أمن وقضائيات >أمن وقضائيات
بين شاكر ومدير مكتب قائد الجيش خفايا مفاوضات
الاثنين 11 01 2016 14:36لم تُكشف بعد أسرار اللقاءات التي جمعت "الفنّان التائب" فضل شاكر بمدير مكتب قائد الجيش العميد محمد الحسيني. غير أن مصادر أمنية معنية بملف أحداث عبرا نقلت لـ"الأخبار" أسباب انعقاد هذه اللقاءات، كاشفة أنّ "الفنّان التائب" بعث، عبر وسطاء، رسالة إلى قيادة الجيش مفادها أنّه يريد التواصل معها. وبما أنّ هناك علاقة صداقة سابقة تربط بين شاكر والعميد الحسيني، تولّى الأخير أمر الاجتماع به، فضلاً عن كونه مدير مكتب قائد الجيش العماد جان قهوجي. بناء على ذلك، جرى اللقاء (قبل معركة عبرا). وبحسب المعلومات، نُقلت رسالة واضحة إلى فضل شاكر تفيد بضرورة إعلانه الانشقاق عن إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير، ثم تسليم سلاحه كمقدّمة تسبق أي تسوية محتملة لملفه.
واعتبرت المصادر أنّ استخبارات الجيش كانت تبذل ما في وسعها لتفادي حصول أي مواجهة، إذ إنّ الصورة كانت تفيد بأن سحب شاكر من جانب الأسير سيُفرّغ حالة الأخير من طرف أساسي، وبالتالي سيُمهّد إلى انسحابات أخرى، قبل أن يُصبح مصير هذه الحالة التشتت في مراحل لاحقة. وفيما جرى الحديث عن أن مذكرات توقيف كانت، عند اللقاء بين الحسيني وشاكر، صادرة بحق مرافقين لشاكر والأسير على خلفية إطلاق النار أثناء تشييع أحد مرافقي الأسير لبنان العزي، ذكرت المعلومات أن المذكرات لم تكن قد صدرت بعد، إنما حرّر بحقهم ما يُسمّى برقيات منقولة أو وثائق اتصال، التي تصدر عن الجيش.
أما عن سبب خلافات الأسير مع فضل شاكر، فنقلت المصادر أن الشيخ الموقوف لم يكن راضياً عن أداء شاكر. ففي إحدى المرات، شارك فضل بمهرجان لـ"الجماعة الإسلامية" نصرة لسوريا، على رغم رفض الأسير. وتحدثت المصادر عن حصول خلاف حاد بين المسؤول العسكري لدى شاكر، وهو ابن شقيقه عبد الرحمن شمندر الذي قُتل في معركة عبرا، وبين المسؤول العسكري لدى الأسير المدعو فادي السوسي الملقب بـ"نوح"، والذي قُتل في سوريا لاحقاً. هنا بدأ الخلاف قبل أن يتطوّر إلى أسباب عديدة، بينها اجتماع فضل بممثلين عن قائد الجيش.
وبحسب معلومات التحقيق، فإنّ الخلاف لم يكن على التسوية مع الجيش، إذ إنّ الرواية "الأسيرية"، والتي لم يروِها الأسير أمام المحكمة العسكرية بعد، تفيد بأنه قبل حصول اللقاء أبلغ فضل الأسير بأن ضباطاً في الجيش طلبوا التواصل معه. لكنّ الأخير أبلغه رفضه، طالباً إليه عدم الاجتماع بهم، فما كان من فضل إلا أن ردّ على الأسير بأنّه سيجتمع معهم في مطعمه. وهناك تجدد الخلاف الذي سأل بشأنه الأسير رئيس المحكمة في الجلسة الأخيرة: "هل تريدني أن أروي لك قصة الخلاف مع فضل؟"