عربيات ودوليات >أخبار دولية
ترامب خدع الجميع: ذهب الأسد الأسود بقبضته.. و14 قاعدة أميركية في سوريا!
الخميس 24 01 2019 13:58جنوبيات
شهرٌ مرّ على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قراره بسحب قواته البالغة عددها 2000 جنديّ من سوريا، وبدلاً من أن يبدأ بتنفيذ القرار، يبدو أنّ ما يفعله ليس سوى ذرّ الرماد في العيون، فاليوم الخميس قالت مصادر في وزارة الدفاع الأميركية إنّ واشنطن أرسلت مؤخرًا قوات إضافية إلى سوريا.
وفيما لا تزال الآراء متفاوتة حول الإنسحاب الأميركي من سوريا، خرجت تعليقات فورية من الكرملين، حيثُ كان اللقاء الأول في العام 2019 بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، إذ اعتبر القيصر أنّ تطبيق الانسحاب الأميركي هو أمر إيجابي، وذلك لاستقرار الأوضاع في سوريا، فيما بيّن الرئيس التركي أنّ تركيا لن تسمح بأن يترك الانسحاب الأميركي من الشمال السوري فراغًا يستغله "الإرهابيون" على حد وصفه، والجدير ذكره هنا هو أنّ أردوغان كان اتفق مع ترامب على إنشاء منطقة آمنة "خالية من الإرهاب" في شمال سوريا.
ولكن اللافت أنّه على الرغم من "المنطقة الآمنة" المتفق عليها بين الرئيسين الأميركي والتركي، إلا أنّ الإنسحاب الأميركي لا يبدو أنّه سيُنفّذ، وكما أنّ إعلان الإنسحاب جرى تمديده بحسب ما كانت قد كشفت مجلّة " "فورين بوليسي" الأميركية، حيثُ كان مقررًا في أيلول 2018 ولم يُعلنه ترامب حتّى الأسبوع الثالث من كانون الأول 2018، فكذلك لا شيء يشي بأنّ ساكن البيت الأبيض سيُخرج قواته من سوريا.
وبدأ التباطؤ بالإنسحاب بعد أسبوع من إعلانه، حين نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية مقالاً لريتشارد سبنسر، مراسل شؤون الشرق الأوسط، أكّد فيه أنّ ترامب يرجئ انسحاب القوات الأميركية من سوريا، وأنّه سيطبق الخطة "ببطء". وفي تصريح آخر، قال إنّ الإنسحاب "سيتم بطريقة حذرة"، مشيرًا إلى أن المعركة ضد "داعش" لم تنته بعد.
كذلك قال ترامب للسيناتور الجمهوري البارز لينزي غراهام إنه سيعاود التفكير كيفية تنفيذ تعهده "بإعادة القوات إلى البلاد"، في الوقت الذي خرج ترامب في اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض قائلاً: "الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سوريا "على مدى فترة من الوقت"، مشيرًا الى أنّه "لم يحدد أبدًا 4 أشهر جدولا زمنيا" للانسحاب، وهو الوقت الذي كان قد أعلن عنه الشهر الماضي.
من جانبه، هدأ صقر ترامب، أي مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، من خوف الإسرائيليين من الفراغ الذي ستتركه مغادرة الجنود الأميركيين لسوريا، كيف لا وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد أعلن أنّ لا انسحاب ولا تمويل لإعمار سوريا طالما بقيت هناك قوات إيرانية خارج الحدود الإيرانية.
وهنا بدأ إعلان التراجع عن الإنسحاب المفاجئ على لسان بولتون الذي قال من إسرائيل إنّ الإنسحاب مشروط بهزيمة فلول تنظيم "داعش"، وضمان تركيا سلامة المقاتلين الأكراد، مضيفًا: "هناك أهداف نريد أن ننفذها كشرط للانسحاب والجدول الزمني يتماشى مع قرارات سياسة نحتاج إلى تنفيذها".
وكانت قد كثرت التحليلات حول أنّ هذا الإنسحاب، وعلى الرغم من إبقاء الجنود في العراق المجاور، إلا أنّه سيُمكّن إيران وروسيا من تعزيز نفوذهما، وإضافةً إلى ذلك تبنّى تنظيم "داعش" التفجير الانتحاري الذي أودى بحياة أربعة أميركيين، بالإضافة إلى 10 آخرين في مدينة منبج السورية. كلّ هذه الأمور قيل إنّها ستبطئ وتيرة الإنسحاب السوري أيضًا.
وفي الوقت الذي كثر الحديث أيضًا عن "خيانة" واشنطن لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، كشفت صحيفة "زمان" التركية أنّ المناطق التي يسكنها الأكراد السوريون حيث تسيطر "قسد" فيها ثروات سوريّة هائلة، فهذه القوات تُسيطر على نحو 90 في المئة من الثروة النفطية بالإضافة إلى 45 في المئة من إنتاج الغاز في سوريا. والجدير ذكره هنا أنّ أزمة غاز تواجه المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، وانتشرت فيديوهات مؤخرًا على مواقع التواصل تظهر قافلة من شاحنات النفط قيل إنّها متوجهة من مناطق تتواجد فيها "قسد" باتجاه مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري.
وهذا يعني أنّ واشنطن تشدّ بحزم على الثروات النفطية في سوريا، ولا يمكن تجاهل الحريق الذي شبّ بشكل غامض الثلاثاء في ناقلتي وقود "كاندي" و"مايسترو" في مضيق كريتش قرب "جزيرة القرم" في البحر الأسود، وبحسب وزارة الخزانة الأميركية فإن السفينتين نقلتا الغاز بشكل غير قانوني إلى النظام السوري بين عامي 2016 و2018، وتداولت وسائل إعلام سورية معارضة الخبر واصفةً ما كان يُنقل بـ"غاز الأسد" إلا أنّ العقوبات الأميركية حالت دون وصوله.
وإضافةً إلى ما أعلنته CNN اليوم عن إرسال قوات أميركية إلى سوريا، وصلت تعزيزات عسكرية أميركية جديدة إلى الأراضي السورية السبت الماضي، كما حصلت تحركات عسكرية مفاجئة شرق دير الزور، إذ يقال إنّ القوات يؤسسون قواعد جديدة.
إذًا، فالولايات المتحدة لا تزال موجودة في سوريا عسكريًا من خلال مستشارين وجنود وقواعد قديمة يقدّر عددها بـ14، وتُضاف اليوم إليها قواعد جديدة، إضافةً الى أنّها تتحكم بـ90% من ثروة سوريا النفطية، وقد لا يكون إعلان ترامب سوى "تخدير داخلي"، لأنّه كشف عن الإنسحاب بشكل مفاجئ توازيًا مع بدء تطبيق الإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية بسبب الفشل في التوصل لاتفاق على تمويل الحكومة.