع الجانب المصري، حيث سيتم نشر حرس الرئاسة الفلسطينية على امتداد الحدود المصرية، وتقوم مصر منذ مُـدّة بإعادة ترميم معبر "رفح"، بما يليق بها وبالشعب الفلسطيني حتى يعمل بشكل طبيعي".
وتوجّه بالشكر إلى "الأشقاء العرب الذين يدعمون هذا الجهد بقيادة مصر، سواء في المملكة العربية السعودية أو المملكة الأردنية الهاشمية، اللتين كانتا على تماس مع هذه الجهود".
وختم الأحمد ردّاً على المشكّكين بنجاح المصالحة بالقول: "نقول للمتشائمين أو الذين لا يرغبون بإنهاء الانقسام ويقولون دائماً بأنّ الشيطان يكمن في التفاصيل، بأننا واثقون بالوصول إلى بر الأمان وبطَيْ صفحة الانقسام وتركها تُدفَنْ خلفنا، وأنْ نسير بشراكة وطنية كاملة بين جميع مكوّنات الشعب الفلسطيني".
من جهتها، أعلنت المتحدّثة بإسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت أنّ "واشنطن ستتابع مساعدة السلطة وإسرائيل والمانحين لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزّة عبر اتفاق القاهرة الخاص بالمصالحة الفلسطينية".
وقالت: "إنّ الولايات المتحدة الأميركية ترحّب بالجهد الذي تقوم به السلطة لتولّي المسؤوليات الكاملة في قطاع غزّة، وترى واشنطن أنّ الاتفاق يمكن أنْ يُشكّل خطوة مهمة لوصول المساعدة الإنسانية إلى سكان القطاع".
فيما أعربت وزارة الخارجية التركية عن ترحيبها بالمصالحة "التي تمّ التوصّل إليها بين أشقائنا الفلسطينيين".
وقالت في بيان لها: "إنّ تركيا ستواصل دعم الأشقاء الفلسطينيين جميعهم من أجل التقدّم بنجاح في مسيرة المصالحة الوطنية، التي نراها ضرورة من أجل سلام واستقرار المنطقة".

المصدر : اللواء