عام >عام
الإحتلال الإسرائيلي يفشل بتقفّي أثر أشرف نعالوة بعد شهر من التواري واعتقال عائلته
المصادقة على بناء 640 وحدة استيطانية شمال القدس المحتلة
الخميس 8 11 2018 07:49هيثم زعيتر
طوى المقاوم أشرف وليد سليمان نعالوة (23 عاماً)، الشهر الأوّل لعمليته البطولية "بركان"، التي نفّذها يوم الأحد (7 تشرين الأول الماضي) في المنطقة الصناعية، ضمن المستوطنات الإسرائيلية، بالقرب من سلفيت - جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة، وقتل خلالها مستوطنين إسرائيليين وأصاب ثالثة بجراح خطرة.
وتحوّل منفّذ العملية أشرف، إلى "شبح"، أثبت فشل منظومة الإحتلال، التي جُنّدت لتقفّي أثره، وتحديد مكانه، أو إجباره على تسليم نفسه، بعد الممارسات التعسّفية، والاعتقالات التي شملت أمس (الأربعاء)، والده وليد سليمان، بعدما كان قد اعتقل بعد تنفيذ العملية والدته وفاء مهداوي وشقيقه أمجد وشقيقته فيروز، وأحد زملائه في العمل، والذي سبق وسلّمه وصية قبل 3 أيام من تنفيذ العملية.
وأمس، حاصرت قوّة كبيرة للإحتلال منزل عائلة أشرف، الخالي من قاطنيه، حيث عمدت إلى إطلاق قنابل صوتية في داخله بكثافة، مع تحليق طائرة استطلاع في سماء المنطقة.
وقرّرت سلطات الإحتلال هدم منزل عائلة نعالوة، بعد رفض الاعتراض المقدّم من العائلة.
ولم تُجدِ وسائل الإحتلال من طائرات مروحية استطلاعية ومسيّرة في أجواء بلدته ضاحية الشويكة - شمال طولكرم، ولا الكلاب البوليسية وقوافل المستعربين، والتقنيات المتطوّرة، في تقفي أثر أشرف، الذي أصبح لغزاً عجز الإحتلال عن حلّه، لجهة تحديد موقع اختفائه، خاصة أنّه تمكّن من التواري وبحوزته السلاح، الذي استخدمه خلال تنفيذ العملية، وهو من نوع "كارلو"، الذي قتل فيه المستوطنين كيم ليفينغروند يهزكل (28 عاماً) وزيف هاغبي (35 عاماً) وجرح المستوطنة الثالثة.
كما استطاع بمفرده تنفيذ العملية، التي أذهلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لدقة تنفيذها، ومغادرته المصنع، وهو يحمل السلاح المستخدم فيها، وعدم معرفة طرق تواريه، خاصة أنّه لم يكن ضمن طواقم الشُبُهات الأمنية لدى الإحتلال، على الرغم من وجود أكثر من 8 حراس أمن وجنود إسرائيليين على مدخل المصنع، لم يلاحظوا شيئاً، إلا وهو يهرول حاملاً سلاحه، والذي ظهر عبر شريط فيديو في المصنع.
وكان أشرف قد سبق ونشر على صفحته عبر "الفايسبوك"، رسالة قبل حوالى الشهر من تنفيذه العملية، تطرّق فيها إلى ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، التي وقعت في أيلول 1982، وكتب: "لن ننسى ولن نسامح".
كما نشر قبل ساعات من تنفيذ العملية، عبر "الفايسبوك" أيضاً، رسالة، تمنّى فيها من الله أنْ يحقّق ما يصبو إليه، قائلاً: "اللهم بشّرني بما أنتظره منك، فأنت خير المبشّرين"، كما سلّم زميله في المصنع وصيته قبل 3 أيام.
ومساء أمس، أُصيب مستوطنان بجراح، برصاص مسلّحين، على مقربة من حاجز المحكمة، المؤدّي إلى مدينة البيرة، قرب مستوطنة "بيت إيل" في الضفة الغربية.
وأغلقت قوّات الإحتلال حاجز المحكمة، ونشرت قوّاتها في محيط مدينة البيرة، حيث بدأت بعمليات بحث وتمشيط عن مطلقي النار.
من جهته، أكد عضو اللجنتين التنفيذية لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية" والمركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد "وجود حراك مصري جديد خلال الأيام المقبلة لتحقيق المصالحة، يقوم على قاعدة الاتفاقات الموقّعة، وآخرها في 12 تشرين الثاني 2017".
وأمل بـ"ألا تستمر "حماس" في مناوراتها، وإضاعة الوقت والتسويف، وعلينا أنْ نعطي فرصة كاملة للجهود المصرية، إمّا أنْ تنجح أو لكل حادث حديث".
وبشأن ما يتعلّق بالتهدئة بين "حماس" والكيان الإسرائيلي، قال الأحمد: "مصر كانت تقوم بجهود من أجل التهدئة، مقابل التخفيف عن قطاع غزّة، ومنع وقوع الحرب مجدّداً، لكن دون الوصول إلى توقيع اتفاق، لكن "حماس" وعبر جهود ميلادينوف وقطر، كانت تسعى إلى توقيع اتفاق، حتى يكون له بعد سياسي، إلا أنّ الرئيس محمود عباس والقيادة وكافة فصائل "منظذمة التحرير" عارضوا ذلك، والاتفاق مع "إسرائيل" هو شكل من أشكال المفاوضات، وبالتالي هو شأن وطني وليس فصائلياً، ويجب أنْ يتم كما جرى في العام 2014، وهناك حرص من الكل الفلسطيني والفصائل كافة على تحقيق المصالحة قبل التهدئة".
وأضاف: "شيء مؤلم أنْ تتم المقايضة على الدم الفلسطيني بالمال، وأنْ تقدم "حماس" على مثل هذه الخطوة، وأنْ تتواطأ بعض الفصائل وأطراف إقليمية مع ذلك، فالخوض باتفاق ذي طابع سياسي مع "إسرائيل" سهّلت حدوثه أميركا، ويشكّل تمهيداً لتنفيذ ما يُسمّى صفقة القرن".
وأوضح الأحمد أنّه "بعد جهود القيادة ومصر للضغط على قبرص لرفض ما طُرِحَ حول إقامة ممر بحري آمن إلى قبرص بإشراف "إسرائيل"، علمنا أن حركة "الجهاد الإسلامي" طرحت يوم الخميس الماضي مجدّداً هذه المبادرة، عبر الاجتماع مع الوفد المصري المتواجد في غزّة، إلا أنّ مصر رفضت الخوض في ذلك"، مؤكداً أنّه "لا ولن يتم تفعيل هذا المقترح، ونحن موجودون، ولن تستطيع قوّة على الأرض أنْ تتجاوز الممثّل الشرعي والوحيد لشعبنا".
وبشأن نيّة "إسرائيل" اقتطاع أموال من المقاصة وتحويلها مباشرة إلى غزّة، أكد الأحمد "عدم الرضوخ لهذه التهديدات"، وقال: "إنّ "إسرائيل" سبق وهدّدت السلطة، وطلبت دفع رواتب موظّفي "حماس"، واقتطاع أموال رواتب أسر الشهداء والجرحى حال الاستمرار بدفعها، فكان الرد من جانبنا بعدم التدخّل في شؤوننا الداخلية".
وشدّد على أنّ "إسرائيل تسعى لتحقيق هدوء دون تنازلات سياسية من جانبها، وهي تتعامل مع الجميع بما يخدم مصالحها فقط، وتستغل الأوضاع في المنطقة العربية، والانقسام في غزّة من قِبل "حماس"، وتسعى لتعميقه واستمراره، وليس كما تدّعي "حماس" بأنّه بضغوطها رضخت "إسرائيل" التي تسعى لتنفيذ هدوء وفق قضايا إنسانية محدودة".
وفي إطار محاولات الإحتلال، السيطرة على القدس الشرقية، وممارسة التمييز العنصري والتعسّفي والاضطهاد بحق الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، صادقت ما تُسمّى بـ"لجنة التنظيم والبناء اللوائية" التابعة لبلدية الإحتلال في القدس، أمس (الأربعاء)، على بناء 640 وحدة استيطانية في مستوطنة "رمات شلومو"، التي يقطنها يهود متشدّدون، والمقامة على أراضي المواطنين في شعفاط - شمال القدس المحتلة.
والأراضي التي سيتم البناء فيها، هي أراضٍ فلسطينية خاصة تقع بين "رمات شلومو" وبلدة بيت حنينا، وكان البعض منها قد تمّت مصادرته من الفلسطينيين بحجّة استخدامها كمناطق عامة.
ويُعتبر هذا البناء خارج حدود 1967، ويهدف إلى خطة لتوسيع الحي من خلال 1600 وحدة سكنية تمّت الموافقة عليها، خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، في العام 2010، ما أدّى إلى أزمة غير مسبوقة بين الكيان الإسرائيلي وإدارة الرئيس السابق باراك أوباما، لكن منذ بداية رئاسة دونالد ترمب، يتواصل البناء الاستيطاني في الحي بلا انقطاع.
هذا، وتصدّى أهالي عوريف - جنوب نابلس، لهجوم المستوطنين على مدرسة البلدة الثانوية للبنين.
وتجمّع عدد من مستوطني مستوطنة "يتسهار"، المقامة على أراضي 6 قرى جنوب نابلس، والتي تعتبر من أكثر التجمّعات الاستيطانية إرهاباً، جرّاء الاعتداءات المتكرّرة، التي ينفّذها المستوطنون الذين يُقيمون فيها، قبل أنْ ينضم إليهم عدد آخر، عملت مركبات على نقلهم على دفعات، تجمّعوا في المنطقة الشرقية للبلدة وبالقرب من منطقة الحاووز.
وقرابة العاشرة والنصف صباحاً، بدأوا بالهجوم وإلقاء الحجارة على الصفوف، من مختلف الجهات.
وسارع الأهالي للتصدّي للمستوطنين من أجل حماية أبنائهم الطلبة خشية وقوع كارثة.
عندها تدخّل جنود الإحتلال، وأخذوا يطلقون الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطذاط وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدّى إلى إصابة طالبين بالرصاص الحي، وآخر بالمطاط نقلوا الى "مستشفى رفيديا"، فيما أُصيب إثنان بجروح بالرأس نتيجة إصابتهم بالحجارة.
وأخلت إدارة "مدرسة عوريف" الطلبة من الصفوف والساحات، بعد هجوم المستوطنين السادس خلال شهر واحد.
إلى ذلك، أقدمت جرّافات وآليات الإحتلال أمس، على هدم معرش في مدينة كفر قاسم، بذريعة البناء غير المرخّص.
وتلقى أصحاب المعرش أمر الهدم قبل نحو عام، ضمن ملاحقات تفرضها سلطات الإحتلال على المصالح التجارية الواقعة غربي كفر قاسم.
وكان أصحاب الأراضي قد قدّموا اعتراضاتهم على عدم منحهم تراخيص بناء، ولا تزال القضية في أروقة المحاكم، حيث تتعنّت السلطات بمنح تراخيص بناء للمعرشات، بذريعة أنّ المنطقة زراعية فقط.
ركام المعرش الذي هدمه الإحتلال في مدينة كفر قاسم