عام >عام
تشرين الثاني.. ولادة علمين
الخميس 1 11 2018 10:06صيدا- رأفت نعيم
يطل شهر تشرين الثاني بذكرى ولادة علم.. ويودع بذكرى ولادة علم.. الأول رمز لإستقلال. والثاني رمز لإستقلال. وكلاهما يرفرف اليوم عالياً. الأول بيرقاً في الأجواء. والثاني روحاً في السماء ونهجاً ومسيرة مستمرة على الأرض لأجل لبنان.
في 21 تشرين الثاني من العام 1943 وقّع رجالات لبنان علم الاستقلال الأول، ملوناً بالأخضر رمز أرزته وعزته وشموخه وعطاء أرضه، والأبيض رمز نقاء ثلجه وتوقه للسلام والحرية، وبالأحمر رمز تضحيات شهدائه.
وفي الأول من تشرين الثاني من العام 1944 ولد رفيق الحريري الذي صنع الاستقلال الثاني فكان علمه المصنوع بأخضر الأرض المعطاءة التي انطلق من بساتينها في صيدا، وبأبيض السلام الذي سعى لإرسائه بتسليح الأجيال بالعلم وتقصير عمر الحرب وبإعادة البناء، وبأحمر الشهادة مقدماً حياته فداء ليبقى لبنان.
بين التاريخين، الذكرى الخامسة والسبعين لإستقلال لبنان والذكرى الرابعة والسبعين لميلاد الرئيس الشهيد، عام واحد. وبين الاستقلالين عقود وأعوام. لكن كلا التاريخين رمز ولادة. الأول ولادة وطن. والثاني ولادة رفيق الوطن.
تستعيد صيدا اليوم في الأول من تشرين الثاني، ذكرى ابنها الرئيس الشهيد من مكانين، لكل منهما رمزيته بالنسبة لمسيرة رفيق الحريري، وفي مناسبتين لكل منهما دلالة تزامنها مع عيد ميلاده الرابع والسبعين. المكان الأول هو منطقة رجال الأربعين - ضهر المير في صيدا القديمة بجوار المكان الذي كانت تقوم فيه مدرسة فيصل الأول (أول مدرسة تعلم فيها رفيق الحريري طفلاً). أما المناسبة فهي الإعلان عن إعادة افتتاح وتشغيل المركز الصحي الاجتماعي لمؤسسة الحريري (مستوصف الحريري سابقاً) تأكيداً لاستمرار مسيرة المؤسسة التي أرساها المؤسس قبل نحو أربعين عاماً في خدمة الانسان في هذا الوطن.
والمكان الثاني هو مركز محافظة لبنان الجنوبي الذي يرمز إلى الدولة والمؤسسات التي عمل الرئيس الشهيد من أجل تقويتها وإعلاء شأنها. أما المناسبة فهي إطلاق الاحتفالات بالعيد الماسي لإستقلال لبنان من قاعة رفيق الحريري في سراي صيدا الحكومي، واحتفالاً بولادة علمين: رفيق الحريري والعلم اللبناني.